قُتل نور الدين بن الطاهر بن بلقاسم شوشان القيادي التونسي في تنظيم «داعش» الإرهابي بغارة أمريكية أمس، الجمعة، على ليبيا حسبما أعلن مسؤول عسكري في البنتاجون.

وشوشان أحد المطلوبين لدى الجهات الأمنية التونسية منذ العام الماضي، على خلفية تحقيقات كشفت عن تورطه في هجومين كبيرين استهدفا البلاد.

وقال مسؤول محلي ليبي أن قصفا لطائرات مجهولة استهدف، الجمعة، منزلا يتجمع بداخله مسلحو تنظيم «داعش» في مدينة صبراتة الواقعة على بعد 70 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس.

وتقع صبراتة على بعد 70 كيلومترا عن الحدود التونسية، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 أعلن تنظيم داعش سيطرته عليها، وحذر رئيس وزراء تونس الحبيب الصيد من اقتراب التنظيم نحو تونس، مشيرا إلى أن الجيش أنشأ سواتر ترابية مشددا إجراءاته الأمنية على طول 200 كيلومتر على الحدود.

نور الدين بن الطاهر بن بلقاسم شوشان

ولد شوشان عام 1980، في ولاية سيدي بوزيد التونسية، واللافت للنظر، بحسب وسائل إعلام تونسية محلية، أن شوشان كان لاعب «كيك بوكسينج»، الملاكمة الأمريكية، سافر للعمل في إيطاليا عدة سنوات ثم عاد إلى بلاده، ليصبح قياديا في تنظيم متشدد ومطلوب على خلفية اتهامات بالإرهاب والاعتداء على الحق العام، بحسب صحيفة الغد.

في 21 مايو/آيار 2015، نشرت وزارة الداخلية التونسية والإيطالية صورة شوشان كأحد المتورطين في هجمات متحف باردو التي راح ضحيتها 38 شخصا غالبيتهم سائحون، وطالبت الوزارة التونسية مواطنيها بالإبلاغ عن أي معلومات تقود للقبض على متورطين خمسة هم: نور الدين النايبي وعادل الغندري وشمس الدين سندي وماهر القايدي ونور الدين شوشان.

وبعد أقل من شهر على هجوم المتحف، سقط 27 شخصا على الأقل في هجوم آخر على منتجع سياحي في مدينة سوسة في 26 يونيو/حزيران 2015، ما استدعى الجهات الأمنية لتكثيف البحث والتحقيقات التي كشفت عن تورط شوشان للمرة الثانية.

وأشارت المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، أن شوشان انتقل إلى الأراضي الليبية بعد تضييق الأمن التونسي الخناق عليه، لينضم إلى فرع تنظيم «داعش» هناك، وأوضحت أنه مسؤول عن تسهيل الإمدادات اللوجستية للتنظيم بين ليبيا وتونس.

إلا أن صحفا تونسية أكدت أنه التحق بتنظيم «أنصار الشريعة» في ليبيا منذ عام 2013، وهو العقل المدبر لهجمات باردو وسوسة الإرهابية، موضحة أن «خلية سوسة» تلقت منه تعليمات قبيل هجومها الإرهابي من ليبيا.

واتهمت الداخلية التونسية شوشان بالإرهاب بالإضافة إلى تهم بمحاولة اغتيال النائب في حركة نداء تونس رضا شرف الدين، في سوسة، وأوضحت تحقيقات نشرتها الصحف التونسية أن شوشان مسؤول عن إيصال المؤونة والعدة والعتاد للمتشددين في ليبيا، بالإضافة إلى أنه مصدر معلوماتهم في تونس.

وأضافت الداخلية في بيان لها أن شوشان يقف وراء مقتل رجال أمن نفذ في 16 يونيو/حزيران 2015 في سيدي بوزيد، وهي الواقعة التي قُتل خلالها 3 من أفراد الحرس الوطني في تبادل لإطلاق النار نفذه شوشان بنفسه بواسطة سلاح آلي، وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم.

وكانت البنتاجون أعلنت في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مقتل القيادي في تنظيم «داعش» بليبيا المسؤول عن ذبح 21 مصريا قبطيا في سرت في فبراير/شباط العام الماضي، بغارة جوية مشابهة لتلك التي قتلت القيادي التونسي شوشان.

وتضغط دول حلف شمال الأطلسي «ناتو»  من أجل اتفاق تمارس بموجبه حكومة الوفاق الليبية أعمالها من طرابلس للبدء بحملة عسكرية للقضاء على المتشددين في ليبيا، بعدما وردت معلومات استخباراتية تفيد بانتقال قيادات التنظيم من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية عبر تونس ودول مجاورة، وهو ما دفع تونس لإجراءات عسكرية مشددة على طول حدودها مع ليبيا.