يقف مسجد نمرة شاهداً كواحد من أهم المعالم في مشعر عرفات، وبه يصلي عشرات الآلاف من حجاج البيت الحرام صلاة الظهر صلاة العصر في يوم عرفة جمعاً وقصراً اقتداءً بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ويقع مسجد نمرة إلى الغرب من مشعر عرفات، ويقع جزء من غرب المسجد في وادي عرنة وهو وادي من أودية مكة المكرمة نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الوقوف فيه.
وأُخذ اسم مسجد عرفة من قرية كانت خارج عرفة أقام فيها النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم سار منها إلى بطن الوادي حيث صلى الظهر والعصر وخطب في المسجد.
ويشكّل مسجد نمرة علامة فارقة في مشعر عرفات، إذ يمكن الاستدلال عليه من داخل وأطراف مشعر عرفات كافة، وعادةً ما يؤدي أكثر من 400 ألف مصل صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في هذا المسجد يوم الوقوف بعرفات الموافق يوم التاسع من شهر ذي الحجة، الأمر الذي يجعل الحجاج حريصين على دخول المسجد في وقت مبكر، وتحديداً في ليلة الوقوف بالمشعر، بهدف الحصول على موقعٍ مميز داخل المسجد الذي تتجه إليه آذان وأفئدة المسلمين في كل أنحاء العالم لسماع الخطبة، ورؤية مشهدٍ روحاني يظهر عظمة الإسلام وسماحته وجمال قيمه التي دعا فيها إلى تآخي المسلمين وتساويهم عند ربهم إلا بالتقوى، وحجم حرص الحجيج الذين منّ عليهم الله جل جلاله ببلوغ ذلك اليوم على التضرع والدعاء والثناء والرجاء بأن يتقبل سبحانه وتعالى حجهم وييسر رزقهم وسعيهم، وأن يرزقهم الجنة وكل ما فيه خير لصلاح دنياهم وأخرتهم، وفقا لوكالة واس.
وشهد المسجد في عهد الدولة السعودية وتحديداً في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، أضخم توسعاته، ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، بتكلفة بلغت 237 مليون ريال، على طولٍ بلغ 340 متراً من الشرق إلى الغرب، وعرضٍ يقدر بـ 240 متراً من الشمال إلى الجنوب، ومساحة تجاوزت 110 آلاف متر مربع، إلى جانب ساحة مظللة خلف المسجد تقدَّر مساحتها بـ 8000 متر مربع، ليستوعب بعد هذه التوسعة نحو 400 ألف مصل، ويظهر بست مآذن، وارتفاع كل مئذنة منها 60 متراً، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 باباً وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية.
ويعد مسجد نمرة موقف أمير الحج والمسؤول عن تنظيم شؤون النفرة منذ أن جمع إبراهيم -عليه السلام- صلاتي الظهر والعصر فيه، وبعد فتح مكة المكرمة كانت حجة الوداع للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأعقبه من بعده الخلفاء الراشدون.