رغم اختيار مصطفى شعبان لمسلسل "مولانا العاشق" هذا العام وأحداثه البعيدة تماماً عن الموضوعات التي اعتاد عليها مثل المخدرات, والعلاقات النسائية المتعددة, لم ينج من لعنة "مختار ليل" الشخصية التي قدمها في مسلسل "العار", 2010 وعلى مدار 5 أعوام, صار ملبوس بهذه الشخصية ولا تتركه, وكأنه عندما يختار عملاً درامياً لكل عام يختار  لـ "مختار" وليس لمصطفى شعبان، ليفاجئنا هذا العام بنفس الأداء ونفس نبرة الصوت وطريقة الحديث, التي ظهر بها مراراً وتكراراً, والشئ الوحيد الذي استطاع أن يغيره هو ملابس الشخصية, مستغنياً عن العباءة والجلباب الأبيض التي ارتداهما في مسلسلات "العار" و"الزوجة الرابعة" و"مزاج الخير", وبعض الاكسسوارات التي يحرص على الظهور بها, مثل نظارة الحاج فواز وسماعة الأذن التي ارتداها في مسلسل "طبيب أمراض نساء", بخلاف المسبحة والخاتم الفضي و ما زال متمسكاً بهم في دور سلطان أو "مولانا العاشق" كما يطلقون عليه في المسلسل.

لا يستطيع أحد إنكار جماهيرية شعبان التي إزدادت في الدراما, عن السينما, لكن ليست بالضورة أن تكون نتيجه تطويره من نفسه أو اختياره أدواراً مناسبة له, لكنه قرر الاستسهال واستغلال نجاح أعماله السابقة, التي لاقت إعجاب فئة معينة من الجمهور, وأصبح يدور داخل دائرة واحدة, سواء في شخصية الشاب الثري الذي ينتمي إلى الطبقة الشعبية في "العار"، الذي يغري أخوته بالإتجار في المخدرات، ومسلسل "الزوجة الرابعة"، الذي قدم فيه شخصية الرجل الثري الذي يرفض المال الحرام لكنه "مزواج", وأغرق نفسه في الإستهلاك عندما قدم "خميس أفندينا" مسلسل "مزاج الخير" وتناول الصراع بين تجار المخدرات على السوق والنساء أيضاً.

ربما كان هذا العام أكثر ذكاءاً في اختيار الموضوع, مبتعداً عن شخصية الدنجوان وزير النساء, لكنه لم يبتعد عن العشق, سواء العشق الإلهي, في ارتباطه بالتصوف والموالد وأناشيد الشيخ ياسين التهامي التي قد تغفر له عند الجمهور تكرار الأداء, أوعشق الخير والبسطاء, وكذلك عشق القلوب بحبه لسارة سلامة في أحداث المسلسل, وعاد مرة أخرى لأدواره في السينما, الشاب المدافع عن الخير والجدع وابن البلد, وتجلى ذلك في أول مشهد من المسلسل عندما دافع عن الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش داخل مولد "الحسين"، وكذلك الفارس الذي ينقذ حبيبته من الخطر والتي أصبحت سبباً في صراعه مع الفنان خالد سرحان الذي يستمر طوال أحداث المسلسل, إضافة إلى بعض الأمور التي لا تعتبر جديدة عليه مثل الإحسان للفقراء, والشعور بآلام البسطاء إلخ, ملتزماً بجملة يكررها كثيراً وهي "يا حبيبي يا ربنا", ويبدو أن إختيار جملة تصاحبه طوال العمل أصبح أصبحت شغله الشاغل ففى الأربعة أعمال التلفزيونية  السابقة له إختار جملة لكل منها ففي مسلسل العار كانت جملة "إذا كان كدة ماشي", وفي مسلسل الزوجة الرابعة لم تفارقه جملة "كله بما يرضى الله"، كانت الجملة اللا تفارقه فى مسلسل الزوجة الرابعة, وفي مسلسل "مزاج الخير" إختار أن يردد " يتوب علينا ربنا" طوال حلقات المسلسل, ولم يتخل عن هذة العادة عندما إختار جملة "توبنا إلى الله"، في مسلسل "طبيب أمراض نسا"، لينته به الحال هذا العام لـ " يا حبيبى يا ربنا"، فمصطفى شعبان إلتزم بتقديم شخصية طوال 5 سنوات يبدو عليها التدين مهما كان أفعالها.