أنهت رصاصات من بندقية صيد حياة رجل السياسة المغربي عبد الوهاب بلفقيه الذي تبين أنه إنتحر أمس الثلاثاء في منزله بسيدي إفني حيث أصيب بطلقة بندقيته، إلى المستشفى العسكري بكلميم، في حالة حرجة.
وربطت مصادر مطلعة بين قرار الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، سحب تزكية بلفقيه، لرئاسة جهة كلميم واد نون، وواقعة الإنتحار
وعاش بلفقيه، الذي تنقل بين حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة، وسط كثير من الجدل، حالة توتر كبيرة عقب سحب التزكية التي كان يعول عليها لترؤس الجهة، بعد الانتخابات التشريعية والجماعية للثامن شبتمبر 2021.
وينحدر عبد الوهاب بلفقيه من قبيلة آيت باعمران كبرى قبائل الصحراء إقليم سيدي إيفني، ولد في جماعة آيت عبد الله سنة 1974 وهو مستشار برلماني سابق وهو إبن عائلة قاومت الاستعمار.
بدأ حياته عاملا في محطة بنزين ، ثم راكم بلفقيه ثروات مهمة يقول عنها حلفاؤه أنها نتيجة جهده وذكائه ، وشراكته مع الأصهار والأخوال، في مجالات الطاقة والعقار والمقاولات والمقالع، فيما شكك خصومه في مصدر أمواله ، وبدأ اسمه في الانتشار قبل 20 سنة، عندما كان قياديا بحزب اإتحاد الإشتراكي  فتمت إزالته من الحزب وظلت الأسباب مبهمة.
عاد بلفقيه إلى الساحة السياسية عن طريق حزب الأصالة والمعاصرة "فحقق فوزا ساحقا لكن، بنفس الطريقة تم إستبعاده من رئاسة جهة كلميم واد نون.
فاز بلفقيه سنة 2015 بعضوية جهة كلميم ودخل في صراع مع عبد الرحيم بوعيدة حول تدبير جهة كلميم واد نون فأسقط بوعيدة وتولى رئاسة الجهة،
بعد فوزه في انتخابات 2021 سحب منه عبد الطيف وهبي التزكية في إطار مفاهمات حزبية من خلالها، تخلى زعيم الحزب عن بلفقيه مقابل الحصول على حقيبة وزارية ومنح مرشحة الأحرار رئاسة جهة كلميم واد نون.
ليعلن بلفقيه اعتزاله العمل السياسي ويصدر بلاغا خطيا استنكر من خلاله تعرضه للخيانة والغدر، وبعدها تداول مقربون منه أخبارا عن تعرضه للترهيب، ثم قتل او انتحر بلفقيه أمس الثلاثاء.
صدر بلاغ للوكيل العام بمحكمة الاستئناف بكلميم يفيد بوفاة بلفقيه بطلق ناري وأن التحقيقات مستمرة لفك لغز هذا الحادث، لتنتشر بعدها فرضيات عديدة حول خلفيات موته المفاجئ نتيجة لما شهدته كلميم من أحدات مشبوهة تداخلت فيها الحسابات السياسية والشخصية في سباق محموم على كراسي السلطة.