أُنشئت الأكروبات السودانية في العام «1971م» بعد اختيار «50» طفلاً من الجنسين للتدريب في جمهورية الصين الشعبية معهد (اوهان) كان هنالك قسمان (الأكروبات وتعليم الموسيقا المصاحبة على الآلات الصينية الشعبية) تدربت الفرقة لمدة ثلاث سنوات ثم عادت في عام «1974م» للسودان لتكون الفرقة الأولى في العالمين العربي والإفريقي في هذا المجال..  ومنذ ذاك الوقت وحتى الآن ماهي التطورات والمستجدات التي حدثت وإلى أين وصلنا في هذا المجال...
الأستاذ مضوي عمر علي، مدرب فرقة الأكروبات السودانية وعضو الجهاز الفني لفرقة الأكروبات، يعد من الرعيل الأول للفرقة، عكف على تدريب الفرقة لسنوات طويلة فطفق يعمل على تأهيلها وتدريبها حتى بلغت درجة عالية من التأهيل جعلتها تنافس عالمياً. التقته (نجوع) بمركز الفنون الشعبية بأم درمان وأدارت معه حوارًا عن فن الأكروبات بمشكلاته وتحدياته والمعيقات التي تقف أمام أعضاء الفرقة وجوانب أخرى فخرجت بالتالي:

 

٭٭ حدثنا عن نشاط فرقة الأكروبات في السودان منذ بداياتها؟
ـ الفرقة بعد العودة من الصين جابت العديد من دول الجوار وذلك من خلال مشاركتهم في مؤتمرات القمة الإفريقية وغيرها، كما طافت جميع ولايات السودان لتقديم عروضها. وتم تدعيم الفرقة في 1978م بالدفعة الثانية وهذه كان تدريبها مشترك ما بين السودان والصين وكانت مدتها ثلاث سنوات انتهت في 1981م بإضافة ثلاث عشرة فرقة جديدة، أما الدفعة الثالثة فكانت عام 1988م ـ 1992م وكان تدريبها بالسودان. ثم الدفعة الرابعة التي كانت في 2005ـ 2007 تم تدريبها بجمهورية الصين الشعبية ثم الدفعة الخامسة في العام 2009م ـ 2010م وأيضاً تم تدريبها بالصين. والدفعة السادسة 2011ـ 2012م. والآن لدينا أربعة أطفال هناك لمزيد من كسب المهارات وجديد الفقرات.

٭٭ كم بلغت الفرق التي تدربت على فن الأكروبات؟
ـ يمكن القول أن مجمل الفرق التي تدربت على هذا النوع من الفنون هي (106) فرقة منذ العام 1971م، والفرقة الموسيقية المصاحبة للفرقة الأولى لم يتواصل عملها.
٭٭ لماذا؟
ـ لأن السودان لم يطلب تأهيل الفرقة المصاحبة وأعتقد أن أعمار الموسيقيين أطول من أعمار لاعبي الأكروبات ولأن فن الأكروبات يعتمد على اللياقة البدنية.
خلال هذه الفترة تم تأهيل عدد من أعضاء الفرقتين الأولى والثانية في مجال التأليف الموسيقي والتوزيع والتدريب والفنيات والورش وتصنيع المعدات وصيانتها وتصميم أزياء العروض.
٭٭ ما هي الآلية التي يتم على ضوئها اختيار أعضاء فرقة الأكروبات؟
ـ الاختيار يتم من خلال إعلان الفرقة عن رغبتها في ضم أطفال جدد ومن ثم يتم التقديم ويتم عمل إجراء بعض المعاينات الأولية، ويشترط أن يكون العمر ما بين 7 ـ 11سنة، وأن يكون سليم الجسم ومقبول الشكل وأن تكون لديه المقدرة على الاستيعاب، هذه شروط عامة بعدها يتم عمل تصفية لكل المشاركين وفق تحصيلهم لأساسيات هذا الفن.

٭٭ دار حديث عن تعرض أطفال الأكروبات لمشكلات فيما يتعلق بدراستهم لدرجة قيل أنهم طُردوا من المدارس، أصحيح ذلك؟
ـ بالنسبة للدراسة الأكاديمية المستمرة تكاد تكون حدث فيها بعض الإشكاليات بالنسبة للفرقتين الأولى والثانية لأن الدراسة توقفت لمدة ثلاث سنوات. الآن حريصون على استمرار الطلاب في الدراسة الأكاديمية المنتظمة.

٭٭ لكن ألا يتعارض جدول أعمالكم مع دراستهم؟
ـ لا يتعارض جدول أعمالنا لأن التدريب في الصين أصبح لمدة عام فقط، لذلك الأطفال لا تفوتهم الدراسة وكل المجموعات الأخيرة التي سافرت الصين لمدة عام كان يرافقهم معلم من وزارة التربية والتعليم ليساعدهم في متابعة الدراسة حتى يلحقوا بركب رصفائهم بعد عودتهم.

٭٭ كيف تقيِّم مستوى الفرقة الآن؟
ـ تدنى مستوى الفرقة الفني؛ لأن زمن التدريب أصبح غير كافٍ.

٭٭ ولماذا؟
ـ لاتاحة فرصة التعليم الأكاديمي المنتظم.

٭٭ ما هي التحديات والمعيقات الأخرى التي تواجهكم؟
ـ المشكلات تتلخص في تعدد الجهات التي تتبع لها فرقة الأكروبات في الآونة الأخيرة.

٭٭ وما هي هذه الجهات؟
كنا نتبع لوزارة الثقافة والشباب والرياضة لمدة عام، ثم الثقافة بعد انفصالها من الشباب والرياضة وقبلها الثقافة والإعلام والآن نتبع لوزارة الثقافة.

٭٭ وماذا ترتب على هذا التحول من آثار؟
ـ هذا التحول كان سبباً أساسياً في تدني مستوى الفرقة وضياع كثير من المكتسبات المالية والإدارية، كما أثر سلباً على علاقاتنا مع الملحقية الثقافية بسفارة الصين بالخرطوم.

٭٭ هل كانت لكم ميزانية وامتيازات تحفزكم لمواصلة العمل؟
ـ نعم، فقد كان يدرس كل أعضاء فرقة الأكروبات من الدفعة الرابعة في المجلس الإفريقي للتعليم الخاص والتي كانت تدفع رسومهم من ميزانية فرقة الأكروبات.

٭٭ واليوم كيف هو حال الأكروبات؟
ـ فقدنا كل شيء حتى السكن الجماعي لفناني الأكروبات والذي يساهم في خلق الروح الجماعية المطلوبة للفقرات خصوصاً الخطيرة منها. كما ضاع البند الخاص بالغذاء للفرقة وفقدنا الترحيل المخصص للأعضاء؛ نحن كنا  ننافس بها عالمياً ففي كثير من المهرجانات العربية والإفريقية كانت تشارك فرقة الأكروبات.

٭٭ هل هذه المشاركات الخارجية مستمرة؟
ـ للأسف اليوم لا توجد مشاركات.

٭٭ لماذا؟
ـ لعدم وجود الملحقيات الثقافية.

٭٭ وهل لديكم برامج منتظمة داخل السودان؟
ـ كان لدينا برنامج سنوي في العطلات الصيفية داخل السودان حيث نطوف في عدد من الولايات ويتم تقديم عروض جيدة تجد قبولاً وتفاعلاً من الجمهور.

٭٭ أتعني أن البرنامج السنوي توقف؟
ـ تقريباً نسبة لعدم وجود ميزانية خاصة.

٭٭ ختاماً ماذا ترجون من وزارة الثقافة التي تتبعون لها؟
ـ عموماً تفاءلنا خيراً بقدوم الأستاذ الطيب حسن بدوي وزير الثقافة والذي قام بزيارة لصالة الأكروبات بأم درمان ووقف على المعوقات الحقيقية ووعد بحلها وبعودة الفرقة إلى عروضها السابقة بالولايات والمشاركات الخارجية. ونتمنى أن تُنفّذ هذه الوعود. كما نرجو من السيد الوزير النظر في توقف ترقيات أعضاء فرقة الأكروبات حتى الآن دون بقية الأقسام الأخرى.

 

صحيفةالانتباهة السودانية