حذر سياسي ليبي كبير من أن بريطانيا تساهم في تحويل ليبيا إلى "مهد للإرهاب"، يُهرب منه الإرهابيون إلى أوروبا وسط آلاف المهاجرين غير الشرعيين.
كان محمود جبريل رئيس وزراء مؤقت في ليبيا عندما قُتل القذافي في 2011، أما الآن، فهو رئيس حزب تحالف القوى الوطنية.
قام سلاح الجو الملكي البريطاني والقوات الجوية الفرنسية بشن غارات جوية على نظام العقيد القذافي، حينها أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن ميلاد فجر جديد من الديمقراطية والاستقرار في هذه الدولة الشمال إفريقية.
 لكن، وفي هجوم صريح ضد هذا التفاؤل الكاذب، صرح جبريل بأن السياسات المبهمة سمحت لجماعات مثل "الدولة الإسلامية" بنشر الفوضى في ليبيا.
"لقد أصبحت ليبيا وكرا للإرهاب، وهي على مرمى حجر من سواحل جنوب أوروبا"، يقول جبريل.
وفي إشارة إلى 21 مسيحيا قبطيا ذبحتهم أيادي داعش على أحد شواطئ ليبيا، قال جبريل: "تخيلوا تلك القوارب الغاصة بالمهاجرين تحمل بين هؤلاء إرهابيين إلى الشواطئ الأوروبية".
"إن تهديدات داعش واضحة ومباشرة، من خلال إقدامها على ذبح إحدى وعشرين قبطيا في ليبيا. كانت رسالتهم إلى أوروبا أيضا واضحة ومباشرة، لم تكن بتاتا رسائل ضمنية، فقد ذلك شكل تهديدا صريحا بأنها قادمة نحو الشواطئ الأوروبية".
قال جبريل، متحدثا في المنتدى الاقتصادي العالمي حول شمال إفريقيا والشرق الأوسط: "في الواقع، كنا نعتقد أن تدخل المجتمع الدولي كان بدافع حماية المدنيين، لكن اتضح فيما بعد أن هدفه الرئيسي كان التخلص من القذافي".
"إن ما يتعرض له المدنيون الآن أفظع من ذلك بكثير، بل أكثر خطورة مما حدث في 2011، ولا يجرؤ المجتمع الدولي أن يثير الأرقام المخيفة عن ذلك".
 "أتذكر أكتوبر 2011، مع نهاية حملة حلف الناتو، كنت حينها في بروكسل. كنت أتوسل للاتحاد الأوروبي، مشددا على أن التدخل الحقيقي لم يبدأ بعد، وخاطبتهم آنذاك، بألا يتركونا قبل أن نعيد بناء مؤسساتنا. الآن بالذات، نحتاج للمساعدة. من السهل تدمير بيت ما، لكن الأصعب هو إعادة بنائه، للأسف لم يصغ إلي أحد. والآن، أعتقد أن الأوروبيين يدفعون غاليا ثمن عدم استجابتهم لتلك الدعوة. لقد بعثنا أيضا رسالة نطلب منهم تمديد المهمة لبضعة أشهر، لكنهم رفضوا".
يستخدم آلاف المهاجرين من جميع أنحاء العالم ليبيا كبوابة عبور نحو أوروبا، مع ما يصاحب ذلك من حوادث الغرق أثناء رحلات مهربي البشر عبر المتوسط، رحلات مليئة بالمخاطر.
وحذر جبريل من أن عدد المقاتلين الدواعش في ليبيا قد تضاعف بشكل صاروخي، من بضع عشرات قبل ستة أشهر إلى ما يناهز 2000 مسلحا في الوقت الراهن، ومن المرشح أن يمتد هذا الوضع إلى أوروبا أيضا.
متحدثا عن "الدولة الإسلامية"، قال جبريل: "إن ميليشيا واحدة موحدة بإمكانها سحق هذه القوة، لكن دون اتفاق سياسي، أخشى أن ليبيا سوف تصبح الثقب الأسود الذي سوف يبتلع كل جيرانه في شمال إفريقيا والساحل جنوب الصحراء الكبرى وأوروبا".
وأضاف أن: "في ليبيا حاليا أكثر من 27 مليون قطعة سلاح. ما يكفي لتسليح أكثر من سبعة دول افريقية.
يعمل برناردينو ليون غروس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، على إنشاء "حوار وطني" بين الحكومتين الليبيتين في كل من طرابلس وبنغازي، وقد كان حاضرا في منتدى الأردن.
وقال إن "الاتفاق أساسي" لتجنب تفاقم الأزمة، وحث على تشكيل حكومة وحدة وطنية "في غضون بضعة أشهر".
اتُهم نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي الأسبق، بكونه كان يرغب في القذافي ميتا لأنه تسلم سرا أموالا ليبية تقدر بالملايين.
وكان ساركوزي يخشى أن يُكشف أمره خلال ثورة الربيع العربي في 2011، لكنه الآن ينكر أية مخالفات من هذا القبيل.
ويصر كاميرون على أن الحملة العسكرية على ليبيا كان لها ما يبررها، بالرغم من أن قرار الأمم المتحدة كان يهدف فقط للتدخل من أجل "حماية أرواح المدنيين"، وليس قتل القذافي.
بعد مقتل القذافي، دخلت ليبيا في حالة من الفوضى، حيث تسعى ميليشيات مدججة بالسلاح وجماعات إرهابية كـ"داعش" إلى السيطرة على الثروات الطاقية الضخمة للبلاد.