أطلق المدير التنفيذي لبرنامج محاربة الإيدز، ميشل سيديبي، اليوم الأربعاء، في مقابلة خاصة مع وكالة بانابريس، صرخة استغاثة إزاء "المأساة الإنسانية" التي تتفاقم في إفريقيا الوسطى نتيجة الأزمة السياسية والاجتماعية والأمنية غير المسبوقة.

واعتبر سيدبي الذي وصل إلى إفريقيا الوسطى ضمن مهمة مشتركة مع هيئة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) لتقييم حاجات الممر الإنساني، أن "الرد إذا لم يكن سريعا فإن إفريقيا الوسطى قد تخسر جيلا بأكمله".

ونبه إلى أن الوضع المتفاقم تحول إلى "تصفية عرقية-دينية" في هذا البلد من وسط إفريقيا الذي تغيب فيه الدولة ويتخلي الجيش والشرطة عن السكان ليكونوا فريسة المليشيات المسلحة.

وحيا المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز جهود التزام الحكومة الانتقالية المشكّلة قبل نحو شهر، مؤكدا أن انتخاب كاترين سامبا-بانزا بعث الأمل لأنها تحاول "لتطبيق رؤيتها للأمن وإرساء سلطة الدولة" لكنها تحتاج المساعدة والدعم لإحياء العدالة والإدارة التي لم يتلق عمالها منذ فترة رواتبهم إضافة إلى إعادة بناء جيش لم يعد له وجود تقريبا.

وفي هذه الأثناء، تتبخر آمال مئات الألاف من النازحين في مخيمات اللاجئين الذين أضحوا من دون مساعدة، مع اقتراب موسم الأمطار الذي قد يساهم في تفاقم هشاشة وضعهم وكذا وضع أكثر من 3ر2 مليون شخص متضررين من أزمة إفريقيا الوسطى أي نصف سكان البلاد وهم ينتظرون من المجتمع الدولي ردا بالمصاحبة.

وعلى صعيد آخر، من بين المتضررين من الأزمة، أبرز سيديبي وضع الشباب الذين يظهر أنهم أكثر هشاشة إزاء فيروس الإيدز بسبب الأثر السلبي لضعف الدولة وتراجع محاربة هذا الوباء.

وأكد أن الأمل ينعقد على تسريع التنسيق بين قوات التدخل الإفريقية والفرنسية والأوروبية بحيث تتمكن من تأمين البلاد وبسط الاستقرار فيها.

وأضاف "إننا سعداء لرؤية قوة إفريقية تتشكل لكنها لن يكتمل بناؤها بين عشية وضحاها" متفقا في ذلك مع الاتحاد الإفريقي الذي دعا في قمة رؤساء الدول والحكومات إلى إكمال تشكيل اللقوة الإفريقية الموجهة للتدخل في النزاعات التي تظهر هنا وهناك في القارة.

ويرى المسؤول الأممي أن جولة الرئيسة، كاترين سامبا-بانزا في الإقليم ستساهم في ظهور تنسيق بين هذه القوات التي لا يُستبعد انضمام تعزيزات من دول الإقليم إليها لأن "فشل تأمين الوضع في إفريقيا الوسطى من شأنه أن يفتح باب الفوضى في الإقليم برمته".