تتسارع الاحداث في تونس في اتجاه الدور الثاني للانتخابات الرئاسية فتتباين تبعا لذلك مواقف الفاعلين في المشهد السياسي بين مساند ورافض ومتمسك بالحياد ومواقف الجبهة الشعبية التي تحولت الى ركيزة اساسية في الشأن العام بعد الانتخابات التشريعية تتجلى في تصريحات قيادييها من حين لآخر حسب التطورات فتحتاج  احيانا الى توضيحات منهم  

وبناء عليه تحدثت "بوابة افريقيا الاخبارية" الى القيادي منجي الرحوي وعضو مجلس النواب الجديد وتطرقنا معه الى عديد النقاط التي فرضت نفسها على الساحة السياسية 

وفيما يلي نص الحوار          

 

س- صرح الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي بان بينه وبين اليسار شهيد اسمه نبيل بركاتي فماهو تعليقك؟

 

في اعتقادي المداخل العاطفية ليس لها موقع في مثل هذه المحطات التاريخية التي فيها استحقاقات تتعلق بمستقبل بلاد ونحن ندرك تمام الإدراك ان بيننا وبين المرزوقي ثلاث سنوات دفع فيها شعبنا الغالي والنفيس من شهداء من الامن والجيش الوطنيين وشهداء زعماء الثورة كالشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي...

وبيننا وبينه ثلاث سنوات من تنكره للحريات والمطالب الاساسية البسيطة لكل مواطن تونسي ...وثلاث سنوات من تمكنه من امتيازات بن علي دون ان يقوم بقيد أنملة  من اجل مراجعتها مثبتا بذلك انه يكره بن علي لكنه يحب امتيازاته...و ثلاث سنوات من إلحاق الخراب بتونس في كل ابعادها الامنية والاقتصادية والاجتماعية ولعله في المجال السياسي عندما جاء الحوار الوطني ليقرب بين الفرقاء السياسيين من اجل الخروج بتونس مما هي عليه بقي هو الوحيد خارج هذا السياق وهو الذي حاول في العديد من المرات بمعية حزبه إفشال الحوار الوطني والزج بتونس في متاهات لا يحمد عقباها اما ان يستعطفنا بهذا الشهيد او ذاك فهؤلاء هم شهداء الجبهة والوطن والحرية نقدمهم بدون حساب ولا ننتظر منة من احد الا ان يكونوا ثمنا لحرية هذا الشعب وتقديمها في هذا السجال الانتخابي هو أمر غير مقبول وقد حددت منه الجبهة الشعبية موقفا واضحا في قطع الطريق أمام رجوعه الى مؤسسة الرئاسة وبالتالي نعتبر تصريحاته غير مقبولة أخلاقيا  وهو ابتزاز بدائي  

 

س- محمد منصف المرزوقي الرئيس المؤقت والمرشح الرئاسي للدور الثاني قدم طعونا في دستورية بعض الفصول من قانون المالية فماهو رأيك  كعضو مجلس النواب؟  

 

دستوريا له الحق في ذلك لكن من حيث وجاهة ممارسة هذا الحق فهو يقوم مقام العبث وانه يمارس السياسة لا بالعقل وإنما بالانطباع والمزاج الشخصي وكنا قد نبهنا من قبل بان حزب المؤتمر يحذق  هذه الهواية والتواجد  خارج السياق وخارج المعقول والدليل على ذلك ذات الفصول التي أقريناها في قانون المالية لسنة2012 

والتي  أمضى عليها هو بنفسه ثم ان اعتماده على الفصل 26من القانون الأساسي للميزانية في المطة الثانية يجعل منه مستعملا سيئا للقانون هذا ناهيك على انه يضع قرابة 500 موظف بمجلس نواب الشعب الان في وضعية الشك من اجل تقاضي مرتباتهم اما فيما يتعلق بالإجراء الديواني فعليه الرجوع لمجلة الديوانة كي تتأكد من عمق جهله بالقانون. 

 

س- اتهمت النهضة الجبهة الشعبية في بيانها بالابتزاز بينما الجبهة واجهتها بالصمت فهل من رد؟ 

 

بالنسبة للجبهة لا ولن تمارس ابتزازا لا من هذا ولا من ذاك والدليل اننا لم نطلب شيئا سوى توضيحا في الموقف لكن الذي يمارس الابتزاز هو ذلك الذي يعلن جهرا انه محايد طمعا في رضا وعطف نداء تونس وسرا بين ظفرين يقوم بدعم المرزوقي والذي يمارس الابتزاز هو ذلك الذي يريد ان يوهم الجميع بانه مع الجميع في حين انه مع نفسه فقط 

 

س- الجبهة أعلنت عدم دعمها للمرزوقي ولم تعلن دعمها منافسه الباجي قائد السبسي ،اي تكتيك  اتبعته؟   

 

نحن اخترنا قطع الطريق امام المرزوقي ...والانتخابات الرئاسية يتنافس فيها شخصان اثنان  ولا يمكن ان تفضي الى عدم انتخاب احدهما  وقطع الطريق امام احدهما يقابله ضرورة فسح الطريق للآخر  وأردنا من نداء تونس ان توضح بعض المسائل ولعل على رأسها مسالة تشكيل حكومة بين النداء والنهضة فليكن واضحا لدى الجميع اذا فضلنا احدا عن الاخر ليس بسبب انه يمثل خيارا ديمقراطيا او انه الأحسن في مستوى الساحة السياسية او انه المدافع الافضل على الديمقراطية المدنية الاجتماعية وانه من بين هؤلاء المترشحين واحد يمثل خطرا حقيقيا على امن واستقرار تونس ومستقبل تونس ووحدة تونس وهذا ما رأيناه مدة ثلاثة سنوات ولا يتطلب مزيدا من الانفلاتات عندما رفضنا المرزوقي فهذا مبني على تجربة قريبة مريرة عبر فيها بانه ليس لديه من هدف الا ان يكون بين أسوار قصر قرطاج حتى وان كان عديم الصلاحيات كما أرادت له النهضة وحتى لا يمارس ولو بمحاولة صغيرة دورا اعتباريا لرئيس بعد الثورة  

 

س- تداولت بعض وسائل الاعلام خبر مساندتك للباجي قائد السبسي فما مدى صحة ذلك؟ 

 

 ليست لي مواقف فردية بل تتنزل دائما في اطار حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والجبهة الشعبية واذا كان للجبهة امكانية ممارسة مساندتها لأي مترشح فهي لن تتردد في المجاهرة بموقفها وعليه فإذا كنت سأقوم بحملة فاني لا يمكن ان أقوم بها الا في اطار الجبهة الشعبية 

 

س- اي نصيب للجبهة في الحكومة القادمة وهل تلقيتم عروضا من الحزب الاغلبي في البرلمان؟

 

الجبهة لم تتلق عروضا للمشاركة في الحكومة كما أعلنا عن عدم المشاركة في الحكومة القادمة وسيظل موقفا ثابتا لا يتغير

 

 

س- كقيادي في الجبهة الشعبية كيف تقرأ حياد النهضة في الرئاسية ؟

 

ليس هناك حياد للنهضة بل هناك انحياز والبيانات التي اصدرها اللوز وشورو تخدم اتجاه ان النهضة  لها موقف علني يساند المرزوقي وهو موقف مجلس شورى النهضة الذي يدعم المرزوقي تحت "الطاولة" بينما النهضة تمد يدا للنداء لاجل السلطة والأخرى للمرزوقي لانه مرشحها الفعلي  

 

 

س- هل انت مع رئيس حكومة محايد ام متحزب ؟ 

 

انا مع رئيس حكومة متحزب وتوجد معارضة تتابع الأداء وتنتقده  واذا أحسن نقول له احسنت واذا أساء نقول له  أسأت 

 

س- تحولت المساجد الى مقرات للحملة الانتخابية للرئاسية  فهل من تعليق ؟ 

 

 قرابة خمس الاف مسجد يتطلب عملا وجهدا بعد ثلاث  سنوات من الاستعمال السياسي والأيديولوجي خاصة وان عمل الحكومة لم يكن  كاف لتحييد المساجد على الدعاية السياسية وفي عديد القرى الأئمة يقومون بالدعاية لمرشحي حركة النهضة في التشريعية ويقومون بنفس الشيء للمرشح الرئاسي لحركة النهضة حاليا في الانتخابات الرئاسية وعلى الحكومة القادمة ان تعمل على ان تلعب المساجد دورها الطبيعي باعتبارها دور عبادة وليست دور توظف لمآرب حزبية 

 

س- تضمن قانون المالية للسنة القادمة عديد الهنات فهل يمكن تداركها؟ 

 

قانون المالية مر في ظروف ضاغطة وندرك انه فاقد لأساسيات التي قامت عليها الثورة من تشجيع للتشغيل ومكافحة الفقر والبطالة وإعطاء الجهات الداخلية حقها من الثروة وبالإمكان تداركها في قانون الميزانية التكميلي