قال موسى الكوني، ممثل الطوارق في الحوار الوطني الليبي، اليوم الأربعاء، إن "أي تدخل عسكري في ليبيا مرفوض"، مضيفا أن ليبيا "بلد لا يصدر الإرهاب، وإنما تم تصدير الإرهاب إليه خاصة بعد التدخل العسكري الفرنسي في مالي (في 2013)".

وفي مقابلة مع وكالة "الأناضول"، قال الكوني الذي شغل عضوية المجلس الانتقالي بعد ثورة 17 فبراير/شباط 2011، إن "قتل المصريين الاقباط بهذا الشكل أمر لا يمكن أن يقبله أي إنسان وإن الصور كانت صادمة ليس لليبيين فقط بل لكل المجتمع الدولي خاصة أن هولاء أبرياء لا دخل لهم في الصراعات الدائرة الآن"، في إشارة إلى نشر "داعش" الأحد الماضي، مقطع فيديو يظهر اعدام 21 مصريا قبطيا ذبحا، في ليبيا.

الكوني مضى قائلا إن هذه الأعمال "لا يمكن أن تنسب لليبيا أو لليبيين؛ لأنها ليست من أخلاقهم.. من يقوم بهذه الأعمال لا يحملون جنسية بعينها أو من بلد معين؛ هذه مجموعات عابرة للحدود مبرمجة لتنفيذ هذه الأفعال أيا كان من يقف أمامهم مسلم أو غير مسلم، سني أو شيعي أو قبطي، ولذلك لا يمكن أن ننسبهم لديانة أو مذهب".

وفي نفس الوقت، قال الكوني: "اعزي أهلنا في مدينة درنة التي تعرضت للقصف من قبل الطائرات المصرية، الأمر الذي خلف 8 قتلى بينهم 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات".

ووجه سلاح الجو المصري ضربة جوية قالت القاهرة إنها "مكثفة واستهدفت مواقع لتنظيم (داعش)" في مدينة درنة شرقي البلاد، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، إنها لم تستهدف مدنيين.

وتابع الكوني: "هذا التدخل العسكري مرفوض تماما، وتحت أي مبرر"، مضيفا: "السيسي قام بهذا (يقصد الضربة) لامتصاص غضب الشارع المصري" بعد عملية إعدام الأقباط. 

ومضى قائلا: "ما قامت به الطائرات المصرية لن يجدي نفعا، لأن الإرهاب لا يقاوم بالطائرات وإنما بإرادة ليبية على الأرض، وبالتنسيق مع المكونات الاجتماعية الأساسية التي هي القبائل والأهالي، لأنهم من يعرفون من المتورط في الإرهاب وهم الأقدر على حماية مناطقهم من الإرهاب، ومحاصرة الإرهابيين". 

وحول تصور الطوارق لتجاوز الانقسام الذي يضرب البلاد، قال الكوني إن "الحل يكمن في حكومة وحدة وطنية تجمع تحتها كل الموسسات بما في ذلك الجيش والأمن؛ ومن ثم تبدا الحكومة العمل على جمع السلاح وعودة النازحين والمهجرين، وفتح الطرقات والمطارات والموانئ، ومن ثم انشاء جيش وطني وهذا هو الأهم، يكون تحت حكومة لكل الليبيين موحدة، ووضع البلد على السكة الصحيحة".

وحول سبل تحقيق هدف تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال الكوني إن "السبيل الوحيد هو الحوار.. هناك الآن مبادرات حوارية عديدة بعضها داخل ليبيا وبعضها خارج ليبيا.. هناك حوار تحت اشراف الامم المتحدة، وهناك حوار في اسطنبول، وحوار في مصر لعدد من القبائل وأخرى في تونس".

إلا أنه استدرك قائلا: "الجميع يدعم الحوار الأساسي الذي تقوده الأمم المتحدة، والمتمثل هو كذلك في مجموعة حوارات؛ فهناك الحوار السياسي الذي فيه البرلمان المتواجد حاليا في طبرق(شرقي ليبيا)، والموتمر الوطني المتواجد في طرابلس(غرب)، وهناك كذلك حوار لعدد من الشخصيات السياسية والحزبية وهناك حوار لعدد من المجموعات المسلحة والمتقاتلة على الأرض، وهناك كذلك حوار القبائل والعشائر.. كل هذه الحوارات داعمة للحوار الأساسي وتدفع للتوافق على حكومة الوحدة الوطنية التي سيدعمها الجميع".

وعن الجنوب الليبي، قال الكوني: "صحيح أن هناك عدد من الإرهابيين، وكذلك عصابات التهريب يستعملون الجنوب الليبي كممر، لكن الإرهاب صدر لنا خاصة بعد التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي الذي دفع الجماعات الإرهابية للانتقال إلى ليبيا في ظل هشاشة الوضع الليبي".

ومضى قائلا: "التدخل الفرنسي في شمال مالي لم يعالج المشاكل، بل منع هذه الجماعات(الإرهابية) من الوصول لباماكو، نحن مازلنا نعاني من أثار هذا التدخل.. لم يكن هناك إرهاب في ليبيا في الوقت الذي كان فيه إرهاب في مالي".  

وتابع قائلا: "سمعنا تصريحات من وزير الدفاع الفرنسي(جان إيف لودريان) مفادها أنه سيتم التدخل المباشر في الجنوب الليبي، وسمعنا في نفس الوقت ما يفيد بالعكس من الخارجية الفرنسية.. هناك انقسام في الدارة الفرنسية بخصوص الموقف من الجنوب الليبي، والجزائر كذلك رفضت تماما هذا التدخل المباشر في الشأن الليبي حتى لا يحدث ما حدث في شمال مالي". واستطرد قائلا: "ليست ليبيا من تصدر الارهاب، ليبيا صدر لها الإرهاب".

وتنتشر قبائل الطوارق في عدة دول بشمال إفريقيا خاصة في ليبيا، وجنوب الجزائر، وكذا شمال مالي.