يقول حراس ومسؤولو الموانئ الرئيسية في الهلال النفطي شرق ليبيا إنهم يأملون بعودة العمال الأجانب قريبا بينما يكافحون من أجل البناء على مكاسب الإنتاج بموارد ضئيلة.

المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعادت فتح ثلاثة موانئ في المنحنى الساحلي إلى الجنوب من بنغازي في سبتمبر بعدما سيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر من فصيل منافس.

وساعد رفع الحصار الطويل عن الموانئ على ارتفاع إنتاج النفط في ليبيا إلى أكثر من الضعف ، أي لأكثر من 600 ألف برميل يوميا.
وقال مفتاح المقريف، رئيس حرس المنشآت النفطية المنتشرين في الموانئ، إن شبكة للنفط والغاز في كل من المنطقة الشرقية، ومن الحدود الليبية الشرقية والجنوبية مع مصر والسودان وتشاد، إلى المنطقة الوسطى من سرت تم تأمينها الآن.
واعتبر أنه بإمكان العمال الأجانب العودة.

كما قال المقريف في البريقة ، وهي واحدة من أربعة منافذ في الهلال النفطي التي استولى عليها الجيش الوطني الليبي في سبتمبر : "ندعوهم للعودة واستئناف عملهم والمنطقة التي حددناها هي منطقة آمنة ؛ وحتى مشارف سرت في الغرب هي تحت حماية مؤسسة النفط ، والقيادة العامة هي في غرفة العمليات الرئيسية في مدينة سرت، والآن جميع الشركات تخدم فيها".

في الشهر الماضي، أُنهي حصار آخر في خط أنابيب في غرب ليبيا، ما رفع الإنتاج إلى أكثر من 700 ألف برميل يوميا.
 لكن ذلك ما يزال أقل بكثير من 1.6 مليون برميل يوميا التي كانت ليبيا تنتجها قبل اندلاع الانتفاضة عام 2011، حيث عطل النزاع المسلح الإنتاج. والإنتاج في الهلال النفطي لا يزال بعيدا في ظل الإمكانات.

المكاسب الأخيرة والمستقبلية تنذر بتعقيد الجهود التي تبذلها منظمة البلدان المصدرة للنفط  لخفض الإنتاج وتعزيز الأسعار العالمية، رغم أن الانتعاش في ليبيا لا يزال في خطر بسبب الفوضى السياسية والتهديدات الأمنية.
ومنذ أن تغيرت السيطرة على الموانئ ، حاول خصوم حفتر شن هجوم مضاد من الصحراء إلى الجنوب الغربي، والتي يمكن أن تصبح نقطة ساخنة جديدة في الصراع الحاد في البلاد.

وحذر مسؤولون من أن أي انتعاش سيكون تدريجيا بسبب البنية التحتية التي تضررت بفعل القتال والتي تدهورت بفعل الإهمال.
وقال حميد الحبوني، مدير شركة راس لانوف ، "إن إغلاق منافذ النفط لها تأثير كبير جدا على المحطات، والتي توقفت عن العمل ويعانون أيضا بسبب عدم وجود صيانة دورية وشاملة ونقص قطع الغيار وهلم جرا" مضيفا "وبالإضافة إلى ذلك، أوقفت الشركة الإماراتية تكرير النفط وعلقت جميع المصانع عملياتها. إننا نفتقر إلى الميزانية للحفاظ على المحطات للعمل والمحافظة عليها".

المؤسسة الوطنية للنفط، التي تأمل في رفع الإنتاج الوطني إلى 900 ألف برميل يوميا بحلول مارس ، كافحت أيضا لتأمين تمويلات لميزانيتها التشغيلية ولإجراء إصلاحات ، من حكومة طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة و التي تفتقر إلى السيطرة الكاملة على المالية العامة.

ويبقى الأمن مصدر قلق كبير.
حيث تم خطف العديد من عمال النفط الأجانب من قبل داعش عندما أغار التنظيم العام الماضي على حقول النفط من معقله الذي اندحر منه الآن سرت. في طرابلس، عدد قليل من الدول أعاد فتح سفاراتها منذ الانسحاب خلال القتال بين الفصائل العسكرية المتنافسة في العاصمة في عام 2014.

وتم  إغلاق ميناءي السدرة ورأس لانوف ، وهما الأكبر في المنطقة الشرقية، لأكثر من عامين قبل أن يستولي الجيش الوطني الليبي عليهما.
ولحقت بهما أضرار كبيرة بسبب القتال والهجمات التي شنها مسلحو داعش الذين ومنذ ذلك الحين تمت مطاردتهم وطردهم ن معقلهم السابق في سرت، نحو 180 كم غرب ميناء السدرة.

وقال نائب مدير ميناء النفط السدرة، إبراهيم الملهوف : "كانت هناك 19 وحدة للتخزين في ميناء يصلح للاستخدام، ولكن بعد المواجهات العسكرية التي وقعت مؤخرا، تم تدمير بعض وحدات التخزين، وباتت أربعة فقط منها قابلة للاستخدام. نحن نعمل حاليا على صيانة بعض المستودعات ونأمل أن تعود للعمل في القريب العاجل".

وفي حين خضعت موانىء السدرة ورأس لانوف والزويتينة للحصار، بقي ميناء البريقة مفتوحا بقدرات منخفضة.
وقال مسؤولون في شركة سرت النفطية التي مقرها في البريقة إن الوضع قد تحسن منذ تقدم الجيش الوطني الليبي ، وأن بعض الموظفين الأجانب يفكرون في العودة إلى المنطقة.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة.