لم تكن فترة احتلال العثمانيين لمنطقتنا العربية فترة خلافة كعهد الخلافات الراشدة كما يحاول كذبا وتدليسا وكلائهم في بلادنا أن يروجوا.

يكذب علي الصلابي والصادق الغرياني على الليبين، مثلما يكذب يوسف القرضاوي على المصريين، وفي كل بلادنا العربية صلابي وقرضاوي وغرياني إخواني، يدلّس ويزيف التاريخ والحاضر، ويصف تركيا بالصديقة بل والشقيقة.

يأكد الدكتور محمود اشريشر، عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية جامعة طبرق، أن للعثمانيين تاريخاً أسوداً في وطننا العربي الكبير، مرصعاً بالفُجر ، والقهر"، سارداً غيض من فيض، فجرائم التركي العثماني في وطننا العربي عصية على الحصر أو السرد.

يقول اشريشر: "قتل العثمانيون سنة 1816 في بنغازي، أكثر من عشرة آلاف شخص من قبيلة الجوازي ؛ بعد امتناعهم عن دفع الإتاوة الظالمة للإنكشاريين، وهذا بعد أن أعطوا "أمان الله" لشيوخهم وأوهموهم بأن الوالى يريد عقد معاهدة معهم ثم غدروا بهم وقطعوا رؤوسهم وهم على مائدة الطعام وكان عددهم أربعين شيخا. 

ثم ينتقل اشريشر إلى الحديث عن مذبحة حي تاجوراء بطرابلس سنة 1836، والتي قتل الأتراك خلالها، بقيادة رائف باشا، أكثر من 500 شاب في يوم واحد جزاء على اعتراضهم على زيادة الإتاوة. 

وفي مصر، يقول المؤرخ الشهير ابن إياس في (الإرواء)، "حينما دخل سليم الأول القاهرة محتلاً ؛ قتل أكثر من عشرة آلاف رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ! ونكّل بالنساء والشيوخ والاطفال ؛ ثم قام بنقل كل الحرفيين ، والمهندسين قصراً إلى اسطنبول وخرب وأحرق وأغلق الجامع الأزهر و كل المدارس والكتاتيب ورأينا منه مالم يرى أهل بعداد من المغول بقيادة هولاكو"

وفي بلاد الرافدين،  عام 1831 قام الأتراك بقيادة علي رضا باشا، بقتل أكثر من خمسة آلاف مملوكي مسلم بالعراق ونهب كل الأموال الموجودة في خزينة الرافدين وإرسالها الى اسطنبول . 

وفي عام 1917، حاصر الأتراك لبنان ومنعوا دخول الماء إليها فمات أكثر من مئتي ألف لبناني جوعا، ما يقدر بأكثر من نصف عدد سكان لبنان في ذاك الوقت. 

وفي العام ذاته، قام فخري باشا المشهور (بالسفاح) باستباحة المدينة المنورة وتهجير أحفاد الصحابة منها وطردهم الى الصحاري وسفوح الجبال حتى لم يبقى من أهل المدينة أكثر من 150 رجل فقط ومجموعة قليلة من النساء، ثم بدأوا باستقدام التركمان في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة فيما عرف وقتها بعملية (صفر برلك) . 

وعلى خطى أبرهة الحبشي، اجتاح فخري باشا السفاح مكة، في ذات العام،وهتك حرمتها وقصفها بالمدافع، حتى طالت القذائف الركن اليماني من البيت الحرام، ثم سرق بعد ذلك من الحرمين الحجر الأسود وميزاب الكعبة والهلال الذهبي، الذي كان يعلو قبة قبر رسول الله وأرسلها إلى اسطنبول.

أما عن وسيلة تعذيبهم وقتلهم لمعارضيهم العرب كانت "الخازوق"، وهو عبارة عن مسمار طويل يخترق جسم الضحية بحيث لا يمر على الأعضاء الحيوية كالقلب والرئة"

وإمعانا من العثمانيين في تعذيب المعارضين المحكوم عليهم وإرهاب غيرهم، كان يُشترط على الجلاد ألا يموت المحكوم عليه قبل خروج الخازوق من كتفه، وإلا تعرض للعقاب لأنه لم يطل أمد تعذيب وإهانة المحكوم عليه.