فيما يخص الوضع الصحي في البلاد ونقص الأدوية والمعدات الطبية وشبه نفاذ كامل للأدوية في مخاز الإمداد الطبي بالبيضاء وخاصة علاج الكلى والسكري الذي تعاني منه كافة المستشفيات والمراكز التخصصية بسبب ربط المجتمع الدولي الدواء مقابل الاتفاق السياسي، أجريت بوابة افريقيا الإخبارية اللقاء التالي مع مدير إدارة الإعلام والتثقيف الصحي بوزارة الصحة بالحكومة المؤقتة معتز عز الدين الطرابلسي:

برأيك سبب ما تعانيه المستشفيات الليبية الآن من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية؟

سبق وأن نبهنا لأكثر من مرة في بيانات وغيرها من كارثة وشيكة سوف تحدث وسوف تطال جميع المرضى الليبيين وغيرهم ممن يسكنون في ليبيا نتيجةً للنقص الشديد في الأدوية الضرورية اللازمة لحياة الإنسان وها هي قد بدأت هذه الكارثة ففي نهاية هذا الأسبوع سوف تبدأ المستشفيات في إغلاق أبوابها تباعاً أمام مرضى الكلى والسكر وغيرها من الأمراض التي تهدد حياة المريض في حالة عدم توفر الدواء.
و إن وزارة الصحة تناشد جميع منظمات حقوق الإنسان ونناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة ونرجوهم أن يبعدوا المرضى عن تجاذباتهم السياسية والتي هي السبب الرئيسي لهذا الوضع، فالمريض لا دخل له في أي صراع سياسي إنما هو ينشد أبسط حقوقه وهو توفير الدواء اللازم لبقائه حياً.

ونشير إلى أن هذه الكارثة الحقيقية بمعنى الكلمة سوف تطال كل إنسان يعيش في ليبيا وتخلي وزارة الصحة الليبية بالحكومة المؤقتة كافة مسؤوليتها أمام الله وأمام الليبيين عن هذه الكارثة ولتحمل الأمم المتحدة على عاتقها كل تداعيات هذه الكارثة.

كيف كان تواصلكم أنتم في وزارة الصحة مع المنظمات والجهات المعنية؟ 

كان وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة الدكتور رضا العوكلي وجه رسالة لمبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، مارتن كوبلر في مارس من الشهر الماضي، أوضح فيها الجهد الذي تبذله وزارة الصحة من أجل توفير الدواء للشعب الليبي وكذلك عدم التنصل من المسؤولية تجاه وفاة أي مواطن أو مقيم بسبب نقص الأدوية والمعدات الأساسية.

كما أكد وزير الصحة للمبعوث الأممي تواصل وزارة الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة مع الدكتور عمر البشير المرشح لحكومة الوفاق المقترحة والذي أفاد بعدم تحمل أي مسؤولية إلى حين اعتماد حكومة الوفاق من قبل مجلس النواب الليبي.

كما وجه النائب الأول لرئيس مجلس النواب ورئيس لجنة الحوار، محمد شعيب رسالة إلى المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر مفادها بأن يبقى التنسيق في الأمور الإنسانية وخاصة قطاع الصحة مع كل من وزير الصحة بالحكومة المؤقتة ووكيل وزارة الصحة بحكومة الإنقاذ، وذلك لحين مباشرة الحكومة المقترحة لمهامها.

كيف تقيمون الوضع الصحي في ليبيا الآن؟

الوضع الصحي في ليبيا الآن يزداد سوءا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، ويجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة القيام بالدور المطلوب منها للحفاظ على حياة الليبيين بعيدا عن التجاذبات السياسية.

غير أنه مما يزيد المشهد تعقيدا كون مجلس الأمن الدولي ينادي بالتواصل مع حكومة الوفاق، معتبرا أن الدعم الإنساني والصحي للشعب الليبي لا يكون معني بهذا النداء إلى حين مباشرة الحكومة المعنية مهامها على أرض الواقع.

وأنه إذا لم يتحسن الوضع سيدخل النظام الصحي في ليبيا في فراغ إداري ولوجستي إضافة إلى تفاقم معاناة المريض والعاملين في القطاع.

وقد أرسل وزير الصحة رسالة لكافة المسؤولين في الأمم المتحدة وعدد من النشطاء والمسؤولين الليبيين على جميع الأصعدة وسفراء الدول المعتمدين لدي ليبيا بخصوص الوضع الصحي الذي تمر به البلاد.