بخُطى مُتسارعة ونفوس مُتشوقة لنيل جوائز ربانية  يتراص الطلبة بمختلف أعمارهم جنباً إلى جنب في مركز الزبيدات لتحفيظ القرآن الكريم ببني وليد، و تتعالى أصواتهم صادحة بكلام الحق إحقاقاً  لقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

مائتا طالب يزدان بهم المركز العتيق في هذه الأيام، وفي أيام خلت ترك كثير من الطلبة بصماتهم على الألواح بعد أن حفظوا ما تيسّر لهم من  القرآن الكريم، وتلقوا دروساً في الفقه على مذهب الإمام مالك ... إنها  الإرادة الإلهية أن يُصان كتاب الله في الصدور من جيل إلى جيل.

عُرفت طريقة الحفظ بالألواح في ليبيا منذ  ستمائة سنة – وفق ما أكده باحثون – واللوح عبارة عن صفيحة من الخشب تُصنع من الزان أو الزيتون، ومن الأدوات المُستخدمة في هذه الطريقة القلم وهو قطعة من شجر القصب لا يتجاوز طولها  15 سم، تُدبب وتُشق من مُقدمتها بالإضافة إلى المداد الذي يُسمى شعبياً ب "الصمغ" وهو الصوف بعد أن يُحرق و يُدق و يُصب عليه قليل من الماء و يوضع في قنينة تُسمى " الدوّاية ".