لقي زعيم تنظيم داعش، والمطلوب الأول في العالم، أبو بكر البغدادي، حتفه فجر الأحد، قرب قرية باريشا الصغيرة في شمال غرب سوريا، التي تكاد تكون مجهولة.
تقع باريشا على بعد أقل من 5 كيلومترات عن الحدود التركية، قرب باب الهوى، أحد أبرز المعابر بين البلدين.
ويقع المنزل الذي استهدفته غارة للقوات الأمريكية الخاصة، على أطراف القرية المحاطة ببساتين الزيتون.
وتقع هذه المنطقة الجبلية على بعد 25 كيلومتراً شمال مدينة إدلب، عاصمة المحافظة.
ويعيش في القرية نحو 7 آلاف نسمة، يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية، حسب تقرير لقناة تلفزيونية محلية في يناير(كانون الثاني) الماضي.
وتبعد القرية نحو 5 كيلومترات شرق بلدة قلب لوزة التي تعد واحدة من نحو 40 قرية مدرجة على لوائح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" للتراث العالمي، وفيها كنيسة بيزنطية، يقال إنها ألهمت باني كاتدرائية نوتردام في باريس.
واستضافت باريشا مثل غيرها من بلدات وقرى محافظة إدلب العديد من النازحين الذين يقيمون في أكواخ وخيام مقامة بين أشجار الزيتون.
يعد النطاق الذي تقع ضمنه باريشا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، وهي تحالف من المقاتلين المتطرفين أسسه الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، الذي يهمين حالياً على معظم محافظة إدلب.
غير أن المنطقة الجبلية الممتدة عند الحدود بين سوريا وتركيا، تمثّل منطقة تهريب، وتنشط فيها جماعات مسلحة أخرى إلى جانب هيئة تحرير الشام.
وتوجد أيضاً في المنطقة خلايا نائمة لتنظيم داعش، ولمتطرفين من تنظيم حراس الدين.
وهي بعيدة عن مناطق سورية انتشرت فيها قوات أمريكية دعماً للقوات الكردية، في سياق الحرب على تنظيم داعش.
واختبأ فيها العديد من مقاتلي التنظيم خلال العمليات العسكرية التي دعمتها واشنطن للقضاء عليهم، وشكلوا خلايا نائمة.
ونجح بعضهم في عبور الحدود مع تركيا أو العراق، فيما لجأ آخرون إلى البادية السورية الواسعة شرقاً.
وفي مارس(آذار) 2019، شدد مسؤولون في القوات الكردية بعد الهجوم على بلدة الباغوز التي كانت آخر معقل لتنظيم داعش، على أن البغدادي وعدد من مسؤولي التنظيم، فروا إلى محافظة إدلب، رغم الخصومة مع هيئة تحرير الشام.