ظل ملوك القارة الافريقية يحكمون طوال قرون من خلال تسلسلات هرمية معقدة للعشيرة والقرابة، إلى أن جاء الغزاة الاستعماريين ليستقطبوا بعضهم، ويطيحوا ببعضهم ويحابوا البعض الآخر.

ولعبت عدة دول افريقية – بدءً من المغرب وانتهاءً بجنوب افريقيا – دوراً بالنسبة للقادة التقليديين. ويعج تاريخ القارة السمراء بعدد من الملوك الذين سبق لهم خوض غمار الحرب ضد السلطات المدنية، لكن الحظ لم يحالفهم، وخسروا تلك الحرب في نهاية المطاف.

وبات يتعين على الرؤساء والملوك الآن أن يتكيفوا مع الظروف المتغيرة التي يمكن أن تضعف قوتهم، مثل ارتفاع معدلات التحضر، زيادة الاهتمام بالمشروعات الزراعية واسعة النطاق وسعي السلطات المدنية لزيادة سلطات الدولة بكافة جوانب وقطاعات البلاد.

وكان لزعيم الاستقلال الغاني، كوامي نكروما، الفضل في تلخيص الرؤى القومية للقادة التقليديين عام 1950. فبعد ظفره بصلاحيات الرئيس، نجح نكروما في تعزيز سلطاته، حيث كان ينظر في غالب الأوقات إلى الحكام التقليديين باعتبارهم تركيز للتفاعل والمعارضة الإقليمية.

ولفت تقرير نشره موقع "ذا أفريكا ريبورت" بهذا الخصوص إلى أن الموجة الجمهورية الحديثة التي انتشرت في افريقيا بدأت في مصر حين أجبرت حركة الضباط الأحرار الملك فاروق على التنازل عن حكم البلاد في عام 1952، لتبدأ هناك حقبة خاصة بالحكم العسكري للبلاد، كان يتم صبغها بالطابع الشرعي أحياناً من خلال اجراء انتخابات، وهي الحقبة التي ظلت قائمة في البلاد حتى شباط/ فبراير من عام 2011.

وأضاف التقرير أن القوميين نجحوا في التخلص من كافة ملوك شمال افريقيا، باستثناء ملك المغرب، الذي حافظ على عرض اسلافه نتيجة العمق الكبير للملكة المغربية منذ قرون ولما يتمتع به العرش المغربي من سلطة روحية  و في الفترة بين عامي 1952 و1969.  أطاح الحبيب بورقيبة بمحمد الامين باي ملك تونس آنذاك ، معلناً تحول تونس إلى جمهورية في الـ 25 من تموز/ يوليو عام 1957، وأطاح العقيد معمر القذافي بالملك إدريس في الأول من أيلول/ سبتمبر عام 1969. 

ويضيف التقرير ان الملوك الافارقة في بعض المناطق مثل جتوب افريقيا وبعض المناطق الاخرى لا سلطة لهم سوى الوجاهة التقليدية بين القبائل البدائية في الجبال مثل سلاطين القبائل في الديغون بمالي وبعض القبائل الاخرى في جنوب السودان .

ولئن نجحت ممالك شمال افريقيا في الحقب السابقة من الحفاظ على استمرارية الممالك وادخالها المدنية فإن الممالك التقليدية التي يتحدث عنها التقرير لا تتعدى الرموز الثقافية والروحية التي يحظى بها هؤلاء الزعماء في مناطقهم .

ويذكر ان القارة الافريقية في نهايات القرن السابع عشر كانت تظم ما يزيد عن الف مملكة وسلطنة استطاع الاستعمار القضاء عليها جميعا بإستثاء القليل منها .