نظم " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية " الاثنين 20 يناير/كانون الثاني ،محاضرة بعنوان "التنظيمات الإسلامية المتشددة في إفريقيا..جدل الحاضر ورهانات المستقبل" ألقاها الدكتور الخضر عبد الباقي محمد مدير المركز النيجيري للبحوث العربية في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مقر المركز في أبوظبي.وأشاد الدكتور الخضر عبدالباقي بالمكانة الفكرية والبحثية التي وصل إليها مركز مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية.. مهنئا سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز و منتسبيه بمناسبة احتفالات المركز بالذكرى الـ/ 20 / لتأسيسه.

وتحدث الدكتور الخضر عبدالباقي محمد عن تاريخ ظهور الجماعات الأصولية المتشددة ذات الشعارات والخلفيات الدينية على الساحة الإفريقية وما نتج عنها من أسماء لتنظيمات ذات توجهات جهادية دخلت في مواجهات مع السلطات الأمنية في عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.واستعرض عددا من المحاور أهمها..حقيقة تلك التنظيمات الجهادية من حيث النشأة وأطر التكوين " الفكري والفلسفي "..مشيرا إلى أن أغلب الجماعات تحمل الطابع الديني في ظاهر الأمر لكن حقيقة الأمر أن هناك مكونات داخلية في تلك الجماعات منها الطائفية والقبلية والمصالح السياسية التي تغذي وجود مثل تلك الجماعات وماهية التركيبة التنظيمية وطبيعة العلاقات والامتدادات الخارجية لتلك الجماعات مع "تنظيم القاعدة" ونقاط الالتقاء والاختلاف فيما بينهما والانعكاسات المجتمعية لهذه التنظيمات والتطورات على الأوضاع الداخلية في بلدان غرب إفريقيا.. منوها بدور أو مساهمة جهات خارجية في انتشار تلك الجماعات وكيفية التوظيف السياسي لها.

وأوضح الباحث أبرز عوامل وأسباب الصعود الدراماتيكي للأنشطة الإرهابية لتلك الجماعات والتي عزاها إلى أسباب داخلية منها..عدم وجود مؤسسة ذات مرجعية عليا وفكر إسلامي وتنامي حركات الإسلام السياسي والتوتر المذهبي بين مكونات المجتمع الإسلامي في إفريقيا إضافة إلى غياب الخطاب الإسلامي المعتدل حيال الأحداث والمواقف التي تخص الدين الإسلامي..فيما أرجع الأسباب الخارجية في نشوء تلك الجماعات وصعودها إلى أن تلك الأخيرة تسعى إلى وقف التمدد الغربي في إفريقيا باعتباره جزءا من أيديولوجياتها.وتناول الدكتور الخضر آليات تمويل التنظيمات الإسلامية المتشددة في منطقة إفريقيا من خلال الشبكات التجارية التي من الممكن أن تتعاطى كل أنواع التجارة بغض النظر عن حرمتها إضافة إلى الأموال التي تحصل عليها تلك الجماعات لقاء احتجاز الرهائن وتعتمد في تمويلها على أنشطة "غسل الأموال" والتبرعات الخيرية التي تصلها.وأكد مدير المركز النيجيري للبحوث العربية أهمية إجراء الدراسات الموضوعية ذات الصبغة البحثية لتلك الجماعات..متسائلا هل تمتلك تلك التنظيمات المتشددة ذات المرجعيات الدينية القدرات القتالية التي يتم التحدث عنها في الإعلام أم أن هناك قوى خفية وتقاطع مصالح مع بعض الدول تمد وتغذي الجماعات بما تريد لتكون أداة تمرر من خلالها ما تريده تلك القوى.

يذكر أن الدكتور الخضر عبدالباقي محمد باحث أكاديمي وأستاذ جامعي ومحلل سياسي وإعلامي نيجيري الجنسية حصل على دكتوراه الفلسفة في الإعلام الدولي مع مرتبة الشرف الأولى ودرجة الماجستير في الإعلام الدولي ودرجة البكالوريوس في الإعلام من كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام محمد في الرياض تخصص "الصورة المتبادلة بين العرب والأفارقة "العلاقات الثقافية".ويشغل الآن منصب مدير المركز النيجيري للبحوث العربية في نيجيريا ومنصب الأمين العام المساعد للشؤون الإفريقية في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين.

وحصل على عدد من الجوائز منها.. وشاح العطاء الوطني لخدمة الشؤون الإفريقية من منظمة الكتاب الإفريقيينوالآسيويين بالقاهرة وجائزة خدمة اللغة العربية وقضاياها من جمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية من جامعة الدول العربية عام 2006 وجائزة التقدير العلمي من الجمعية الإفريقية بالقاهرة عام 2006..وله عدد من المؤلفات منها..صورة العرب لدى الأفارقة دراسة لحالة نيجيريا 2006 ومقومات ومعوقات التكامل الإفريقي في المجال الثقافي والإعلامي مركز دعم التكامل الإفريقي في جامعة القاهرة 2005.