يقول مسؤولون إيطاليون إن تحسن الطقس، شكل عاملا رئيسيا وراء ارتفاع عدد المهاجرين عبر المعابر الليبية، حيث أنقذت السفن أكثر من 3100 من المهاجرين على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

وفي يوم الخميس الماضي وحده تم إنقاذ 712 مهاجرا، مقابل 2،400 خلال اليومين اللذين سبقاه، وكانوا على متن قوارب مطاطية مهترئة في المياه الدولية قرب ليبيا. وقد تم العثور على ثلاث جثث خلال عمليات الإنقاذ يوم الاربعاء من قبل سفن كانت في معظمها إيطالية. "خلال هذه الأيام كان هناك ومضة من الطقس الجيد، وهو ما أغرى بالعبور "، كما قال قائد خفر السواحل الإيطالي فيليبو ماريني.

 وتقول وكالة الأمم المتحدة للاجئين إن 9800 مهاجرا وصلوا إلى إيطاليا هذا العام حتى يوم الأربعاء الأخير، وذلك مقارنة مع 7400 في الفترة نفسها من العام الماضي. وقالت المتحدثة باسم المنظمة باربرا مولينارو إنه من السابق لأوانه الحديث عن اتجاهات، وأن هذا النوع من الكثافة في فترات قصيرة ليس بالأمر غير المسبوق -حتى مع كون فترات هدوء البحار في فصل الشتاء محدودة.

وأوضحت مولينارو أن معظم القادمين هذا العام هم من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مشيرة إلى أن هذا التدفق الافريقي يدل على أن عمليات الإغلاق على طول الطريق من اليونان لم تؤد إلى تحول الناس في تلك المنطقة تجاه ليبيا. "الأفارقة هم أنفسهم الذين عبروا من ليبيا العام الماضي، وليس السوريون، أو الأفغان أو العراقيون الذين يفضلون العبور من خلال اليونان". وتخلص مولينارو إلى القول بأنه "لا توجد علامة على حدوث تغير في الطريق، على الرغم من أننا لا نستبعد أن يحصل ذلك في المستقبل." وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن عوامل أخرى غير تحسن الطقس قد تقف وراء تدفق المهاجرين. وقال المتحدث باسم المنظمة فلافيو دي جياكومو إن الارتفاعات الدورية في عدد المهاجرين يمكن أن تكون راجعة إلى "استراتيجية تتعلق بالمهربين لا نستطيع أن ندركها"، مثل توافر القوارب في ليبيا مثلا.

وأضاف دي جياكومو أن ارتفاع عمليات الإنقاذ قبل تحطم القوارب أو السفن يشير إلى أن جهود الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط هي "فعالة جدا".

"محاولات العبور تتم بقوارب من نوعية رهيبة. ومن المستحيل أن نفكر أنها ستكون قادرة على الوصول إلى لامبيدوزا أو صقلية"، يتابع دي جياكومو، مؤكدا أن عمليات "الإنقاذ تتم دائما في المياه الدولية، القريبة جدا من ليبيا."