أكد المحلل العسكري الليبي محمد صالح فرج الترهوني، أن اعلان القيادة العامة للجيش لساعة الصفر كانت بمثابة دق المسمار الأخير في نعش التشكيلات المسلحة والإرهابية في طرابلس، مشيرا إلى التصريحات التركية بالتدخل في ليبيا قلبت الطاولة على رأس حكومة الوفاق، حيث أسفرت عن نتائج إيجابية وهي أن الشارع الليبي أجمع على كلمة واحدة وهي أن حكومة الوفاق هي حكومة خائنة للوطن متورطة في جلب الاستعمار إلى ليبيا.
ولمزيد من التفاصيل حول مستجدات الأوضاع العسكرية في طرابلس، والتأثيرات التركية على المعركة... كان لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع المحلل العسكري محمد فرج الترهوني.... وإلى نص الحوار
بداية حدثنا عن تفاصيل الوضع العسكري الميداني وسير المعارك في العاصمة طرابلس وخاصة في ظل التطورات الجديدة من إعلان (ساعة الصفر، النفير العام ...الخ) فكيف تقيم المشهد العسكري الليبي؟
بالنسبة للمشهد العسكري ومستجداته من إعلان ساعة الصفر، فالجميع أكد على أن إعلان ساعة الصفر كانت هي المسمار الأخير الذي يدق في نعش أو تابوت المليشيات، حيث حرص القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر على توجيه رسالته أو يمكنا القول بانها الرسالة الأخيرة لكل من هم منضويين تحت وطأة المليشيات والتشكيلات المسلحة، مالم تكن لهم أيدولوجيات إرهابية أخرى، بالعودة إلى منازلهم، فمن دخل بيته فهو آمن، وساعة الصفر نعتبر أنها جاءت مع بداية إعلان معركة طرابلس فبدء المعركة هو ساعة الصفر، ولكن لعل هناك أمور أكبر من مجرد الإعلان، فبرؤية عسكرية نجد أن هناك عدة أمور أخرى يجب أو تضع في الحسبان كالتمويهات العسكرية، والخطط العسكرية الفنية والتكتيكية المحكمة لإنهاء المعركة.

كما أن إعلان القيادة العامة للجيش لـ ساعة صفر، هو إعلان بمثابة عملية عسكرية فنية أكثر من كونه خطاب عسكري، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن إعلان ساعة الصفر أعط دافع معنوي كبير جدا للمواطنين قبل العسكريين، كما لاحظنا تحقيق العسكريين لتقدمات قوية وأحراز خطوات جديدة مهمة بعد اعلان ساعة الصفر، بالإضافة إلى أن المشهد العسكري شهدت تطور كبير وملحوظ بعد اعلان ساعة الصفر وتقدم كبير نحو قلب العاصمة طرابلس والجيش الليبي الآن على مشارف العاصمة.

 

فيما يتعلق بالتصعيد التركي المزعم، برأيك ما هي التأثيرات العسكرية للتدخّل التركي على سير المعارك في ليبيا؟
تابعنا عبر الأخبار بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والصحف والجرائد التصريحات التركية وتهديداتها بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا، ونرى أن أكثر من تداول هذه الأخبار كانت الجهات المدعومة من قبل مليشيات الإخوان، ولكن إذا نظرنا إلى الجانب المضيء أو الإيجابي في هذا الموضوع نرى أن التصريحات التركية تسببت في قلب السحر على الساحر أو قلب الطاولة على رأس حكومة الوفاق، فانعكس الرأي حتى رأي الشارع الليبي، فالكل الآن أصبح يخون حكومة الوفاق، ويصفها بالـ لا وطنية، الكل أصبح يراها بأنها حكومة عمالة، حكومة خيانة، حكومة جاءت بالاحتلال التركي إلى ليبيا، أما عسكريا فلا اعتقد أن هناك أي تحرك مهم سيكون، والقيادة العامة كان تحركها الوحيد تجاه تلك التصريحات من خلال ردها الذي جاء واضح وصريح بأن أي تدخل تركي في ليبيا أو باتجاه ليبيا سيواجه بالقوة واحد بأن أي تدخل تركي سيقابل بالقوة.

 برأيك.. ما هو شكل وطبيعة التدخل التركي المنتظر؟
بالنسبة لطبيعة التدخل التركي لا أحد يختلف على أن تركيا صرحت في وقت سابق بإنشاء قاعدة في مصراتة والزاوية وزارة، ولكن كما أسلفنا الذكر نعتبرها مجرد زوبعة فنجان، فلا نعتقد أنه سيكون هناك تدخل حقيقي في ليبيا أو بمعنى أصح لن نسمح بذلك، ونلاحظ أيضا التصريحات القوية جدا جدا لشريك الحدود وشريك الوطن وشريك العروبة جمهورية مصر العربية، التي صرحت بأنها ستكون العثرة والشوكة في حلق كل من يحاول المساس بأمن ليبيا، وهذا ما عاهدناه على جمهورية مصر العربية، ونحن نعتبر أن مصر هي القوة الضاربة، فمصر المارد الكبير الذي سيحطم كل أطماع الاحتلال التركي العثماني في محاولته للتوجه والتوغل في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

ما هو تحليلك لسير المعارك في طرابلس من خلال تفاعلات المحاور والجبهات؟
سير المعركة مستمر على أكمل وجه وبشكل ممتاز جدا، لاحظنا ..... المليشيات لنقطة جديدة المفترق الضوئي أو الإشارة الضوئية صلاح الدين، وهنا تعتبر هذا المدخل من مداخل قلب العاصمة وهو مدخل حساس ورئيس جدا، النقطة الأهم أن القوات المسلحة تتقدم بخطى ثابتة نحو المفتاح أو العصب الرئيسي لدخول العاصمة وهو مشروع الهضبة، حيث يعد هذا المكان هو بوابة دخول العاصمة، وإن كانت المسافة الأرضية تعد كبيرة، ولكن المسافة الزمنية أو المعنوية تعد قريبة جدا نحن الدخول لقلب العاصمة، فإذا ما تم السيطرة على مشروع الهضبة فسيكون الدخول إلى قلب العاصمة طرابلس قد تم فعليا، والقوات المسلحة الآن بصدد إحكام السيطرة على مشروع الهضبة، والعمليات العسكرية تسير على قدم وساق مع استمرار وصول التعزيزات والدعم إلى جميع المحاور.

ماذا عن تأثيرات التدخل التركي المحتمل على المدنيين؟
لا يخفى على أحد أن كل شرائح ليبيا أو كل شرائح المواطنين والفئات الليبية، مستاءة بشكل كبير جدا من التصريحات التركية، ولعل مثلما قلنا بأن هذه التصريحات قلبت الطاولة على حكومة الوفاق فالكل أجمع على أن هذا يعد احتلال تركي ولن يسمح له بالتدخل نحو العاصمة، اتفق الشارع-مهما كان هناك نوع من الاختلاف-على عدم مشروعية هذا التدخل والاجماع على عدم السماح لأي احتلال الدخول إلى الأراضي الليبية، لعل هذه التصريحات بشأن الزج بالاحتلال العثماني جاءت بجانب إيجابي وهو الدعوة لإيقاف الاتفاق المبرم مع الوفاق وعدم السماح بالتدخل التركي أو أي نوع من التدخل في شؤون الدولة الليبية.

 ماهي استراتيجية الجيش في معركة طرابلس ضد الإرهاب؟
أول بند من بنود استراتيجية الجيش هي القضاء على الفكر الإرهابي المتطرف اينما وجد في ليبيا، ونحن نؤكد أولا على أن الجيش الوطني الليبي قادر على الدخول إلى قلب العاصمة طرابلس في أي وقت، ولكن من أهم بنود استراتيجية الجيش الليبي، المحافظة على أرواح المدنيين، والتقليل أقصى شيء من الأضرار البشرية والمادية، والابتعاد عن المواقع المدنية، والجميع لاحظ ذلك فخلال المعركة جاءت كل الضربات التي شنها سلاح الجو مستهدفة تمركزات عسكرية، والإصابات كانت دقيقة جدا وبعيدة جدا عن الأهداف المدنية وأيضا للحفاظ على البنى التحتية للعاصمة.