لم يسجل المغرب "معركة سياسية شرسة" ما بين الحكومة والمعارضة، مثل التي تعيشها المملكة حالياً، بين عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، وزعماء أحزاب المعارضة السياسية، فـ "لعبة الاتهامات والاتهامات المضادة" تستمر عبر حلقات مسلسل لا تبدو فيه أي مؤشرات على قرب انتهائه، خاصة وأن الانتخابات المحلية - البلديات - تطل برأسها على المغرب في خريف العام الجاري؛ في سبتمبر المقبل، حسب العربية نت.

ففي تجمع خطابي، في مدينة شفشاون الجبلية، في شمال المغرب، وجه من جديد إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، "مدفعيته السياسية"، في اتجاه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية.

فالرجل الثاني في أحد أكبر أحزاب المعارضة في المغرب، أوضح أن "الحكومة لا تزال على حالها منذ عرفها المواطنون المغاربة للوهلة الأولى"، مضيفا أن "هذه هي الحكومة الوحيدة في العالم" التي "تتحدث أكثر مما تنصت"، موضحا أن "مصالح المواطنين لا تحتاج إلى الشفوي، بل إلى العمل".

من جهة ثانية، عبر السياسي المغربي المعارض عن "أمله في أن تتمكن الحكومة، فيما تبقى من ولايتها، من إنجاز ما تستطيع إنجازه، مما وعدت به في برنامجها الانتخابي"، موضحا أن "حزبه لن يشتم، ولن يسب رئيس الحكومة في المغرب، إلا أنه سيرفع أكف الضراعة لله، بأن يهديه، مادام الرجل لا يريد أن يتغير".

وفي سابقة من نوعها، دعا إدريس لشكر، عضو البرلمان والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي اليساري المعارض، رئيس الحكومة في المغرب، إلى "الرحيل بكيفية ديمقراطية، مع تقديم استقالته للملك محمد السادس، مع فسح المجال لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها".

ودعا زعيم الحزب الاشتراكي اليساري المعارض، رئيس حكومة المغرب، لـ "تقديم مصلحة البلاد على مصلحة حزبه" أي العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود التحالف الحكومي، مضيفا "لعله يفهم مغزى النصيحة قبل فوات الأوان".

وتحدث البرلماني المعارض عن احتمال "لجوء المعارضة، في حال لم يستقل رئيسها، إلى تبنى القواعد القانونية لإسقاطها؛ أي ملتمس الرقابة، الذي ينص عليه الفصل 105 من الدستور المغربي؛ ما يعني توقيع خمس أعضاء مجلس النواب الغرفة الأولى للبرلمان المغربي."

ووصف لشكر "حكومة بنكيران" بأنها "لم تكن في مستوى المنعطف التاريخي لما بعد الدستور المغربي الجديد، ولا في مستوى ثقة وذكاء المغاربة"، معلنا أنها "حكومة ضعيفة ورجعية ومتخاذلة ومرتبكة".

ومن مقر الحزب في حي الليمون في الرباط، لم يتردد عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، في الاستمرار في "توجيه رسائل مباشرة" إلى كل الخصوم السياسيين، موضحا أن "المعركة السياسية في المغرب حُسمت لصالح الإصلاح"، مضيفا أن "هذه البلاد محروسة ولن يكون فيها سوى الخير".

وقال رئيس حكومة الرباط "لا تعتقدوا أن المناورات والمؤامرات، ستقضي علينا، ما دمنا نحفظ استقامتنا، وتمثلنا للمرجعية بطريقة صحيحة"، معلنا أن "المناورات بينت محدوديتها".