حين قرّر البرلمان التشادي السماح للقوات العسكرية بدخول الأراضي النيجيرية لحرب تنظيم بوكو حرم الإرهابي، لم يعترض أحد. فهل يمكن اعتبار هذا القرار شيكا سياسيا على بياض. هذا بالضبط ما تسعى المعارضة التشادية إلى نفيه زمن الحرب على بوكو حرام.

يقول النائب المعارض صالبو غاربا، من حزب التحالف الوطني من اجل الديمقراطية والتنمية "بخصوص بوكو حرام، هناك إجماع. فهذا التنظيم يهدد الجميع على حد سواء". ولذلك كان غاربا من الموقعين على قرار السماح للقوات العسكرية التشادية بالذهاب إلى نيجيريا. ويضيف "لقد راعيت مصلحة شعبي على مستوى الأمن، لكنه قرار ينحصر في إطاره ولا يمكن ان يجعل من المعارضة في صف النظام".

النائب الشاب كليمون باغاو من حزب الديمقراطي للشعب التشادي المعارض يقول : "أنا أيضا وافقت لاعتبارات أمنية" ويضيف الحرب على بوكو حرام حيوية بالنسبة للتشاد خاصة ان عاصمتنا نجامينا أقرب عاصمة من ميدان تحرك هذا التنظيم الإرهابي وهي اقرب من عواصم نيجيريا والنيجر". ويشير إلى أن "تدهور الوضع الأمني في نيجيريا ينعكس على التشاد اقتصاديا "، فبلده لا يملك أي منفذ بحري، وتعد الطرقات باتجاه نيجيريا والكاميرون هي الفضاء التبادلي الرئيسي للتشاد وبالتالي تكون الحرب على بوكو حرام أمرا حيويا. ولكنه مثل زميله يشير إلى أن ذلك لا يدخل في التجاذب السياسي بين النظام والمعارضة.

وفي الحقيقة، كما تجتمع آراء المعارضة حول ضرورة حرب بوكو حرام، تجتمع في حذرها من استغلال النظام لهذه الورقة لكي يبتز بقية الأطراف سياسيا. وترفع المعارضة التشادية العديد من الانتقادات ضد نظام ادريس ديبي اتنو، وأهمها أنه يعتمد منظومة عشائرية بدأت تتحول بتعدد سنوات حكمه إلى منظومة عائلية تسيطر على مفاصل الدولة. ولعل هذه الشعارات يترجمها المطلب الأساسي لكل المعارضة وهي أن لا يترشح اتنو إلى انتخابات العام المقبل.

زعيم المعارضة في البرمان، صالح كيبزابو، يعترف أن المعارضة التشادية في وضع حرج، فقد يقرأ كل تحرك للمعارضة في المستقبل كعمل يمكن ان يضعف قدرات البلاد الدفاعية. وهو هنا يدعو الرئيس ديبي أن يتعظ من نموذج الرئيس بلاز كومبواري في بوركينا فاسو والذي تمادى حتى تم قلبه في أكتوبر 2014. ويقول "كومبواري أسقط في عامه السابع والشعرين فيا لحكم، وديبي لو دخل هذه الولاية الجديدة سيتجاوز كومبواري"، حيث أن ديبي يحكم منذ 25 عاما.

*مجلة جون أفريك – ترجمة شوقي بن حسن