تعيش ميليشيا الحوثي آخر أيامها بمدينة الحديدة في هزائم متتالية وانكسارات كبيرة وسط صفوف عناصرها بعد أن أحكمت قوات الشرعية سيطرتها على جميع بوابات المدينة الرئيسية، ووصل صدى المعارك العنيفة التي تخوضها إلى قلب المدينة الذي تجنبته القوات تحسباً لحياة المدنيين، ووصلت إلى مسافة 4 كيلو مترات من ميناء الحديدة عبر عملية التفافية حررت من خلالها مناطق عديدة في شمال المدينة، بينها كلية الهندسة وشارع الخمسين ومدينة الصالح السكنية.
وقالت مصادر عسكرية إن القوات المشتركة نفذت عملية التفافية عبر طريق صنعاء وخلف مطاحن البحر الأحمر وشارع الخمسين وتوغلت في اتجاه الشمال وصولا إلى كلية الهندسة التابعة لجامعة الحديدة، ومنها إلى مدينة الصالح التي لا تبعد سوى 4 كيلو مترات عن ميناء الحديدة، حيث تدور معارك عنيفة مع الميليشيا.
ووفقا لهذه المصادر فإن الخطة العسكرية تقضي بتجنب الدخول، وسط المدينة حفاظا على سلامة السكان بعد أن تمركزت عناصر الميليشيا وسط الأحياء السكنية وعلى أسطح المباني، وأن القوات ستواصل تقدمها شمالا إلى شارع جيزان، الطريق الدولي الذي يربط الحديدة بالسعودية.
وأوضحت المصادر أن القوات المشتركة بعد استكمال تطهير مدينة الصالح ستتقدم هذه إلى شارع جيزان وهو الطريق الذي يربط مدينة الحديدة ومينائها بمنفذ حرض على الحدود مع المملكة العربية السعودية. وفِي المحور الجنوبي قالت مصادر عسكرية إن القوات المشتركة تواصل تطهير محيط جامعة الحديدة من حقول الألغام التي زرعتها الميليشيا قبل فرارها، وأن هذه القوات ستعمل على قطع خطوط إمدادات الميليشيا من كافة أنحاء المدينة لإجبارها على الاستسلام أو الفرار، خاصة وأن الميليشيا عمدت خلال الأشهر الماضية الى حفر الخنادق في الشوارع والأحياء السكنية ونشرت القناصة ومدافع الهاون في المباني السكنية وشوارعها ما يعرض حياة السكان للخطر.
وكانت القوات المشتركة سيطرت في وقت متقدم على منطقة مطاحن البحر الأحمر وجولة الأقرعي، بدعم وإسناد من قوات التحالف، فيما نفذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات عنيفة على مواقع الميليشيا وتعزيزاتها وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. من جهته أكد قائد جبهة الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي أن العمليات العسكرية في محور الحديدة مستمرة حتى تحقيق النصر باستكمال تحرير مدينة الحديدة من قوات الحوثي.