مازالت مذكرات المحجوبي أحرضان تثير الكثير من الجدل٫ في الحوار التالي٫ الذي أجرته معه مجلة تيل كيل المغربية الناطقة بالفرنسية٫ يعود احرضان، الزعيم التاريخي لحزب الحركة الشعبية، لتأكيد ما جاء في مذكراته٫ ويرد علي الإنتقادات التي وجهت له من قيادات حزبي الاستقلال والإتحاد الإشتراكي المعارضين للحكومة الحالية.

س: حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي يتهمونكم بتصفية حسابات سياسية مر عليها أكثر من نصف قرن من خلال مذكراتك؟

ج: هم من يقومون بتصفية الحساب معي، ويمكن أن يقولوا ما يحلو لهم، فأنا لم أسرق ولم أقتل ولم أنهب أموال الدولة، بل زعماء حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي هم من أضاعوا على البلد فرص تحقيق انتقال ديمقراطي وبسببهم فقدنا الكثير من المكتسبات الديمقراطية، لأنه ليس أنا من حاول فرض الحزب الواحد بعد الاستقلال بل المهدي بن بركة هو الذي حاول أن يفرض علينا هذا الخيار.

س: من خلال قراءة مذكراتكم يتبين أنه كانت لديكم مشكل مع المهدي بن بركة وعلال الفاسي؟

ج: المهدي بنبركة كان صديقا لي ولحد اليوم لا أكن له إلا الاحترام، أما فيما يتعلق بعلال الفاسي فأنا لم أقدم سوى شهادة لعبد الكريم الخطيب الذي كان في درا بريشة حيث كان يتم تعذيب المعتقلين ودخل على علال الفاسي الذي كان يستمع إلى "الآلة" فقال له عبد الكريم الخطيب بأنه لا يمكن أن تستمع إلى الآلة والناس يتم تعذيبهم بجوارك فكان رد علال الفاسي إذا كانوا سيموتون فمن الأفضل أن يموتوا على إيقاع الآلة، ثم يجب أن نتساءل عما قدمه علال الفاسي من أجل استقلال المغرب.

س: هل نفهم من كلامكم أن علال الفاسي لم يقم بأي دور من أجل استقلال المغرب؟

ج: خلال الفترة التي كان المغرب يصارع من أجل استقلاله كان علال الفاسي منفيا وعاد إلى المغرب قبل ذهابه إلى مصر، والموقف الوحيد المسجل له هو نداؤه من أجل استقلال المغرب عبر راديو القاهرة، وهذا ما قلته لعلال الفاسي في أحد الأيام أمام ولي العهد مولاي الحسن فرد عي علال الفاسي "عليك أن تحترمني".

س: كنت ضابطا في الجيش الفرنسي وقائدا ثم وزيرا للدفاع ألم تندم على شيء خلال مسارك؟

ج: لم أندم على شيء فعلته في الماضي ولا حتى مواقفي القوية ضد الحسن الثاني، حيث عارضت أن يقوم الطبيب بفحص جنود رجال جيش التحرير من أجل التأكد من أنهم بصحة جيدة قبل انضمامهم للجيش الملكي كنت وسأبقى شخصا متهورا.

س: هل صحيح أن ولي العهد آنذاك مولاي الحسن ساعدك في تأسيس الحركة الشعبية؟

ج: أبدا، الحسن الثاني لم يقدم لنا أية مساعدة حتى وإن كنا ندافع عن الملكية ووقفنا في وجه المدفع في الوقت الذي كانت فيه مليشيات حزب الاستقلال تقتل وترهب  الناس على مرأى ومسمع الجميع.

س: قلتم بأنكم تعرفون قاتل عباس المسعدي، ماذا لو قام القضاء باستدعائكم من أجل معرفة القاتل؟

ج: أنا لم أعلن عن اسم القاتل، ولكن المعني بالأمر قد كشف عن نفسه عندما كذب تصريحاتي، أنا لم أقل أنه القاتل ولكن أقول بأنه كان هو المشرف على عملية الاغتيال في مدينة فاس، وأنا حضرت للتحقيقات حول اغتيال عباس المسعدي إلى جانب الحمياني المفتش العام لوزارة الداخلية، وإذا أردتم معرفة الحقيقة فما عليكم إلا العودة إلى أرشيف وزارة الداخلية.

س: هل تم التشاور معكم من طرف الحركة الشعبية قبل المشاركة في الحكومة؟

ج: ليس لدي وقت لأضيعه في هذه المسائل ولم أعد أشارك في أنشطة الحزب، أنا والخطيب قمنا بتأسيس الحزب وحاربنا من أجل إصدار ظهير الحريات العامة سنة 1958، كما أن الحزب ساهم في أن تحظى القضية الأمازيغية بالاهتمام، ونظرا لكوني جنديا قبل أي شيء فأنا أعتبر أن مهمتي في الحزب قد انتهت.

س: أنت تعتبر أن الخطيب كان أخا لك، ما هو رأيك في وريثه بن كيران؟

ح: بن كيران ليس رجلا سيئا، وهو صادق عندما يقول بأنه متشبث بالملكية، أما عن أدائه الحكومي سأدع الحكم عليه للفاعلين في المجال السياسي، لكن أعتقد أن بنكيران على الأقل يقدم نموذجا جديدا في تدبير الحكومة وليس كالذين سبقوه.