تعيش اغلب احياء العاصمة الموريتانية نواكشوط، منذ يومين أوضاعا صعبة بسبب مياه الأمطار التي حاصرت معظم الأحياء، وذلك بعد تساقط أمطار متفاوتة قدرتها مصالح الرصد الجوي ب80ملمتر.

وغمرت مياه الأمطار منشآت حكومية ومستشفيات وسط العاصمة، رغم محاولات السلطات المتواصلة لشفط مياه الأمطار باستعمال الصهاريج التابعة للمكتب الوطني للصرف الصحي.

كما شهدت عدة أحياء من المدينة قطع خدمات الكهرباء والانترنت ، مما فاقم من معاناة السكان.

وتزامنا مع الوضعية التي تعيشها العاصمة الموريتانية، يعيش سكان مدينة كيهيدي جنوب نواكشوط في العراء منذ يومين، بعد أن غمرت مياه السيول غالبية أحياء المدينة، وهو الوضع الذي دفع رئيس البلاد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى قطع اجازته السنوية والتوجه الى هذا المدينة لمؤازرة السكان.

وقال محمد ولد الشيخ الغزواني، إن زيارته اليوم لمدينة كيهيدي، تأتي بهدف التعاطف مع المواطنين المتضررين من الأمطار الأخيرة ومؤازرتهم، والاطلاع بصفة مباشرة على أوضاعهم، ودعم ومساندة عمليات التدخل من طرف أجهزة الدولة لشفط المياه وإجلاء المواطنين المتضررين.

وأضاف أن هذه الزيارة تأتي كذلك من أجل التقييم الشامل للأضرار الناجمة عن الأوضاع في المدينة، وتقييم الوسائل المعبأة للقيام بالتدخل والاطلاع عليها من أجل تدارك النواقص إن وجدت، في أسرع وقت.

وأكد أن التعليمات صدرت منذ أيام من أجل التعبئة الشاملة لجميع أجهزة الدولة للقيام بالتدخلات اللازمة، لافتا إلى وجود خطة طوارئ مسبقة جاهزة للتعامل مع موسم الأمطار الحالي، مما ستدعي متابعة تنفيذها على أرض الواقع، وتعزيز التدخلات الجارية عند الاقتضاء. 

وأضاف أنه يطمئن جميع المواطنين في جميع الحوزة الترابية للبلاد، بأن الدولة تملك القدرة والعزيمة والاستعداد للتعاطي مع الحالات الاستثنائية الناجمة عن موسم الأمطار الحالي، في أسرع وقت، والتعاطي مع المواطنين ومواكبة أوضاعهم، مثمنا دور السلطات الإدارية والأمنية والمنتخبين وجميع أجهزة الدولة في تعاملهم مع الوضع الراهن في مدينة كيهيدي، ومع حالات مماثلة وقعت سابقا خلال هذا الموسم.

وحث رئيس البلاد المواطنين على التزام أقصى درجات الحيطة في ظل الظروف المناخية الحالية التي تشهدها البلاد؛ من أجل تفادي الخسائر الناجمة عن الأمطار، والاستتعداد لإخلاء أماكنهم ولو مؤقتا لتفادي المخاطر في مثل هذه الأوضاع.