سلط موقع أس أند بي جلوبال المختص في التحليلات الاقتصادية الضوء على تنامي الطلب الآسيوي على النفط الليبي، وقال الموقع الأمريكي إن شهية آسيا للنفط الخام الليبي تتزايد بشدة هذا العام مدعوما بعمليات تكرير كبيرة  وانخفاض أسعار كل من النفط والشحن.

ومن المتوقع أن يزداد الطلب في الأشهر المقبلة إذ بدأت الصين في زيادة مشترياتها من النفط الخام من ليبيا  بالتزامن مع انخفاض وارداتها من النفط الخام الأمريكي مع استمرار تهديدات بفرض تعريفات جمركية بين بكين وواشنطن حسبما ذكرت مصادر لموقع أس بي جلوبال.

والنفط الخام الليبي - وهو عادة خفيف ومنخفض في الكبريت ويخرج كمية جيدة من نواتج التقطير المتوسطة والبنزين - يحظى بشعبية كبيرة بين مصافي النفط في البحر المتوسط وشمال غرب أوروبا.

لكن طرابلس بدأت أيضا في إيجاد سوق مستقرة في آسيا  -التي تعد أكبر مركز للطلب على النفط في العالم- مع تركيز على  عدد كبير من شركات التكرير في الصين وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة والهند وتايلاند.

وقد تم تصدير أكثر من 20 ٪ من شحنات النفط الخام الليبية إلى آسيا حتى الآن هذا العام ، مقارنة بحوالي 10-15 ٪ في العام الماضي .

وتدفق حوالي 200 ألف برميل يوميا من النفط الخام الليبي إلى آسيا حتى الآن في عام 2018 ، مقارنة مع 75 ألف برميل يوميا في العام الماضي.

ويدعم ارتفاع التدفقات إلى آسيا أيضا من خلال الارتفاع المطرد في صادرات النفط الخام الليبية هذا العام، لطالما كانت الدرجات الليبية مثل سارير وزويتينة وأبو عطيفيل شائعة في المصافي الآسيوية ، لكن حتى المستويات الأخرى مثل سرتيكا  وآمنة و السدر بدأت الآن في التحرك شرقا.

كما دفع التهديد بفرض تعريفات جمركية على واردات الخام الأمريكية إلى الصين بعض المشترين الصينيين الرئيسيين نحو استيراد المزيد من الخام الليبي حسبما ذكرت المصادر.

وقال مصدر نشط في سوق الخام الليبي "هناك فجوة في السوق مع الصين تقلل بشدة من واردات الولايات المتحدة من الخام"، مضيفا  "لم نر أي تعريفة بعد لكن الصينيين ما زالوا لا يشترون الكثير من الخام الأمريكي، إنهم يبحثون في مكان آخر ويستفيد الخام الليبي من هذا الخلاف."

ربما تكون الصين قد أزالت الخام الأمريكي من قائمة المنتجات المدرجة في أحدث جولة من التعريفات الانتقامية ، لكن المصافي الصينية تواصل تخفيض العطلب على الخام الأمريكي ، متخوفة من عدم إمكانية التنبؤ بالنزاع التجاري المستمر.

وكانت بكين قد أزالت الخام من قائمة منتجاتها الأخيرة التي من المقرر أن يتم فرض  تعريفة على استيرادها تصل إلى 25٪ في 23 أغسطس بعد إدراجها في اقتراح سابق في يونيو.

وقال المتداولون إن النفط الخفيف الليبي له  فائدة أكبر لدى بعض شركات التكرير الآسيوية ، حيث أصبحت هذه الخامات أكثر قدرة على المنافسة ضد الدرجات المتنافسة المتوسطة.

وقالت مصادر متداولة إن الطلب على خامات أكثر خفة في بعض مراكز التكرير الآسيوية مثل الصين وسنغافورة كان أحد أسباب زيادة الشهية ، مضيفا أن "انخفاض أسعار بيع الخام الرسمية الليبية" يساعد أيضا.

وبدأت مصافي التكرير في الصين تدريجياً بإدارة قوائم النفط الخام  والتي تدعم مصالح شراء النفط من ليبيا والدول الأخرى التي تنتج درجات منخفضة من الكبريت.

وقد تضيق الفارق بين مقياس برينت الخفيف والخام  المتوسط في دبي بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية  مما يعكس التفاوت المتزايد بين الدرجات، وقد  عزز هذا الأمر من وضع النفط الخام الليبي في آسيا والذي يتم تسعيره على أساس خام برنت.

وشهدت الصادرات عودة مجموعة واسعة من المشترين إلى سوق الخام الليبي، لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، ولكن أيضا من أجزاء من شمال غرب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

ولا يزال إنتاج النفط الليبي حالياً فوق مليون برميل يومياً  -هو أعلى مستوى له منذ شهرين- مما يمثل انقلاباً كبيراً في ثرواته منذ أوائل يونيو الماضي عندما أدى القتال في محطات تصدير النفط الرئيسية إلى تراجع الإنتاج.

https://www.spglobal.com/platts/en/market-insights/latest-news/oil/082418-analysis-asias-growing-appetite-for-libyas-sweet-crude