الأيام الخمسة الأخيرة في البحار قبالة سواحل ليبيا كانت الأكثر إشغالا من كل من نوفمبر من العام الماضي، مع إنقاذ أكثر من 3200 مهاجر ، والعثور على ما لا يقل عن 17 جثة و الإعلان عن أن 340 آخرين في عداد المفقودين.

يوم الخميس، ظهرت تفاصيل غرق سفينة أخرى، لم ينج منها سوى 27 وصفوا كيف تمسكوا بزورق مطاطي مفرغ من الهواء لعدة ساعات قبل وصول الإنقاذ، لكن الوقت كان متأخرا جدا لإنقاذ ما يقرب من 100 من زملائهم.

 مع 8000 مهاجر هذا الشهر، وارتفاع قياسي الشهر الماضي بلغ 27،300 مهاجر ،  يبدو أنه من الواضح أن لا المهاجرين ولا 

ولكن معظم سفن جماعات الإغاثة التي لعبت دورا حيويا في جهود الإنقاذ هذا العام ستكون قد عادت إلى الموانىء بحلول نهاية نوفمبر، بعضها لأنها ليس مصممة للعمل في فصل الشتاء، والبعض الآخر بغرض الخضوع لعمليات الصيانة الأساسية.

 "لقد كانت سنة طويلة جدا للأطقم والسفن" يقول بيت سويتنام، مدير "مواس"، وهي مجموعة مالطية لتقديم المساعدات ، كانت في عام 2014 أول منظمة تستأجر سفينة خاصة لعمليات الإنقاذ قبالة ليبيا.

هذا العام، جابت أكثر من عشر سفن قبالة سواحل الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، وهي مستأجرة من قبل "مواس"، و "أطباء بلا حدود" و"خطر في المتوسط" و"أنقذوا الأطفال"، و"بروأكتيفا" الإسبانية ، بالإضافة إلى "الأذرع المفتوحة" و"مراقبة البحر" الألمانية ، و"عين البحر" وجوجند يتيت.
 
"سد الفجوة"

وفقا لخفر السواحل الإيطالية، التي تقوم بتنسيق جهود الإغاثة في المنطقة، فإن منظمات الإغاثة نفذت أكثر من 20 في المئة من عمليات الإنقاذ.

ولكنها أيضا قامت بإنقاذ العديد من الأرواح من خلال العثور على قوارب مطاطية في صعوبة، وتوزيع سترات النجاة وتقديم المساعدة في حالات الطوارئ بانتظار وصول قوارب أكبر .

وقال يوجينيو كوسومانو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ليدن في هولندا ومؤلف دراسة عن قوارب المنظمات غير الحكومية : "إن جماعات الإغاثة "ملأت الفجوة التي تركتها الدول بهذا الشأن".

ولاحظ  أن الوجود العسكري الأوروبي الحالي - عملية صوفيا لمكافحة التهريب، فرونتكس لمراقبة الحدود ، والبحرية وخفر السواحل الإيطاليان- مكلفة بمراقبة الحدود وحمايتها بدلا من عمليات الإنقاذ.

مع تراجع قوارب هيئات الإغاثة، اضطر خفر السواحل إلى اللجوء بشكل متزايد لتوجيه سفن الشحن أو ناقلات النفط، غير المهيأة للتعامل مع عمليات الإنقاذ، إلى مسرح القوارب التي في ورطة.
 
ويقول صوفي بو، رئيس "أنقذوا المتوسط" ((SOS Mediterranee  "إن عمليات الإنقاذ التي لا تنتهي، والعدد الكبير من الضحايا في الأيام الأخيرة يظهران مدى خطورة الوضع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأن كارثة إنسانية حقيقية تجري أمام أعيننا".
 

خوفا من الانسحاب والتخلي عن المهاجرين لمصيرهم المائي، فإن سفينة "أكواريوس"، التي استأجرتها هيأة SOS Mediterranee ومنظمة أطباء بلا حدود ستقوم بدوريات طوال فصل الشتاء. وإذا لزم الأمر، فإن سفينة "بوربون أرغوس" التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود ، و"فينيكس" التابعة لسفينة "ماوس" سوف تحاولان أيضا توسيع عملياتهما.

الاتحاد الأوروبي يجب أن يتحمل المسؤولية

 ولكن كل هذا يكلف - 11000 يورو يوميا لسفينة "أكواريوس" - في حين بدأت تجف التبرعات التي تدفقت عليها بعد أيام قليلة من انتشار صور الطفل الكردي السوري إيلان على الصفحات الأولى للصحف والمواقع في سبتمبر العام الماضي.

 ويرى كوسومانو: "هناك تعب من أزمة الهجرة. الجمهور يعرف عن الوضع، فقد سمعوا الكثير من القصص المؤلمة"، بينما يلاحظ سويتنام من جهته "هناك تحول ملحوظ في الرأي العام" بخصوص المهاجرين.
 

وقد حثت بعض الأطراف المعادية للمهاجرين جماعات الإغاثة على تجاهل المهاجرين لثنيهم عن محاولة المعبر. إلا أن كوسومانو يقول إن هذا الاقتراح "خطأ أخلاقي وغير صحيح في الواقع"، مضيفا أنه عندما علقت إيطاليا عملية الإنقاذ "بحرنا" في نهاية عام 2014، زاد عدد المهاجرين.

ويخلص المتحدث باسم هيئة "SeaWatch" روبن نوغيباور، "خلاصة القول، لا ينبغي أن يتم ذلك من قبلنا، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يتحمل المسؤولية عن الوضع الذي تسبب فيه".

وقد أطلق الاتحاد الأوروبي بعثة لتدريب قوات خفر السواحل الليبي على أمل أن يوقف ذلك تدفق المهاجرين.
وقال الإتحاد إنه يريد من الليبيين أن يكونوا قادرين على القيام بدوريات في مياههم الخاصة بحلول الصيف المقبل، لكن الهيئات الإنسانية تقول إن الوضع طارئ الآن. 

وقد دعا لوريس دي فيليبي، مدير فرع منظمة أطباء بلا حدود في إيطاليا، الدول الأوروبية إلى الإيمان بأن: "عمليات الإغاثة لا يمكن أن تُترك للمنظمات غير الحكومية".