كشفت تقارير إعلامية ليبية عن مقتل أحد القيادات البارزة في تنظيم القاعدة في مدينة درنة شرق البلاد ،و قالت بوابة الوسط المحلية الليبية أنه قد عثر ليلة الأثنين في منطقة كرسه قرب مدينة درنة الليبية على جثة علي عبدالله بن طاهر الشهير باسم "الفار"، القيادي البارز في تنظيم القاعدة في ليبيا. وأكد مصدر مطلع في مدينة درنة لـ"بوابة الوسط" أن جثمان الفار موجود في مستشفى درنة.

يذكر أن الفار كان في قيادة الرتل العسكري الذي طاف بمدينة درنة الجمعة الماضية رافعا راية القاعدة. وكان الرتل التابع لما سمي مجلس شورى شباب الإسلام بمدينة درنة، مؤلفا من 26 سيارة مسلحة وأكثر من 120 عنصر كانوا جميعا ملثمين.وعمل علي بن طاهر الفار يوم 20 فبراير الماضي على إيقاف عملية الاقتراع في درنة في انتخابات لجنة الستين بعد أن قاد مجموعة مسلحة هجمت على مراكز الاقتراع وعملت على تفريق الناخبين بإطلاق الرصاص في الهواء وتهديدهم ووصف كل من يريد الاقتراع بأنه كافر.

وكان تنظيم ليبي ذو توجهات سلفية جهادية يطلق على نفسه "مجلس شورى شباب الإسلام" و يتمركز  بمدينة درنة في أقصى الشرق الليبي ، قد أعلن أمس السبت عن تشكيل ما يسمى بــ" لجنة شرعية لفض النزاعات والصلح بين الناس بشرع الله" على حد تعبيره، و مهمتها "تطبيق الشريعة "على حد زعم القائمين عليها.و قال التنظيم في بيان له نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الخميس :" نبشر أهلنا وأحبابنا أننا سنعمل على تأمين البلاد بكل ما أوتينا من قوة بعون الله،دعوا إخواننا وأهلنا إلى الالتفاف حولنا لتأمين بلادنا والسعي معنا في تحكيم شرع الله بما استطعنا".

و في السياق ذاته ،كان نعمان بن عثمان رئيس معهد كواليوم للابحاث فى لندن والعنصر السابق فى الجماعة الليبية المقاتلة قد كشف  بأن ثروت شحاتة نائب أيمن الظواهري و الملقب بأبو السمح غادر إلي ليبيا مرورا بإيران وهو متواجد الآن في مدينة درنة شرق ليبيا.

وأكد بن عثمان أن لولا كتيبتي (القعقاع) و(الصواعق) المتواجدتين فى طرابلس لكان المتطرفين سيطروا على العاصمة الليبية بالكامل ولكنهم يعلمون أن هاتين الكتيبتين لهم بالمرصاد وأفاد بن عثمان بأن المدة الماضية هاجمت الكتيبتين مقر للمتطرفين في طرابلس و قد كانت رئاسة الأركان علي علم بذلك وتحدا بن عثمان رئاسة الاركان بأن تعلن عن تفاصيل ماحدث في الموقع و التاريخ المذكورين لان هؤلاء المتطرفين وعددهم 300 شخص دخلو طرابلس بعلم رئاسة الأركان وهم يتبعونها.وأشار بن عثمان فى حديثه لقناة ليبيا الدولية بأن كتيبتي القعقاع والصواعق هما يمنعان المتطرفين من السيطرة على طرابلس اما في مصراتة المجلس العسكري تمكن من منع انتشار اي مظاهر للتطرف في المدينة على حد قوله.

و بحسب العديد من التقارير الإعلامية فان المدينة تشهد ومنذ سقوط نظام العقيد القذافي نشاطا محموما للعناصر الجهادية الليبية البارزة  التي سبق لها أن نشطت ضمن تنظيم القاعدة في أفغانستان و العراق من بينها سفيان بن قومو ، عضو القاعدة و نزيل سجن جوانتانامو السابق والسائق السابق لأسامة بن لادن، على جزء كبير من المدينة التي يقطنها 90 ألف نسمة،كما ينشط في المنطقة كذلك جهادي آخر مطلوب وهو أحمد بوختالة ، و يتهم بوختالة بارتكاب العديد من الإعمال الإرهابية في درنة ، منها اغتيال عدة مدنيين في الأيام القليلة الماضية، بسبب علاقاته مع الجماعات المتطرفة المحلية.و منها أيضا اغتيال القائد العسكري للثوار في 2011 عبد الفتاح يونس ، والهجوم على البعثة الأمريكية في بنغازي.

ولا يزال تنظيم «القاعدة» مستمراً في تعزيز وجوده في ليبيا أيضاً. هذا ونشرت مكتبة الكونغرس الأمريكي في الآونة الأخيرة، في آب/أغسطس 2012، تقريراً غير سري يشير إلى تزايد أعداد خلايا تنظيم «القاعدة» في ليبيا. كما اعتزم القيادي البارز في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري فضلاً عن أبو يحيى وعطية الله قبل مقتلهما إنشاء قاعدة للجهاد في ليبيا. ويشير التقرير إلى أن أبو أنس هو "مؤسس شبكة تنظيم «القاعدة» في ليبيا" وأشار إليه على أنه الوسيط بين القيادة العليا لـ تنظيم «القاعدة» في باكستان وقادة الجماعة على الأرض في ليبيا. ويؤكد التقرير أيضاً أن تنظيم «القاعدة» يستخدم اسم "أنصار الشريعة" كواجهة.