خيمت أجواء من التوتر أمس الأول، على معظم مدن العاصمة الليبية بعد ليلة من اشتباكات وصفت بالدامية بين مسلحين من ميليشيات "فجر ليبيا" الجناح العسكري للحكومة الموازية في طرابلس، وأبناء عدد من الأحياء المناهضة لهذه المليشيات، حسب صحيفة العرب.

وذكرت تقارير محلية أن الطرفين تبادلا إطلاق النار من أسلحة خفيفة وثقيلة، فيما لم تتضح بعد ما إذا كانت تلك الاشتباكات قد أسفرت عن سقوط ضحايا.

وتأتي هذه المواجهات في الوقت الذي تتواصل فيه مفاوضات الفرقاء الليبيين في مدينة الصخيرات المغربية، وسط توقعات بأن تلقي بظلالها على سير المباحثات.

واندلعت الاشتباكات بعد ساعات من إغلاق أبناء مدينة الزاوية بالساحل الغربي والتي تبعد نحو 48 كلم عن العاصمة طرابلس، طريق السور الممتد من جامع القدس إلى مدخل طريق المطار بباب العزيزية.

وقام مسلحون وأهالي منطقة تاجوراء أيضا بغلق الطريق الساحلي وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدن الساحل الليبي، كما أغلق آخرون الطريق السريع الذي يبدأ من أول تاجوراء وينتهي عند مدخل بلدة جنزور.

وتشنّ مليشيات المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، حملات انتقامية ضدّ المدنيين في مناطق معيّنة معروفة بولائها للجيش الوطنيالذي يقوده الفريق أول الركن خليفة حفتر.

وقالت صحف محلية، إن فشلوم وزاوية الدهماني والغرارات والدريبي وقدح وشارع الزاوية وقرجي ومناطق من مدينة تاجوراء، تعد من المناطق الأكثر استهدافا من قبل ميليشيات "فجر ليبيا"، بسبب مناهضتها للتطرف والإرهاب ودعمها لحكومة عبدالله الثني.

ويرى مراقبون، أن حالة التململ التي تشهدها العديد من أحياء العاصمة طرابلس ومدنها، قد تكون شرارة انتفاضة على الحكومة الموازية. لكن آخرين استبعدوا أن تكون للتوترات الأخيرة، علاقة بأي انتفاضة شعبية، معتبرين أنها جزء من الصراع الدائر بين حكومة الثني، وحكومة الإنقاذ في طرابلس.

وأكدت مصادر أن ميليشيات “فجر ليبيا” أقامت حواجز ونقاط تفتيش عند مداخل طرابلس ونشرت مسلحين ملثمين عند مفترقات الطرق الرئيسية من وإلى العاصمة.

وكان العقيد في الجيش الليبي عمر تنتوشن، أكد أن قوات الجيش تنتظر ساعة الصفر لاقتحام طرابلس وتحريرها من قبضة المجموعات المتطرفة.