خيم الحزن والأسى على الكثير من عشاق أسطورة الفلامينكو الاسباني باكو دي لوسيا بالمغرب، بعد سماعهم خبر وفاته، ولاسيما بمدن ومناطق الشمال المغربي القريبة من بلدة الجزيرة الخضراء مسقط رأسه، أين يحظى الفنان الراحل بشعبية كبيرة.

وبدا التأثر واضحا لدى محبي باكو دي لوسيا بالشمال المغربي، حيث تناقلوا خبر رحيله مساء الثلاثاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي بمزيد من الحسرة، كما تبادلوا واستحضروا  مقاطع من إبداعاته الفنية التي دخلت بيوت الكثير من عشاقه بطنجة وتطوان والمضيق والفنيدق وأصيلا وغيرها.

من جهة أخرى علقت بلدية الجزيرة الخضراء جميع أنشطتها وأعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام حزنا على وفاة ابن البلدة، أسطورة الفلامينكو الإسباني، سانشيز غوميز باكو دي لوسيا الذي فارق الحياة مساء الثلاثاء في المكسيك جراء أزمة قلبية عن سن ناهز 66 عاما.

ويتوافد على مقاطعة الجزيرة الخضراء التي نصبت عند مدخلها صورة كبرى للفنان الراحل، عشرات المواطنين لتدوين تعازيهم في كتاب خصص للتعبير عن حزن عشاقه ومحبيه، وأكد مجلس المدينة بالمناسبة أنه وضع رهن إشارة عائلة الفقيد مسرح فلوريدا و"لا كاسا كونسيسطورال" لإقامة مصلى خاص به، مشيرا إلى أنه يحترم قرار أسرة باكو في اختيار مكان تشييع الجنازة.

وقال عمدة الجزيرة الخضراء، خوسيه إغناسيو الأندلسي، في بلاغ له، "لقد صدمنا بهذا الخبر المحزن ونريد أن نكون في مثل هذه الأوقات قريبين من عائلة الفقيد وأصدقائه لنعبر عن مدى دعم المدينة التي تبكي ابنا لها من أعظم الوجوه العالمية في عزف القيثارة وفنالفلامينكو".

وأشار إلى أن وفاة باكو تمثل "ضربة قوية لبلدية الجزيرة الخضراء قد يستغرق التعافي منها وقتا طويلا" ، مذكرا أنه التقى الفقيد مؤخرا في ميامي وكانت فرصة للحديث عن مشاريعه الفنية وعن الرغبة في العودة إلى الجزيرة الخضراء لفسح المجال لمحبيه للاستمتاعبفنه.

وكان أسطورة الفلامينكو الإسباني، المزداد ببلدية الجزيرة الخضراء والمتنقل ما بين المكسيك وإسبانيا، مولعا حد الجنون بعزف القيثارة وألحان موسيقى الفلامينكو التي أضفى عليها بعدا روحيا كونيا.

ويشهد المختصون في الفن بتطوير باكو لقيثارة الفلامنكو وتطويعها لولوج عالم موسيقى الجاز بنجاح كبير، كما أنه تعاون مع كبار العازفين على القيثارة في العالم من قبيل لاري كورل وجون ماك لوغن ودي ميولا، فضلا عن عازف البيانو تشيك كوريا.

وكان باكو دي لوسيا قد أقام حفلا في شهر يونيو من السنة الماضية في إطار فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العريقة العالمية.

وقد عاش جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بفضاء باب الماكينة، لحظات لن تنسى مع باكو دي لوسيا، الذي حلق بأنغام آلته الموسيقية في سماء المدينة العريقة، من خلال تقديمه مختارات من ألبومه الشهير "زرياب"، فضلا عن أدائه مقاطع موسيقية صامتة.