في مفارقة صادمة ومؤلمة تلقتها عائلة الحارثي السعودية، بالوقت الذي أعلنت قيادة التحالف العربي، الذي تتزعمه السعودية استشهاد النقيب طيار ناصر الحارثي في سقوط مروحية أباتشي في قطاع جازان الخميس الماضي، أعلن تنظيم داعش الإرهابي في اليوم نفسه مقتل شقيق زاهر الحارثي المكنى بـ"أبي بكر الجزراوي" في العراق بتفجير انتحاري نفذه بسيارة مفخخة استهدفت معملاً للمتفجرات بمدينة سامراء (شمال بغداد).

وفي حين تناقلت وسائل الإعلام أمس نبأ مقتل طبيب سعودي في صفوف داعش بالعراق، علمت صحيفة الحياة اللندنية أنه الانتحاري زاهر الحارثي، الذي كان يعمل فنياً في أحد القطاعات التابعة لوزارة الصحة، وليس طبيباً كما أُشيع.

وهو شقيق الطيار السعودي الشهيد ناصر الحارثي الذي استشهد الخميس الماضي برفقة زميلة الرائد علي القرني، في حادثة سقوط مروحية تابعة للقوات البرية الملكية السعودية في قطاع جازان.

وحمل نبأ استشهاد النقيب ناصر، ومقتل شقيقه زاهر في اليوم نفسه مفارقات عدة، وفضلاً على كونهما شقيقين فارقا الحياة في يوم واحد، فإن أحدهما استشهد دفاعاً عن الوطن، فيما قُتل الآخر مع تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح المكتب الإعلامي لما يسمى "ولاية صلاح الدين" التابع لتنظيم داعش الخميس أن السعودي زاهر الحارثي، انطلق بسيارة مفخخة مستهدفاً تجمعاً للجيش العراقي في شارع وطبان، قرب سامراء وفجر نفسه داخلها.

وبحسب أنصار التنظيم، فإن الحارثي عُرض عليه تسلم أحد المشافي التابعة للتنظيم في الموصل وإدارته بالكامل، إلا أنه اختار تسجيل اسمه في قوائم الانتحاريين. وكان التحق بتنظيم داعش قبل عامين. وقال أنصار التنظيم إن زوجة الحارثي التي على عصمته في العراق حبلى في شهرها التاسع، وأنه رفض تأخير دوره في تنفيذ العملية الانتحارية إلى حين وضعها، فيما قال أخوه دخيل للصحيفة إن أخاه الشهيد ناصر هو الآخر ترك بنتاً وحيدة، وزوجة حاملاً في شهرها الأخير.

وبدأ الانتحاري زاهر حياته برفقة إخوته الـ11 في محافظة بيشة (جنوب السعودية) وحصل على شهادة دبلوم تمريض، وعمل سكرتيراً طبياً في مستشفى "الوجه" العام في منطقة تبوك (شمال السعودية).

وأوضح دخيل الحارثي شقيق ناصر وزاهر أن شقيقه زاهر حصل على دبلوم في التمريض، وتم تعيينه في محافظة الوجه في منطقة تبوك (شمال المملكة) وتزوج ابنة عمه، وانقطع عنهم مدة عام، قبل أن يطلقها، ويختفي من السعودية مدة عامين كاملين بعد ذلك.