عندما نقول "كسرى" نقول "كزارا" مثلما رجحت ووثقت ذلك بعض الكتب و الدراسات التاريخية التي أكدت أن تسمية  هذه المنطقة التابعة لمحافظة سليانة (شمال غرب)  يعود إلى كزارا، و هي السكان الأصليون لتونس أو ما يعرف ب"الفراشيش".

و تتميز هذه المنطقة بطبيعتها  الساحرة و  بالخصوص بحصنها البيزنطي اضافة الى الكثير من المعالم الاخرى والشواهد المتنوعة على تعاقب الحضارات.

 كما تتميز القرية بكثرة تضاريسها وكثافة غابتها المتكوّنة من الصّنوبر الحلبيّ أساسا والّتي تكسو أكثر من ثلثي الأراضي بالمنطقة.

على الرغم من ثراء و تنوع و تعدد المنتوج و المخزن الثقافي و الفلاحي بالجهة ، إلا أن هذه المنطقة تشكو الويلات، مثلما أكده و أيده سكانها الذي يطلقون نداء استغاثة للسلطات المحلية و الجهوية .

و من بين هذه المشاكل التي تعاني منها الجهة نقص التنوير الريفي و عدم توفير المقومات الأساسية للعيش الكريم على غرار توفير الماء الصالح للشراب و التعليم و الصحة و ذلك نتيجة التشتت السكاني.

زد على ذلك تشكو الجهة من إنتاج فلاحي متواضع لا يعكس الإمكانيات الطبيعية التي تتوفر بالمنطقة ، بالإضافة إلى مشاكل الهجرة نظرا لقلة موارد الشغل ، مما أدى بالأساس إلى تزايد نسب البطالة.

و تتميز منطقة كسرى بمتحف العادات و التقاليد الذي يميزها عن بقية المناطق المجاورة، ذلك لما يتميز به هذا المتحف من خصوصية و عراقة ، و هو ملخص لتاريخ المنطقة و لمخزونها الثقافي و التراثي و  العادات و التقاليد  التي يتبعها اهالي كسرى في ممارستهم لطقوس التحول كالولادة و الزواج و الختان و الموت.

وينتصب المبني حسب تقاليد المنطقة حذو آثار الحصن البيزنطي الذي يمثل مرحلة من مراحل تاريخ كسرى الذي يعود إلى العهود البونية،  مبني على مصطبة توفر للزائر مشهدا يمتد على مدى البصر يشمل القرية والسهول الخضراء الممتدة أمامها. وتبلغ مساحته حوالي 570 مترا مربعاً، بلغت تكلفة إنجازه حوالي 350 ألف دينار و تأسس منذ سنة2001.

بيد أن هذا المتحف يشكو منذ كانون الأول الفارط عدة مشاكل على غرار انقطاع التيار الكهربائي الذي يتواصل إلى حد هذه الكلمات.

و قد ندد سكان المنطقة منذ أشهر بتواصل انقطاع الكهرباء و دعوا الى التحرك الفوري و العاجل للجهات المعنية لفض هذا الإشكال الذي لا يزال عالقا.