اعترف المخرج السينمائي السوري محمد ملص أن لديه حميمية خفية تربطنه بمدينة تطوان المغربية، التي عاد إليها بعد 22 عاما من تقديم شريطه الأول "أحلام المدينة" وترؤسه لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل.

وأوضح المخرج السوري خلال لقاء مفتوح على هامش  فعاليات الدورة ال20 لمهرجان تطوان لسينما بلدان حوض المتوسط، أن لديه أيضا فضول كبير في داخله لاكتشاف السينما المغربية "التي باتت أكثر وهجا في السنين الأخيرة وصارت تكرس يوما عن يوم ريادتها في المشهد السينمائي العربي".

ودعا محمد ملص المشتغلين في عالم السينما للتعايش مع الواقع وامتلاك جرأة وشجاعة للتعبير عنه، حيث قال إن "السينمائي حينما يمتلك الشجاعة والجرأة الفنية للتعبير عن واقعه وما يخالجه من أفكار وهموم، يصبح عمله وإبداعه قابلا للحياة رغم مرور الزمن" بحسب تعبيره.

وفي جواب عن سؤال حول الرقابة والدعم، قال المخرج السوري إنه لا ينبغي التذرع دائما بكون الرقابة وقلة الدعم يسهمان في إنجاز أعمال رديئة، مضيفا أنه من الممكن إنجاز شريط سينمائي لافت حتى دون التوفر على إمكانات معتبرة.

وفي علاقة ببلاده سورية، قال ملص إنه على الرغم من قلة الدعم السينمائي في سورية، وتشدد إجراءات الرقابة على الأعمال السينمائية، "إلا أني لم أشعر ولو مرة واحدة أني تنازلت عن قناعاتيالفكرية والفنية والنقدية"، بحسب قوله.

وفي سؤال حول موقع السينما العربية مما يجري في سورية الآن، قال ملص "حين قررت المغامرة والإقدام على تصوير شريطي الجديد "سلم إلى دمشق" خلال الأحداث الجارية في بلدي، وعدم القدرة على الصمت عما يحدث، كمواطن منتم لشعبه، وكسينمائي منتم لسينما بلده، كان لدي شعور بأن الكل يعلن عن نفسه، فتساءلت مع ذاتي، أين هي السينما؟، فقررت أن يكون للسينما حضورها ودورها في تشخيص الواقع برؤية فنية".

وقد تم عرض فيلم المخرج محمد ملص "سلم في دمشق"، في إطار فعاليات المهرجان، ويعتبر المخرج محمد ملص من المخرجين العرب البارزين الذين أغنوا الخزانة السينمائية والثقافية في الوطن العربي بالكثير من الروائع السينمائية، كالفيلم القصير "حلم مدينة صغيرة"، وفيلمه الكبير "أحلام المدينة" سنة 1984، ثم فيلم "الليل" سنة 1992، وفيلم "باب المقام" سنة 2005، وأخيرا فيلمه الجديد "سلم إلى دمشق" سنة 2013.