اكدت مصادر مطلعة بالعاصمة الليبية وصول فريق أمني تركي للإعداد لزيارة من المنتظر أن يؤديها أردوغان الى طرابلس خلال الأيام القادمة ، فيما دخلت قطر على خط العمل على عرقلة الحل السياسي في البلاد التي لا تزال تواجه أزمة مستفحلة منذ تسع سنوات
وتشهد اجتماعات الحوار الليبي بمنتجع قمرت شمالي العاصمة التونسية ضغوطا من قبل الإخوان وحلفائهم للتنصيص في الاتفاق النهائي للملتقى على منع السلطات الانتقالية الجديدة المنتظر تشكيلها من المساس بالإتفاقيات ومذكرات التفاهم الخارجية التي أبرمتها حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وخاصة مع أنقرة والدوحة
ويرى المراقبون أن اتفاق تونس قد يزيد من تمديد الأزمة في ظل الخلافات حول دور القوات الأجنبية والمرتزقة ، حيث وبين توصلت اللجنة المشتركة الى توافق تام في مؤتمر جنيف أواخر أكتوبر الماضي ، ثم في إجتماعي غدامس وسرت الى إخراجهما من البلاد ، يتجه الحوار السياسي الى الإبقاء عليهما في إطار التنصيص على عدم المساس بالاتفاقيات الحاصلة بين حكومة الوفاق وحليفيها التركي والقطري
واستنكر حسن الصغير، وكيل وزارة الخارجية الأسبق بالحكومة الليبية، وجود نص في مسودة الاتفاق المسربة عن منتدى حوار تونس، تحمي مذكرتي التفاهم المبرمتين في 27 نوفمبر 2019 بين السراج وأردوغان وتبرر وجود القوات التركية والمرتزقة الأجانب في ظل مجلس رئاسي وحكومة جديدة موضحا أن ذلك يعطل اتفاق اللجنة العسكرية 5+5 ،معتبرا أن “لا معنى ولا قيمة للمجلس الرئاسي ولا الحكومة الجديدة بوجود نص يحمي اتفاقية السراج مع أردوغان وبالتالي يحمي وجود القوات التركية والمرتزقة الأجانب .. هذا النص يعطل اتفاق اللجنة العسكرية 5+5 بخصوص بدء مغادرة الاجانب لليبيا” .
وأضاف الصغير “إن استمرار وجود هذا البند يفرغ الاتفاق من محتواه ويتعارض مع حوالي ست نصوص واردة بذات الاتفاق الجديد” خصوصا وأنه ينص على “لا تنظر السلطة التنفيذية خلال المرحلة التمهيدية في أي اتفاقيات أو قرارات جديدة أو سابقة بما يضر باستقرار العلاقات الخارجية لدولة ليبيا أو يلقي عليها التزامات طويلة الأمد”.
وكانت قطر وحكومة الوفاق أبرمتا في 26 أكتوبر الماضي اتفاقية أمنية ، أردفاها أول أمس الخميس باتفاقية عسكرية ، أطلق عليها اسم "اتفاقية تعاون في مجال التدريب وبناء القدرات العسكرية" ، فيما قام وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش بتكريم الضابط القطري حمد بن فطيس المري عراب الجماعات الإرهابية في ليبيا وحليف عبد الحكيم بالحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة ،
وكان المري شارك في القتال في ليبيا في العام 2011 الى جانب ميلشيات إرهابية بقيادة عبد الحكيم بالحاج ومهدي الحاراتي ، وظهر في 20 أغسطس من ذلك العام ، وهو يحمل سلاحه ويرفع علم بلاده على منطقة باب العزيزية مقر إقامة العقيد الراحل معمر القذافي
واعتبر المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش أن توقيع حكومة الوفاق على اتفاقيات التدريب والتعاون مع قطر يعبر عن حالة القلق التي يشعر بها السراج، والدوحة من تجاوزهما في مفاوضات لجنة الـ 10 العسكرية وما يمكن أن ينتج من توافقات في المسارات الآخرى، لافتا الى أن الهدف منها هو إفشال المسارين السياسي والعسكري الذين ترعاهما الأمم المتحدة
 وقال الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، عبد المنعم الحر أن هناك محاولات من قطر لإفشال اتفاق اللجنة العسكرية حتى تحافظ كل على مصالحها داخل ليبيا من خلال الميلشيات التي ترعاها منذ العاتم 2011 متهما الدوخة بأنها تحاول أن تستبق الأحداث قبل تشكيل الحكومة الليبية الجديدة حتى تستقر هذه الاتفاقية وفقا لقواعد القانون الدولي التي تنص على أن ترث الحكومات كل الاتفاقيات الدولية التي وقعت مع الحكومات السابقة”.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه الليبيون الاتفاق نع قطر عنصر تقويض لاتفاق جنيف ، كما شدد على ذلك الديبلوماسي رمضان البحباح ، يؤكد المتابعون لفعاليات ملتقى الحوار الليبي بتونس أن ظلال المناورات القطري والتركية تخيم على الجلسات لتدفع نحو مطبات جديدة ، مشيرين الى وجود غرفة عمليات سرية تديرها الدوحة وأنقرة من داخل العاصمة التونسية وبمشاركة من إخوان تونس للتأثير على الاتفاق النهائي ، ومؤكدين على وجود عمليات بيع وشراء للأصوات ، وضغوط على المشاركين من المنطقتين الشرقية والجنوبية كنتيجة لسيطرة قوى الإسلام السياسي على مجريات الحوار