تظاهر مئات الطلاب السودانيين، أمس الأحد، احتجاجا على ارتفاع الأسعار في مدينتي الفاشر في إقليم دارفور المضطرب (غرب) والدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي الخرطوم، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.
وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت تشهد مختلف مناطق السودان نقصا في الوقود والخبز. ففي الخرطوم ينتظر المواطنون لساعات طويلة أمام محطات الوقود، وفي الأحياء السكنية ينتظم أفراد الأسر في طوابير طويلة للحصول على الخبز.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة بنسبة 60%، وأفادت تقارير حكومية أن معدل التضخم بلغ 68,93% خلال نوفمبر.
وقال شاهد من مدينة الفاشر (حوالي ألف كيلومتر غرب العاصمة) في اتصال مع فرانس برس طالبا عدم إيراد اسمه "خرج نحو 300 طالب من ست مدارس ثانوية وأحرقوا إطارات قديمة وجذوع أشجار على طريق تربط وسط المدينة بجنوبها وهم يهتفون "لا للغلاء لا للجوع".
وأضاف "وصلت شرطة مكافحة الشغب وأزالت الإطارات من الطريق وفرقت الطلاب باستخدام الهراوات". وأورد شاهد آخر، أن السوق الرئيسية في المدينة أغلقت أبوابها خوفا من تدهور الوضع.
وقال عبد القادر محمد من سكان الدمازين (800 كيلومتر جنوب شرق العاصمة) في اتصال مع فرانس برس "تظاهر طلاب المدارس الثانوية وعددهم حوالي 500 وهم يهتفون ضد الغلاء وفرقتهم الشرطة باستخدام الهراوات".
وأكد شاهد آخر أن "المدينة تشهد نقصا حادا في الوقود إضافة إلى تضاؤل إنتاج مخابزها".
والدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق وتشهد تمردا لمجموعة محلية ضد الحكومة المركزية في الخرطوم منذ العام 2011 بدعوى تهميش الولاية سياسيا واقتصاديا.
وفي العاصمة الخرطوم، نشرت قوات مكافحة الشغب الأحد ناقلات جند قرب الجامعات ومحطات المواصلات العامة في حالة تأهب، وحمل عناصرها هراوات وعبوات غاز مسيل للدموع، وفق مراسل فرانس برس.
وتراجعت قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية جراء شح العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي.
والعام 2013 قتل نحو 200 شخص وفق منظمة العفو الدولية عندما اندلعت احتجاجات على زيادة الحكومة أسعار الوقود، في حين أكدت الحكومة السودانية أن عدد القتلى لم يتجاوز ثمانين شخصا.
ويعاني السودان اقتصاديا منذ انفصال جنوب السودان عنه العام 2011، وارتفع معدل التضخم فيه جراء فقدان 70% من عائدات النفط.