وجه المسؤول الليبي السابق عمار الطيف، انتقادات شديدة لأعضاء جماعة الإخوان ممن وصفهم بـ"مدعي الوطنية". 

وقال الطيف، في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "الوطنية عباءة الوطن وعلى مقاسه وحده...وليست ثوب الخياط يصلح لكل المواقف.. عشرة سنوات من التبعية للأجنبي سواء كان هذا الأجنبي قزما، قطر، أم عملاقا أمريكا، أعطى  فبراير الحق للجميع، للعفس على أنوف الليبيين. والمخبولون منهم يكبّرون بالنصر المؤزر على بني وطنهم. والقيادات السياسية تتبجح بالوطنية والاستقلال والشرعية الوطنية. والنخب تُبرّر وتنُظّر، وترمي جام غضبها ترغي وتزبد، لأن الرئيس المصري تدخل في ليبيا،  أو لأن الرئيس التونسي قال إن من يكتب الدستور يجب أن يكون القبائل الليبية"، بحسب قوله. 

وتابع الطيف، "تيار فبراير خاصة الإخوان المسلمين، فجأة تذكروا الوطنية والوطن والاستقلال والشرعية، وصوروا لليبيين أن ليبيا معرضة لغزو مصري ينتهك سيادتها ويفتك باستقلالها.. متناسين أنهم من شرّع للأجنبي منذ عام 2011 م الدخول إلى ليبيا، وهم من أدخل الطيران الأجنبي إلى أجوائنا والبوارج إلى مياهنا. وهم من استقبل رؤساء الدول الغزاة استقبال الفاتحين من ساركوزي الى كامرون الى ضابط المخابرات الفرنسي اليهودي. أين أصوات انتقادات اليوم ضد تدخل الأمس، المطالبة والمطبلة به، أم أن الوطنية تحضر وتغيب كما يقولون، أو هي ثوب الخياط الصالح لكل المقاسات"، على حد تعبيره.

وأضاف، "ألم تذهبوا لقيس سعيد الرئيس التونسي عقب فوزه وتهللون لديموقراطية الغنوشي بقبائلكم ومثقفيكم وتدعوه للتدخل في شؤونكم في قرطاج، لماذا تهاجمونه اليوم.. هل لأنه حاول الخروج من جبة الغنوشي، واحتمى بالفرنسيين ليقول الحقيقة عن حكومة الصخيرات التي نصبها الأجنبي؟ لماذا تهاجمون الرئيس السيسي (هل لأنه مصري) أم أنه عدو للإخوان...هل كنا نسمع هذه الأصوات التي تصرخ وطنية، لو أن الرجل غير الرجل (مرسي العياط). مثلا  رجل الاخوان المسلمين، الذي قدم له حكام الصخيرات مليارات الدولارات تعبيرا عن وطنيتهم وولاهم للتنظيم الدولي للاخوان.....الوطنية ليست صداعا يأتي فجأة.. الوطنية موقف ومسؤولية.. ضيعتوا الوطن والوطنية منذ 2011 م عندما استدعيتم الاجنبي لقتل أبناء الوطن. فقدتوا الوطن والوطنية عندما ذهبتم فرادى ومجموعات تتوسلون الدول الأجنبية والرؤساء الاجانب والسفراء وضباط المخابرات ليجدوا لكم مقعدا على جثث أبناء وطنكم.. أين الوطنية التي تبكون باسمها ونصف أراضي ليبيا في الجنوب محتلة من قوات ومرتزقة أجانب..أين كان دعاة الوطنية منكم، قبل اليوم عندما يستدعي السفير الامريكي في تونس رئيس وزراء  الصخيرات ووزير ماليته وتخطيطه ورئيس  المصرف المركزي، ليحدد لهم ميزانية ليبيا  ودعم الكهرباء من عدمه... أين كان الوطنيون وكانت الوطنية عندما استدعى وزير الداخلية الايطالي عمداء بلديات ليبيا الى روما..؟؟؟ وعندما يكون بعض عمداء بلدياتهم موظفون لدى سفراء قطر وروما وباريس ..؟ لماذا بلع الليبيون في ترويكا الصخيرات  ألسنتهم، يوم ان تبجح اردوغان بانه قادم لإنقاذ مليون ليبي من اصل تركي  من خطر الجيش الليبي.؟؟ وان لتركيا ارث عثماني  في ليبيا، وارسل قواته الى طرابلس، يرونهم وطني الصخيرات رسل سلام"، بحسب وصفه. 

واستدرك الطيف قائلا، "أين الوطنية عندما يتصل سفراء امريكا وفرنسا وايطاليا وقطر بالموظفين الليبيين بعيدا عن رؤسائهم ودون علم الخارجية الليبية ولم يحاسبهم أحد أو ينتقدهم مدعوا الوطنية؟ أين الوطنيون في حكومات ليبيا وثوارها عندما يصيح في وجوههم رئيس مؤسسة النفط أو محافظ البنك المركزي بأنهم يتبعون المجتمع الدولي، ولا ولاية لهم عليهم؟ أين ...؟؟ وأين ..؟؟ سلسلة لا تنتهي من الاسئلة ... إذا كان ما يجري في العشرة سنوات الاخيرة في ليبيا من ممارسات سياسية واقتصادية واجتماعية هو تعبير عن الوطنية.. فبدون أدنى شك، أن فبراير لديهم فهم أخر لمفهوم الوطنية، غير الوارد في لغات العالم"، بحسب قوله.