تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين مقطع فيديو لمقاتل تونسي ينتمي إلى تنظيم دولة العراق و الشام الإسلامية "داعش" يوجه الشتائم و أقذع النعوت إلى مجموعة من عناصر الشرطة و الجيش العراقي قبل أن يطلق عليهم النار بدم بارد،مقاتل من بين العشرات من شباب المغرب العربي منضوون تحت لواء داعش ، فالأحداث الأخيرة في سورية و العراق أعادت إلى الواجهة ملف القيادات الجهادية المغاربية  في المنظمات الجهادية في الشرق الأوسط و خاصة في سورية و العراق .

في ابريل الماضي كشفت تقارير إعلامية تونسية عن مقتل قياديين في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والمعروف اختصارًا بـ"داعش"،في المعارك التي خاضها التنظيم الجهادي ضد الجيش العراقي في الانبار و مدينة الفلوجة ،و نقلت تقارير إعلامية عراقية في مايو الماضي من  أنَّ قوة أمنية تمكنت من قتل القيادي في "داعش" ، أبو البراء الشعاني (التونسي)، في صحراء الأنبار"،و في ذات السياق ،أعلن التنظيم في وقت سابق عن "مقتل احد أمرائه و يدعى أبا محمد التونسي خلال الحملة العسكرية التي تقوم بها حكومة نوري المالكي في منطقة الانبار ضد الجماعات الجهادية المسلحة .

في يناير الماضي قتل أحد قادة "داعش" شمال غرب سورية بإطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين و يدعى أبو البراء الجزائري و يحمل الجنسية البلجيكية ، وهو أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام في مدينة سراقب (في محافظة ادلب)،كما قتل في نفس الفترة القيادي في داعش أبو عبد الله التونسي في  قرية جعدة شمالي صرّين التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا.

ويعد تنظيم دولة العراق الإسلامية،و الذي تحول في الفترة الاخيرة الى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"  من أكثر المنظمات الجهادية التي تستقطب التونسيين خاصة منذ العام 2003 تاريخ احتلال العراق، حيث التحق العشرات من التونسيين بالتنظيم، إذ كشفت الوثائق التي تم ضبطها في غارة على منزل آمن في سبتمبر 2007، يُشتبه بأنه تابع لـ"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" في مدينة سنجار غرب محافظة نينوى شمال العراق عن وجود العشرات من التونسيين يقاتلون في صفوف القاعدة تسللوا إلى العراق عبر الحدود السورية.

و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش"، هو تنظيم يتبع للقاعدة ومدرج على لائحة الإرهاب الدولية، ونشأ في العراق بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها مارس/ آذار 2011، واستثمر التنظيم الاعتصامات المناوئة للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، التي بدأت منذ أكثر من عام في 6 محافظات عراقية، لتوسيع نفوذه واكتساب قاعدة شعبية حاضنة له.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد كشفت في تقرير لها نشره موقع  "حقائق اون لاين " المتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية في مايو 2013 الماضي ،حول توزع خارطة الجهاديين التونسيين في بؤر التوتر في المنطقة العربية، عن "وجود حوالي 40 تونسياً في الوقت الحالي، اعتقل أغلبهم من قبل السلطات العراقية،فيما بلغ عدد الجهاديين الذين انخرطوا في الجماعات الجهادية العراقية حوالي 326 مقاتلاً منذ بداية الحرب في هذا البلد".

أما في الجزائر فقد تمكن الأجهزة الأمنية في وقت سابق من إيقاف 5 شبان جزائريين بمدينة مغنية، غربي الجزائر، على خلفية الاشتباه في قضايا إرهاب، أحدهم كان يريد الالتحاق بـ "داعش".

و نقلت تقارير إعلامية محلية بأن " 5 شبان في العقد الثاني والثالث من العمر، تم توقيفهم قبل أيام ، من قبل عناصر الدرك الوطني (تابع لوزارة الدفاع)، بمدينة مغنية  (600 كلم غرب الجزائر العاصمة)، ليحالوا، الخميس الماضي إلى قاض للتحقيق، والذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت، بتهمة الإشادة بأعمال إرهابية، ومحاولة الانخراط في جماعة إرهابية".وأوضح المصدر أن "تحريات الدرك الوطني، بدأت مطلع الشهر الحالي، بعد ورود معلومات، مفادها وجود شاب ينحدر من مغنية، ويبلغ من العمر 27 سنة، ويجري اتصالات مشبوهة عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك".

وأضاف المصدر: "الدرك تابع تحركات الشاب المشتبه به، وحين أُلقي القبض عليه، عثر بحوزته على حاسوب محمول، يحتوي خطبا تحريضية، لقادة تنظيم القاعدة الإرهابي، ومنهم أيمن الظواهري زعيم التنظيم، إضافة إلى عدد من الفيديوهات التي تشيد بالأعمال الإرهابية، وتدعو إلى الجهاد، ومقاطع أخرى تشرح طرق التعامل مع المتفجرات وصناعة القنابل التقليدية". وذكر المصدر، أن "الشاب المشتبه به، اعترف خلال التحقيق بأنه كان يريد الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وأنه جمع المال للسفر إلى سوريا للقتال معهم".كما كشف المشتبه به، "عن هوية 4 شبان آخرين كانوا يرافقونه خلال الفترة الأخيرة، و شاركوه في مشاهدة الأشرطة التحريضية، ليتم القبض عليهم فيما بعد، حيث يتواجد الجميع رهن الحبس، في انتظار محاكمتهم لاحقا" على حدّ قول المصدر.

و في المغرب فككت القوى الأمنية عشرات الخلايا التابعة لــ"داعش" و التي تجند المقاتلين المغاربة للالتحاق بسورية و العراق،ففي متصف أبريل الماضي أعلن بلاغ للأمن الوطني المغربي، عن  تفكيك خلية إرهابية ينشط أعضاؤها في عدد من المدن المغربية، في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا بتنسيق مع تنظيمات إرهابية موالية للقاعدة .

وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن المغربي بأنه " يتضح من خلال التفكيكات المتوالية للشبكات الإرهابية الناشطة في مجال استقطاب وإرسال المقاتلين إلى مختلف بؤر التوتر، عزم تنظيم القاعدة وحلفائه استهداف استقرار المملكة سيما وأن هؤلاء المتطوعين المغاربة يستفيدون من تداريب دقيقة حول استعمال الأسلحة وتقنيات التفجير والعمليات الانتحارية، قبل تعبئتهم من أجل العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد ".وأشار البلاغ الى انه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

و كانت تقارير إعلامية محلية كشفت أن "مسلحين مغاربة يقاتلون الى جانب المجموعات المسلحة في سوريا، أكدوا وجود أكثر من 800 مغربي داخل الأراضي السورية قتل منهم نحو 120 مسلحا خلال الأشهر الماضية".

وأشارت إلى غياب إحصائيات دقيقة حول عدد المغاربة في صفوف المجموعات الإرهابية في سوريا إلا أن تقديرات تبين ان عددهم أكثر من 800  مغربي جاؤوا من مختلف المدن المغربية قتل منهم نحو120 في مناطق متفرقة آخرها في كسب بريف اللاذقية حيث قتل نحو 60 مغربيا وأصيب العشرات.وأكد ذات المصادر  أن الأجهزة الأمنية بالمغرب تعيش حالة استنفار منذ أشهر لترصد المغادرين من المغرب باتجاه سوريا، للانضمام الى صفوف المجموعات المسلحة فيها وكذلك العائدون منها بعد أن قضوا أياما أو أشهرا فيها.