طرحت الفنانة إليسا منذ أيام فيديو كليب أغنية "يا مرايتي" تحت إدارة المخرجة إنجي جمال في ثاني تعاون بينهما بعد "حب كل حياتي" من ألبومها الأخير ، وظهرت إليسا بالكليب مختلفة كثيرا عما قدمته من قبل, ورغم احتفاظها بأناقتها المعهودة والتي ظهرت بشكل كبير في الكليب إلا أنها تقدم قضية العنف ضد المرأة, وهي القضية التي حازت على اهتمام إليسا بشكل كبير حتى أنها سبق وطرحت أغنية تتحدث عنها من قبل حملت عنوان "من غير مناسبة" وكانت تتحدث فيها عن مشاعر سيدة تعاني من ضرب حبيبها لها كثيرا ثم يعود  لمصالحتها.

أكدت إنجي جمال مخرجة الكليب في حوار خاص مع بوابة افريقيا أنها كانت تتمنى أن تصور هذه الأغنية في البداية لأنها كانت أقرب إليها من كل أغنيات الألبوم, لكن إليسا فضلت تصوير "حب كل حياتي" مكتفية بالنجاح الذي حصدته الأغنية, لكنها لم تيأس وعادت إليها بسكريبت للأغنية مأخوذ من قصة واقعية شهدتها سيدة لبنانية تدعى "رولا يعقوب", التي قتلها زوجها على مرأى من بناتها، وكانت تتعرّض للعنف بشكل يومي، فتأثرت كثيراً بقصتها, ووافقت على خوض المغامرة، واكتشفت بعد عرض الكليب أن عدد السيدات اللاتي يعنفن من قبل أزواجهن في الوطن العربي أكثر بكثير مما توقعت، وكانت سعيدة بردود الأفعال الإيجابية التي تلقتها بعد عرض الكليب خاصة وأنها قدمت من خلاله رسالة للنساء "اكسري صمتك ولا تكسري صورتك بالمرايا" وهو ما فعلته, وأنها لم ترغب في أن تظل نهاية الكليب يائسة مثل كلمات الأغنية "معقولة هيدي نهايتي".

وأضافت إنجي أن إليسا شاركتها الرأي في عدم إبراز مشاهد عنف واضحة واستعاضت عنها بنظرات الخوف لتكسو ملامحها من خشيتها بطش زوجها, ومشاهد الحدة على ملامح الزوج وشكله المرعب, ثم ظهور الكدمات على وجه إليسا, ونفت أن تكون إليسا طلبت ألا تقدم مشاهد العنف بنفسها حفاظا على رونقها أو جمال إطلالتها, وأكدت أنها إمرأة ناضجة وتعرف كيف يمكن للمخرج أن يقدم رسالته.

وترى إنجي أن هناك مشهد هام جداً في الكليب كان  من الضروري إبرازه لأليسا وهي ترفع من صوت التلفاز لأطفالها حتى لا تصلهم صرخاتها, ولا يسمعون صوت المشاجرة وهو ما يوضح الوعي التام لشعور زوجة مقهورة لا تريد أن يتحمل صغارها تصرفات الأب البشعة، وأضافت أنها كانت تكتب قصة للكليب حسب كل مقطع بالأغنية، وأكدت أن كل الممثلين في الكليب من صريبيا فيما عدا البطل الرئيسي إيطالي الجنسية واختارته في الأول لما وجدته من شكل مناسب ،ولكنها تفاجأت أيضا بأدائه التمثيلي الراقي، وشددت إنجي على أن إليسا لم تعترض مطلقاً على أن تمثيل دور أم لأبناء في سن المراهقة وأنها هي التي اختارت أبنائها اللذين ظهروا معها في الكليب, وأحبتهم كثيراً وأضافت أن واقعيتها جعلتها تفكر في أهمية الرسالة التي تقدمها أكثر من أي شيء أخر, وطلبت أن تكون نهاية الكليب يظهر وقوفها على قدميها من جديد بعد مرور أعوام وأبنائها صاروا شباب يحتضنوها لمثابرتها وعدم خضوعها لليأس.