نشرت مؤسسة البيارق،الذارع الاعلامي لجماعة أنصار الشريعة المحضورة في تونس،رسالة قالت ان الجماعة قد تلقتها من القيادي المعروف في التيار السلفي الجهادي الأردني عمر محمود عثمان الشهير بكنيته "أبو قتادة الفلسطيني" من سجنه بالعاصمة الاردنية عمان ،حيث يحاكم أمام محكمة أمن الدولة الأردنية بتهم تتعلق بالارهاب.

و اتهم أبو قتادة في رسالته حركة النهضة الاسلامية بالانحياز الى العلمانيين قائلا :" لقد كان تقديري أن جماعة النهضة على غير هذا الجهل الشديد، فإني كنت أتوقع أن تصير إلى الحق من خلال حكمها وصراعها مع العلمانيين فتقترب إلينا(...)فإنها بدل ذلك ذهبت بعيداً عنا إلى جهة العلمانيين، وقد جرت على سنن أمثالها من اتخاذ إيذائنا سبيلاً للقبول في دين الكافرين من الأمريكان والأوروبيين، والنهضة قد علمت عداء العلمانيين في تونس للإسلام، وعلمت عداء أوروبا للمسلمين لكنها لم تنتصح ولم تهتد، بل ذهبت إلى خلع المزيد من الإنتساب للإسلام حتى أنها قبلت عدم الإسلام شريعة القوانين في تونس، فلا أدري ما بقي لهم من زعمهم أنهم في حرب يريدون من ورائها إقامة الإسلام."

و دعا أبو قتادة "أنصار الشريعة في تونس" الى "إعلان فساد وضلالة" حركة النهضة بالدعوة فقط دون الدخول في صراع  مادي معها ،قائلا : " أما أمر النهضة عندكم فقد أظهر القادة السياسيون لكم العداء، وتحالفوا مع العلمانيين ضدكم، بل صاروا رأس حربة ضد هذه الدعوة فلا تترددوا في إعلان فسادهم وضلالهم، وإننا كنا ومازلنا ننهى أن يحارب مسلم أو يعادى وهو يقف في صف أهل الإسلام ضد الزنادقة العلمانيين وضد الكفرة المشركين والمرتدين حتى لو كان مخالفاً لنا لكن ما فعلته النهضة إنما هو الإنحياز لصف أعداء المسلمين ضد إخوانهم المسلمين، فالموافق لهم على هذا له حكم من حارب المسلم من أجل اسلامه وهو معروف عندكم، وأنا أطلب منكم الإستقلال في الدعوة وعدم الإلتحاق اليوم بأي عنوان سوى ((أنصار الشريعة)) فإن حصل هذا فبلا إعلان، هذا بعد تقدير المصلحة، فإن هذا هو الأسلم للدعوة اليوم حتى لا تتكالب عليها الذئاب."

كما دعا في ذات السياق الى اعلان "الحرب على العلمانيين "قائلا : ثم عليكم بالشدة والقسوة ما استطعتم على العلمانيين الزنادقة عندكم، فإني لا أعلم من بلاد المسلمين من يصرخ بعداء الدين من هؤلاء كما هم عندكم وفي تركيا وإيران، والآن يكاد إخوانهم في مصر يلحقون بهم في إعلان العداء للإسلام"

و أثنى أبو قتادة في رسالته على ما سماه "نفير الشباب التونسي الى الشام" للقتال ضمن الجماعات الجهادية هناك قائلا : " ولقد علمت أن الكثير من الشباب من جهتكم قد نفروا إلى الجهاد إلى سوريا الشام وهذا أمر محمود مبارك، ولقد علمت أن الشيخ أبا عياض حفظه الله يخالف هؤلاء الشباب في النفير العام هناك حتى لا تترك تونس بلا دعوة ولا عناية، والأمر قريب، فإن الخير عندكم كثير يسع الحالين".غير أن المنظر الجهادي قد أنكر على بعض المقاتلين ما أسماه "بالتشدد" ،مشيرا بالقول :" لكن ساءني بعض من نفر من جهتكم إلى سوريا الشام وهم قلة وأفراد فيهم تشدد بسبب حماس الشباب واندفاعهم، كما سرني أخبار كثير منهم من المجاهدين، وهؤلاء يعلمون وطأة الجاهلية، وقد عاشها الكثير منهم."

كما طالب أبو قتادة عناصر أنصار الشريعة بتونس الى العمل المشترك و التنسيق مع "الجهاديين في ليبيا" قائلا : ولو تواصلتم مع إخوانكم في ليبيا فهذا خير حتى تكونوا يداً واحدة في الدعوة والتعاون، فهذا مع علمي أن الأخوة القدماء في ليبيا صاروا شذر مذر، واختلفت بهم السبل كثيرا " في اشارة منه الى تخلي قادة الجماعاة الليبية المقاتلة عن المنهج الجهادي بعد المراجعات التي قادتها أميرها عبد الحكيم بالحاج العام 2008 ابان عهد القذافي.

و عمر محمود عثمان (مواليد 1960 في بيت لحم التابعة للضفة الغربية و يكنى بأبي قتادة متهم بالإرهاب من قبل عدة بلدان حول العالم كما ضم اسمه ضمن القرار الدولي رقم 1267 الصادر من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي صدر في عام 1999م والذي يختص بالأفراد والمؤسسات التي ترتبط بحركة القاعدة أو حركة طالبان.و يعتبر مطلوباً من قبل حكومات الأردن، الجزائر، بلجيكا، فرنسا، الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا وإيطاليا. وأشرف المنظر الإسلامي على إصدار عدة مجلات منها "الفجر" و"المنهاج". كما أصدر كتاباً ينظر فيه ويؤسس للحركة السلفية الجهادية وهو يصنف ضمن "أقوى ما كتب في التعريف بالحركة السلفية الجهادية وفي تفسير وتبرير أفكارها ورؤاها".في 7 يوليو 2013 أعيد إلى الأردن إثر اتفاقية مع بريطانيا صدّق عليها البرلمان الأردني تكفل محاكمة مستقلة لأبي قتادة.