قال الباحث الليبي و المختص في الجماعات الإسلاميّة ورئيس منظمة كوليم للابحاث في العاصمة البريطانية لندن نعمان بن عثمان أمس الجمعة بأنّ الميلشيات التي تهاجم العاصمة الليبية طرابلس "تحاول السيطرة على السلطة في ليبيا وهي خليط بين الجهوي و الإسلاموي ، و بعضها لا يمتلك أي صفة رسمية في الدّولة و عليها عدّة علامات إستفهام من تأتي بالشّرعيّة أو التدخّل في الشّأن السياسي ؟ فمثلاً عبد الحكيم بالحاج هو رئيس حزب الوطن و لكن لا يملك أي صفة رسمية في الدّولة الليبية ، وهناك علامات إستفهام بأي حق مثلاً يملك التدخّل في قاعدة معيتيقة العسكري"  

و أضاف بن عثمان في لقاء مع قناة العربيّة في إجابة عن سؤال حول هذه الأجندة التي تقف وراء الهجوم على العاصمة طرابلس هل هي أجندة خارجية أم داخليّة ، بالقول :"هو مشروع مرتبط بالدّاخل و بالخارج ،فهذا المشروع له دول تدعمه في الخارج ، دول عربية ودول إقليمية و يحاولون إقناع الغرب به ، و هو أنّ ليبيا لكي تُحكم يجب أن تخلق لها عصبية  معينة فهناك مشروع مطروح من قبل دولة قطر و تركيا يقوم على أن ليبيا كي تستقر يجب أن تحكمها مجموعة مكوّنة من عنصرين :الإسلاميين بجميع أنواعهم و أشكالهم ..و معها تحالف –للأسف- هناك مدينة ليبية إسمها مصراته مختطفة عند جماعات تسمّي نفسها ثوّار مصراته ...هذه النّظرية المطروحة من قبل قطر و تركيا فالمشروع يقوم على أنّ كتلة مصراته مع الإسلاميين بجميع أنواعهم بما فيهم الإرهابيين هذه هي الكتلة التي يجب دعمها حتّى يستقر الوضع في ليبيا بديل لحكم القذافي السابق و قبضته الأمنيّة حتّى نكون واضحين و هذا الكلام سمعناه من أطراف غربية كثيرة جدا" وفق تعبيره 
غير أنّ الشّعب الليبي و في تقدير رئيس منظمة كوليم للأبحاث "قرّر أن يتصدّى لهذا المشروع و أن يسقطه فكانت هناك محاولات للتعامل معه بالدّيمقراطيّة وبالشّكل الشّعبي المعروف الآن ..فبرقة خرجت نهائيا من هذا المشروع بسبب هذه الغطرسة و بقي الصّراع الآن في طرابلس " على حدّ قوله.
و إجابة عن سؤال لماذا المطار و لماذا الآن بالذّات ، قال بن عثمان :"المعركة ليست معركة المطار، بل هي معركة إحتلال مدينة طرابلس نحكمكم أو نقتلكم بكل وضوح أصبحت الآن" وفق تعبيره.
و أضاف رئيس منظمة كوليم للأبحاث و المختص في الجماعات الإسلاميّة بالقول: "القصف العشوائي و التدمير الذي ألحق بمدينة طرابلس لم يحدث حتّى أثناء الثّورة نفسها و أتحدّى أي شخص يقول بأنّه في ظل نظام حكم القذّافي قد تم تدمير طرابلس بهذه الطريقة و حتى الدّعاية التي أخرجتها قناة الجزيرة ثبت الآن حتّى دوليًا أنّ طرابلس لم تقصف بالطائرات إطلاقًا و أنّ التقرير مُزيّف بثّته قناة الجزيرة ..الذي حصل الآن ميليشيات صلاح بادي و الغزاة القادمين معاه أو كما يسمّيهم هو "ثوّار مصراته" و كما ذكرت هي مدينة مغلوبة على أمرها هي من تقود هذه الهجمات" 
و في ذات السياق واصل بن عثمان بالقول :"الآن هناك تحرّك قبلي ..و قبائل ليبيا بعد الله سبحانه  تعالى هي الملجأ الأخير لإسقاط أي مشروع ..فلا تستطيع قوّات حلف النّيتو و لا تستطيع أمريكا و لا تستطيع بريطانيا و لا فرنسا و لا قطر و لا تركيا و لا صلاح بادي و لا الإسلاميين و لا علي الصلابي أن يهزموا قبائل ليبيا ..و أفضل مثال على هذا أقوله إنظروا الى برقة ..إنظروا إلى القبائل العربية الحرّة في برقة كيف هزمت كل هذه المشاريع" على حدّ قوله .
هذا و يذكر أنّ المعارك متواصلة في العاصمة الليبية طرابلس أسبوع الثاني على التوالي حيث  يستمر قصف مطار طرابلس الدولي في هجمات تهدف الى اخراج المقاتلين المناهضين للاسلاميين من مدينة الزنتان (شمال غرب) من المطار الذي يسيطرون عليه منذ سقوط نظام العقيد معمّر القدّافي  في خريف العام 2011.
واندلعت المواجهات الاحد بعد هجوم شنته ميليشيات اسلامية قادمة من مدينة مصراطة الساحليّة شمال البلاد حيث اطلقت عشرات الصواريخ على المطار الدولي الذي تسيطر عليه منذ 2011 كتائب ثوار الزنتان المنحازة لعمليّة الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر في 16 من مايو الماضي شرقي البلاد ضد الميليشيات الإسلاميّة و التكفيريّة المتطرفة و قبل أن تنتقل إلى العاصمة طرابلس بعد إنضمام كتائب القعاقاع و الصاعقة (من الزنتان) إليها في ال18 عشر من نفس الشهر.
و تحاول ميليشيات إسلاميّة مسلحة تابعة لمدينة مصراطة السيطرة على المطار لإستباق وصول عمليّة الكرامة الى العاصمة طرابلس خاصة مع إقتراب الحسم في بنغازي ضد الجماعات الجهاديّة ما يعني إنتقال المعارك الى العاصمة كما أكّد على ذلك اللواء خليفة حفتر في أكثر من مناسبة .
و يشار إلى أن نعمان بن عثمان كان قد كتب في وقت سابق على حسابه بالتويتر و على صفحته بالفايسبوك قائلاً: " بعد هزيمة صلاح بادي و حليفه الأرهابي شعبان هدية و فشلهم في أول مرحلة من خطة الأستلاء على العاصمة و التي بدأت بالمطار هناك تخطيط جهنمي يجري حالياً الأعداد له من قبل عصابة ريكسوس ممن باعوا دينهم و وطنهم مقابل فائض الغاز و هستيريا الأمبراطورية البائدة" على حدّ تعبيره .
و صلاح بادي هو عضو المؤتمر الوطني الليبي و القائد لما يُسمّى بعملية "قسورة" التي تهدف إلى "طرد" مقاتلي الزّناتن من العاصمة الليبية طرابلس و التي بدأت بالهجوم على المطار .
أمّا شعبان هنيّة و المعروف  بأبو عبيدة الزاوي فهو آمرغرفة ثوار ليبيا والقيادي السابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة  ويشارك بدوره في عملية الهجوم على مطار طرابلس الدولي .
مضيفا في ذات السياق بالقول: "صلاح بادي لم يستفد من الوقت الممنوح له لكي ينجز المهمة القذرة و قد أصيب بهزائم متكررة أمام الصمود الأسطوري لأحرار ليبيا مما تسبب في  ظهور بعض الأشكاليات من أهمها، "لا يريد العودة مطروداً مهزوماً" للمرة الثانية بعد "مجزرة غرغور" و كذلك فشله في" أحتلال مطار طرابلس" ،و تزايد الغضب الشعبي في طرابلس و عدة مناطق في ليبيا من الموقف السلبي الذي أتسمت به كل الجهات الرسمية في مدينة مصراتة تجاه جرائم بادي" وفق تعبيره
و يُذكر كذلك و في ذات الإطار أن مطار معيتيقة العسكري في العاصمة طرابلس يقع تحت سيطرة ميليشيات مسلّحة تابعة لعبد الحكيم بالحاج القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة .
هذا و يشار أيضًا الى ان الاشتباكات الدامية التي حصلت بمطار طرابلس العالمي ومحيطه بين الطرفين بإستخدام  الأسلحة الثقيلة وصواريخ الجراد تسببت في تدمير 90% من الطائرات الرابضة في المطار وتدمير خزانات الوقود وبرج المراقبة ومقر الجمارك والمباني التابعة للصيانة مما تسبب في تعطل المطار عن العمل ولفترة اشهر قادمة  حسب تصريح المتحدث باسم الحكومة الليبية المؤقتة.