في مجمع مغبر في وسط مدينة طرابلس، كان مجندو كتائب "المقاتلة" يقضون ساعات في تجميع السيارات المفخخة والسترات الانتحارية انطلاقا من أجزاء مخبأة في مرائب مؤقتة وحاويات معدنية محروسة ليلا ونهارا.

بل إنه من المرجح أن عبيدي جاء إلى هنا قبل أيام من هجوم مانشستر في  22 مايو، ما دام أنه من المعروف الآن أنه عاد جوا إلى المملكة المتحدة يوم 17 مايو ، بعدما أقام لمدة خمسة أسابيع في طرابلس.

وقد تم اكتشاف إحدى الأدوات القتالية الإرهابية الفتاكة عندما قامت ميليشيا هيثم تاجوري المنافسة باقتحام قاعدة "المقاتلة" قبل أسبوعين في أعقاب معركة عنيفة.

وتم العثور على حقيبة مليئة بالقنابل اليدوية وقذيفة هاون في سيارة، وعبوة ناسفة يدوية قوية بما فيه الكفاية لقتل أو تشويه المئات.

وفي أماكن أخرى من مجمع غورجي ، لا تزال رسومات الصواريخ والقنابل وغيرها من الأسلحة تزين جدران الفصول التي تجمعت بها مجموعات من المجندين لتعلم العمليات الإرهابية.

ومن المعروف أن الشاب البالغ من العمر 22 عاما حذا حذو والده رمضان في الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية ضد القذافي في عام 2011، قبل أن يصبح أكثر تطرفا بدعاية داعش.

وأظهرت شخصية كبيرة مقربة من هيثم تاجوري الأنقاض لصحيفة "ذا ميل" ، إلى جانب صور لقنبلة الحقيبة.

وقال: "نحن لا نعرف الكثير من الآباء الذين يعلمون أبناءهم صنع القنابل، وعائلة عبيدي غير عادية بوجود انتحاري واثنين من المشتبه بهم في نفس المنزل.. لكن يبدو لنا حتميا أن رمضان عبيدي، وهو عضو معروف في "المقاتلة" ، كان يجلب ابنه هنا لتدريبه".

وكان شقيق عبيدي ، هاشم البالغ من العمر 20 عاما قد قال الأسبوع الماضي للمحققين الليبيين الذين كانوا يعملون مع الشرطة البريطانية في طرابلس إنه ساعد شقيقه على شراء مكونات للقنبلة في المملكة المتحدة لكنه ادّعى عدم معرفة تفاصيل خطته.

ويعتقد أنه تم تركيب العبوة في أماكن مختلفة كان يلجأ إليها عبيدي في مانشستر قبل أن يستهدف حفل البوب ​​أريانا غراندي.

وكان عبيدي محل ترحيب كعضو شاب في كتيبة "المقاتلة"  بفضل ارتباط والده الطويل بالجماعة الإسلامية المقاتلة. واليوم تخوض "المقاتلة" باستمرار حربا مع الميليشيات المسلحة الأخرى، وكان الصراع من أجل الاستيلاء على مدرسة التدريب دمويا. وقد لقي العشرات من المقاتلين مصرعهم في المعركة التي دامت ثلاثة أيام، وقد تم تدمير وجرف مدخل المجمع ، كما صودرت دبابتان.

وقال المصدر: "المقاتلة"  ... مشهورون بمهارات صنع القنبلة، وكان هذا مصنعهم وساحة للتدريب. إنهم أشخاص أشرار يقتلون كل من يفشل في اتباع عقيدتهم المتعصبة والمتطرفة. هدفهم هو الخلافة في جميع أنحاء ليبيا بموجب الشريعة الإسلامية - على غرار داعش".

والد عبيدي ، رمضان اعترف علنا ​​بالولاء للميليشيات. وكان عضوا في الجماعة الليبية المقاتلة ، التي كانت تعارض بشدة القذافي وبذلت عدة محاولات لاغتياله ، و حصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا في التسعينات. وفي عام 2011، عاد رمضان إلى ليبيا للقتال من أجل الإطاحة بالقذافي ورافقه عبيدي، الذي ولد في مانشستر .

وبينما بقي والده في ليبيا بعد هزيمة القذافي، عاد عبيدي إلى مانشستر. هناك يبدو أنه قد ضل طريقه، مع انضمامه لعصابات، وتحوله بعد ذلك إلى أيديولوجية داعش عبر مشاهدة أشرطة فيديو يوتيوب.

وقرر والداه، القلقان على تحول عبيدي وهاشم إلى عصابات الشوارع، جلب الشابين إلى طرابلس للاستقرار مع العائلة في منتصف أبريل.

ويذكر أن الأب رمضان محتجز رفقة ابنه هاشم لدى قوة الردع الخاصة شبه المستقلة في طرابلس، وقد استجوب المحققون الأمنيون البريطانيون كليهما الأسبوع الماضي.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة