حكايات كثيرة عن أناس تحدوا ظروف الحياة الصعبة والأمراض الخطيرة ليصبحوا في فترة من الزمن نجوما في الميادين التي يدخلون إليها وأغلبهم يمرون دون أن يعلم عنهم الناس الكثير.

من بين هؤلاء النجم التاريخي لمنتخب البرازيل والعديد من الفرق العالمية تياغو سيلفا، الذي يحمل وراءه قصّة تحدٍّ مُلْهمة للكثيرين من خلال تجاوزه لمصاعب مرض السل واليأس من ممارسة الرياضة وتسجيل نفسه كأحد مدافعي كرة القدم التاريخيين.

في العام 2004 انتقل تياغو سيلفا البالغ من العمر 20 عامًا آنذاك إلى نادي بورتو قادما من نادي جوفينتود البرازيلي، لكن تجربته في النادي البرتغالي لم تكن كما حلم الشاب الطامح حيث اكتفى باللعب فقط للفريق الاحتياطي. ثم زادت الأمور تعقيدا بعد سنة حين انضم إلى دينامو موسكو، أين تم تشخيصه بأنه مصاب بالسل وتم إدخاله إلى المستشفى لمدة ستة أشهر وتعكرت حالته كثيرا بمرور الوقت، وأخبره الأطباء أنه لو تأخر في التشخيص بعد أسبوعين، لكان قد مات.
وخلال فترة العلاج، قرر سيلفا أن يتوقف عن لعب كرة القدم وأوضح للمتابعين "إنها بلا شك الحلقة الأصعب في حياتي". تخيل أنني كنت مقيمًا في مستشفى بموسكو لمدة ستة أشهر.

بعدها عاد تياجو سيلفا إلى البرازيل، وبدأت رغبته في العودة إلى الميادين واضحة وأعاد البحث عن نادٍ جديد. ثم مر بسلسلة من الاكتشافات، مثل تلك التي حدثت في نادي فلامنجو حيث تم رفضه فتأثر بشكل كبير وأخبر والدته أنه سيعتزل كرة القدم لكنها أقتعنه بعدم اليأس فأعاد المحاولة مع ناديه الأول فلومينينسي، الذي أعاد إطلاق مسيرته المهنية بشكل كامل، وسرعان ما أثبت نفسه كلاعب أساسي في دفاع النادي البرازيلي ما سهل له في وقت لاحق الالتحاق في منتخب بلاده في كوبا أميريكا سنة 2007 رغم أنه لم يشارك أساسيا، بالإضافة إلى اختياره أفضل مدافع برازيلي سنة 2008 ووتحول مسيرته رسميا نحو النجومية.

منذ 2008 عاد المدافع البرازيلي الهادئ إلى أوروبا عبر بوابة ميلان الإيطالي ثم تتدرج مسيرته نحو باريس سان جيرمان وتشيلسي الانجليزي على مرتين ليخرج أفضل اللاعبين الذين مروا على كرة القدم عبر تاريخها.