أكد المتحدث الرسمي باسم للحركة الوطنية الشعبية الليبية، ناصر سعيد، أن الأزمة والمشكلة الليبية هي مشكلة أمنية، وليست مشكلة سياسية.
وقال سعيد، إن "مؤتمر جنيف" يتم الترويج له على أنه الحل الأمثل والدائم والأنجع للمشاكل التي تعاني منها ليبيا، وأنه طوق النجاة للشعب الليبي، واصفا المؤتمر بأنه "مؤامرة مكتملة الأركان وامتداد لسلسلة المؤامرات التي تحاك ضد ليبيا"، وللحديث بشكل أكثر تفصيلا عن المؤتمرات الدولية بشأن ليبيا، والرؤية الليبية حول مؤتمر جنيف، كان لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع المتحدث الرسمي باسم للحركة الوطنية الشعبية الليبية، وعضو اللجنة التنفيذية للحركة ناصر سعيد، وإلى نص الحوار
بداية.. حدثنا عن مسارات الحوار بين الأطراف الليبية بداية من موسكو إلى جنيف؟
في الحقيقة لم يكن هناك حوار بين الأطراف الليبية في موسكو، وانما كان لقاء جمع اللاعبين الأتراك والروس ودعي له القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، وما يسمى بـ "رئيس المجلس الرئاسي" للطلب إليهم بالتوقيع على اتفاق إيقاف إطلاق النار، ولم يكن هناك تحضير لهذا الاتفاق واشتراطاته وكأن المسألة هي صراع سلطة وليست حرب على الإرهاب، ولهذا رفض المشير التوقيع على تسليم البلد بيد المليشيات والإرهابيين وخذل إرادة الشعب الليبي في إسقاط مشروع الإخوان في ليبيا.
ثم جاء لقاء برلين لجمع الأطراف الليبية بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لتوحيد موقف المجتمع الدولي حول الأزمة الليبية، وإطلاق تعهدات بعدم التدخل في الشأن الليبي ووقف دعم الحرب الداخلية، وتمرير واعتماد مقترحات وخطة غسان سلامة رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، وانتزاع قرار دولي برعايتها وتنفيذها، ولم يكتب النجاح لهذا المؤتمر لعدم وجود تمثيل حقيقي للشعب الليبي، ولم يذهب اللقاء إلى نزع سلاح المليشيات وإنهاء وجود الإرهاب والتوقف الفوري عن دعمه وتمويله من قبل تركيا وقطر.
كيف رأيتم هذه المؤتمرات ونتائجها؟
الأزمة والمشكلة الليبية هي مشكلة أمنية، وليست مشكلة سياسية، وقد فشلت كل الحوارات بسبب وجود مليشيات وعصابات إجرامية مسلحة تهيمن على مفاصل ومؤسسات الدولة، وهي أداة لأجندات سياسية مؤدلجة وبنادق للإيجار، تتناحر على مدى ثماني سنوات تبث الرعب والخوف، وتفرض حالة من العبث وعدم الاستقرار، وحلت محل المؤسسات الأمنية والشرطية والعسكرية التي تدمرت بفعل التدخل الأجنبي الناتو، وإسقاط الدولة في يد الارهابيين عام 2011 م، وهناك جماعة متطرفة إرهابية معروفة لدى الجميع، لذلك فأن عقد مؤتمر والبلد على هذا الحال هو عبث وإطالة للأزمة الليبية، والحل يكمن في نزع سلاح المليشيات واجتثاث الإرهاب، ومن ثم نذهب إلى مؤتمر ليبي ليبي وداخل ليبيا معلوم جدول الأعمال ومن هي الأطراف التي ستحضر وهى التي تسمى مندوبيها.
أما المؤتمرات الخارجية التي تتحدث عن حوار بين مؤسسة عسكرية ومليشيات وإرهابيين فهذا يعد مراهقة سياسية وعبث وضحك على الدقون، ونراها أيضا صراع دولي حول المصالح وفرض الهيمنة والوصاية على ليبيا، وإعادة تصدير تنظيم الإخوان المسلمين للمشهد السياسي في ليبيا بعد أن خسر الانتخابات، وأصبح لا يملك أي حاضنة اجتماعية فهو تنظيم مرفوض يتنافى مع ثقافة ووعي الشعب الليبي وفهمه للإسلام.
برأيك..هل سيكتب النجاح لمؤتمر جنيف؟
مؤتمر جنيف يتم الترويج له على أنه الحل الأمثل والدائم والأنجع للمشاكل التي تعاني منها ليبيا، وأنه طوق النجاة للشعب الليبي في ظل حالة اللاستقرار وانعدام الأمن وانهيار الدولة ومؤسساتها، لكن إدراكنا لحقيقة المؤامرة التي تحاك عبر كواليس هذا المؤتمر والذى يراد من خلاله إعادة تدوير نتائج اتفاق أو لقاء الصخيرات واستئناف ما نتج عنه من قرارات وصاية مهينه، كما أن عرابيه يسعون من خلاله لتلميع الشخصيات المقيتة التي انتجتها الصخيرات أو تلك المتورطة والموغلة في دماء الليبيين وهدر أمواله وهي سبب ما تعانيه ليبيا من فشل وانهيارات على جميع الصعد طيلة السنوات الماضية، والحقائق والشواهد كثيرة على أن المؤتمر مؤامرة مكتملة الأركان وامتداد لسلسلة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا ولن يغفل عن فهمها المواطن الليبي ومنها:
- أغلب الشعب الليبي أو السواد الأعظم منه أن صح التعبير غير ممثل في المؤتمر فلا المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، ولا أنصار النظام الجماهيري اللذان يمثلان شريحة كبيرة من الشعب الليبي، بالإضافة إلى غياب تمثيل القوات المسلحة.
- غالبية الأطراف المدعوة لا تمثل الشعب الليبي فهم يمثلون تنظيمات إرهابية مؤدلجة أو يمثلون أنفسهم ونفوذهم بفعل هيمنتهم وسلطاتهم التي اكتسبوها بالقوة.
- اختيار الحضور بهذا الشكل، هو سيناريو مكرر للقاء الصخيرات وخاصة فيما يتعلق بالأعداد والشخصيات والأطياف التي يمثلونها وإقصاء متعمد لأغلب مكونات الشعب الليبي مما يؤشر إلى تكرار نتائج الصخيرات الذي ذهب إلى حل مشكلة الصراع على السلطة بين المؤتمر الوطني والبرلمان دون النظر للمشاكل الحقيقية وأنتج ذلك الصخيرات سلطة وصاية غير منتخبه.
- استمرار التدخل التركي في الشأن الليبي وإرسال المرتزقة والأسلحة لدعم بيادقهم والإرهابيين داخل العاصمة طرابلس على مراء ومسمع المجتمع الدولي والدول الراعية لمؤتمر جنيف من دون اتخاذ أي اجراءات لإيقاف هذا التعنت والإرهاب.
ماهي الأوراق التي يملكها المؤتمر لتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار؟
اعتقد أن المؤتمر لا يملك أي أوراق، فالهدنة شكلية ومهزوزة، والمليشيات تقوم باختراقات كل يوم، وتهاجم مواقع القوات المسلحة، وهي مسجلة وموثقة، كما أن تدفق المرتزقة والسلاح من تركيا منذ إعلان الهدنة يدل على أن المجلس الرئاسي والأتراك لا يقيمون وزنا للمجتمع الدولي أو لتعهداتهم المرتهنة بيد المليشيات والمرتزقة.
والحل لإيقاف إطلاق النار أشارنا إليه وهو يكمن في نزع سلاح المليشيات وهزيمة الإرهاب وإعادة المرتزقة من حيث أتوا وفرض سيطرت وبسط القوات المسلحة الأمن على كامل التراب الليبي.
ماهي قراءاتكم للوضع المستقبلي في حالة نجاح الهدنة وفى حال فشلها؟
لا نتوقع استمرار الهدنة في ظل انتشار السلاح والجماعات الإرهابية والقضاء عليهم من أولويات القوات المسلحة العربية الليبية لتحقيق الأمن والاستقرار في البلد، ومن ثم الذهاب إلى مرحلة انتقالية محدودة لتسير الأعمال الوزارية والتمهيد لإجراء انتخابات واعداد دستور للاستفتاء حوله.