يوزع الاحتلال الإسرائيلي جيشاً ومستوطنين أذاهم ضد الفلسطينيين في كل اتجاه، بدءاً بسرقة الأرض لصالح الاستيطان، مروراً بالاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى لهدف تهويدي يحث الخطى، وليس انتهاء بالاعتقالات والتنكيل بالأسرى.
في ترجمة هذا الأذى المتصاعد، يعتزم رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو المصادقة على بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لصحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية التي نسبت لنتانياهو تصريحاً قال فيه إنه يعتزم المصادقة على بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، وذلك قبل يوم واحد من الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب «الليكود» التي ينافسه فيها وزير الداخلية الأسبق جدعون ساعر.
نتانياهو قال - حسب «إسرائيل هيوم» - إنه يعتزم خلال الأسبوعين القادمين المصادقة على القرار.
المسجد الأقصى بات ساحة يومية للاستباحة، فقد اقتحم مستوطنون، أمس، باحاته من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال وشرطته المسمّاة «حرس الحدود»، أي حرس جرائم الاحتلال. دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أكدت، في بيان لها، «إن شرطة الاحتلال أغلقت باب المغاربة بعد اقتحام 189 مستوطناً، بينهم 15 طالباً من المعاهد والجامعات اليهودية وعضو الكنيست الإسرائيلي شارين هاسكل، باحات المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية فيه».
المستوطنون يغطون الأهداف السياسية وذروتها هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، بالطقوس التلمودية في ساحات المسجد وخارج باب السلسلة بصوت يلامس درجة الضجيج. يجري هذا فيما تفرض شرطة الاحتلال تشديداً وتضييقاً على دخول المصلين منذ ساعات الفجر، وتحتجز بطاقة الهوية للمصلين، وتمنع عدداً منهم الدخول إلى المسجد الأقصى حتى انتهاء اقتحامات المستوطنين.
وكانت منظمات صهيونية دعت إلى تصعيد عمليات الاقتحام لأولى القبلتين وثالث الحرمين، تزامناً مع عيد «الحانوكاه» العبري، الذي يستمر أسبوعاً.
الأسرى في سجون الاحتلال تحت وطأة الخطر الداهم على الدوام. لم تمضِ سوى شهر على استشهاد الأسير سامي أبو دياك في 26 نوفمبر، حتى رشحت العدوانية الإسرائيلية أسيراً آخر للاستشهاد الوشيك ما لم تحصل حالة ضاغطة على الاحتلال. مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو لجنتها المركزية علام كعبي، قال إنّ وضع الأسير أحمد زهران خطيرٌ جداً ويستدعي التحرك العاجل من أجل إنقاذ حياته، في ظل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 96 على التوالي. كعبي أضاف «أن ما يصلنا من معلومات عن وضع الأسير زهران يؤكد أنّ الاحتلال يبيت النية لقتل زهران جوعاً، حيث إنّ كل ما مورس بحقه حتى الآن يدلل على قرار إسرائيلي بتصفيته».