حلم المتشدد الإندونيسي الذي خطط للهجمات الدموية في جاكرتا، بأن يكتسب لقب زعيم تنظيم داعش الإرهابي في جنوب شرق آسيا، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن مسؤولين إندونيسيين.

وقالت الشرطة إن برهان نعيم (32 عاماً) ينحدر من بلدة جافا في إقليم سولو، خطط لتلك الهجمات من مكمنه في سوريا، وأرسل الأموال لمتشددين تورطوا معه في تنفيذها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن مسار نعيم بدأ عندما تحول من عامل في مقهى للإنترنت في سولو، إلى متطرف يعمل مع داعش، ما يؤكد استمرار مشكلة الإرهاب الداخلي في إندونيسيا، حيث حول مجموعة قديمة من المتطرفين المرتبطين بالقاعدة ولاءهم إلى داعش.

وقال الشرطة الإندونيسية أنهم اعتقلوا، خلال غارة تمت عند فجر يوم الجمعة على بيت يقع عند ضواحي العاصمة جاكارتا، ثلاثة أشخاص، ووجدوا معهم راية داعش.

وتشير وول ستريت جورنال إلى معاناة إندونيسيا، أكبر بلد ذي غالبية إسلامية، تقدر بحوالي 259 مليون مسلماً، من سلسلة من الهجمات الإرهابية خلال العقد الأول من القرن الحالي، والتي استهدفت غربيين، ومن تلك الهجمات تفجيرات ناد ليلي في بالي في عام 2002، وفنادق في جاكرتا في 2003، و2009، إلى أن أدت عملية أمنية نفذها رجال أمن تدربوا في قسم مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، من تفكيك شبكات لمتشددين إندونيسيين تدربوا في أفغانستان.

ولكن، بحسب الصحيفة، تمكن أعضاء بعض تلك الشبكات، بعد إفلاتهم من الاعتقال، أو بعد إطلاق سراحهم، من إعادة تجميع أنفسهم تحت إشراف ورعاية مختلف التنظيمات، وقالت الشرطة الإندونيسية أنها تبحث فيما إذا كان اثنان من المتشددين الذين قتلوا يوم الخميس كانوا سابقاً في السجن.

وكان نعيم نفسه سجن في عام 2011 لإخفائه ذخيرة، وأطلق سراحه بعد عامين لاحقين بعدما أنهى محكوميته.

وقال خبراء إن مشاركة متطرفين ممن كانوا محط مراقبة السلطات، يظهر محدودية قوانين مكافحة الإرهاب الإندونيسية.

وفي السياق نفسه، قال خبير في شبكات التطرف المحلية ورئيس معهد تحليلات سياسة الصراع في جاكرتا سيدني جونر إنه "من الدروس المكتسبة من هذه الهجمات هي الحاجة الماسة للتحقيق في مدى التشابك والتداخل بين التنظيمات الإرهابية، والحاجة لإعادة النظر في أساليب إدارة السجون، فضلاً عن الحاجة لتعزير القوانين".

والتحق نعيم بمدرسة ثانوية إسلامية في سولو، قبل أن يواصل دراسة علوم الكمبيوتر في كلية محلية.

وبحسب إسلامي سابق من منطقة سولو تحدث مع اشتراط إغفال اسمه "تحول عدد من خريجي المدارس الدينية لمتشددين، ومن ثم التحقوا بداعش في سوريا والعراق".

وقال أستاذ في كلية الحرب الوطنية في واشنطن زاخاري أبوزا: "فيما لاحقت إندونيسيا تلك التنظيمات الإرهابية، فقد خشيت مواجهة ردة فعل فيما لو هاجمت المدارس الدينية التي تدعو للعنف، إن تلك المدارس تعمل بمثابة مقار لتجنيد المتطرفين".

وتقول وول ستريت جورنال بأنه فيما يمارس غالبية الإندونيسيين نمطاً متسامحاً من الإسلام، هناك جيوب يحظى فيها المتشددون بالدعم، وخاصة حول منطقة سولو.