كشف مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، القيادي الجهادي السابق نبيل نعيم، في حوار مع 24، عن أن الجماعة ستحاول جاهدة استقطاب القوى الغاضبة من أحكام البراءة التي حصل عليها مبارك وأعوانه في "قضية القرن"، بينما سترفض هذه القوى وضع يدها في يد الجماعة من جديد، كما أشار إلى أن الدول الممولة للجماعة والموالين لها هم المتحكمون في التظاهرات والفعاليات التي تدعو لها الجماعة بين الحين والآخر، وفيما يلي نص الحوار.

في ما يلي نص الحوار مع نعيم:

ما تعليقك على أحكام البراءة التي حصل عليها مبارك ونجلاه ووزير داخليته و6 من كبار مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في "قضية القرن"؟

الحقائق والأدلة المقدمة من النيابة العامة هي التي تتحكم في الأحكام التي يصدرها القاضي، وهو ما حدث في هذه القضية، فالقاضي أصدر حكمه بناءً على الأدلة التي قدمتها النيابة، التي أكدت منذ البداية أن هناك صعوبة شديدة في جمع الأدلة، لكن هذا لا يعني أن مبارك بريء بالفعل، ولكن نظامه ارتكب جرائم ولذلك قامت على نظامه ثورة أطاحت به.

هل ترى أن القيادة السياسية في الوقت الحالي ستكتسب أعداءً جدد بسبب تلك الأحكام؟

بالطبع، وذلك لأن طبقة المثقفين والمتخصصين هم فقط من سيهتمون بقراءة حيثيات الأحكام، لكن عوام الشعب لن يهتموا بقراءة حيثيات الحكم التي تشرح الأسباب والحجج القانونية التي استندت إليها الأحكام، وهو ما سيولد لديهم الحقد من خلال نظرية المؤامرة بأن هناك اتفاقاً بين القيادة السياسية في الدولة وبين القضاء؛ من أجل الحكم بالبراءة على النظام القديم، لكن الحقيقة أن لا أحد له سلطة التدخل في أحكام القضاء.

هل ستحاول الجماعة استقطاب هؤلاء الأعداء الجدد، إضافة للقوى الثورية التي اعتبرت أن ثورة 25 يناير أجهضت عقب هذه الأحكام؟

بالطبع سيحاول الإخوان استقطابهم لصفهم، من أجل تحقيق مكاسب تصب في صالح الجماعة، ولكني أستبعد أن ينجح الإخوان في استقطاب أي منهم؛ نظراً لأن الغاضبين من الأحكام يكرهون الإخوان أكثر من كراهيتهم لمبارك، والقوى الثورية ترى أن الإخوان كاذبون وسبق أن ركبوا موجة ثورة 25، يناير ووصلوا من خلالها للحكم دون عناء، وبالتالي فلا أحد سيضع يده مجدداً في يد الإخوان.

كيف تقرأ الفشل الذي مُنيت به ما تسمى بـ "الثورة الإسلامية"؟

الجبهة السلفية وجماعة الإخوان ليس لديهم قدرة الحشد وهم مكروهون شعبياً، وهم على علم ويقين بذلك، ولكن التمويل الذي يأتي لهم من بعض الدول يتطلب أن يكون له مقابل من عمل ميداني، وهو ما يجعلهم من وقت لآخر يقومون بعمل فعاليات وتظاهرات.

هل هذا معناه أن الجماعة قد تتراجع عن دعواتها لإحياء ذكرى 25 يناير خوفاً من تكرار سيناريو فشل "الثورة الإسلامية"؟

الجماعة أصبح لا يعنيها الفشل بقدر ما يعنيها تنفيذ مطالب الدول الممولة، فالجماعة وأعوانها يتخذون من التظاهرات والفعاليات "سبوبة"، وما دامت الدول الممولة مازالت تطلب إرباك المجتمع واستمرار أعمال العنف، ستنفذ الجماعة ذلك.

كيف تقرأ المشهد السياسي المصري الآن؟

المشهد السياسي في مصر يؤكد أن الشعب يريد الاستقرار، ويقف وراء القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي بوصفه عنصراً من عناصر الاستقرار.

بما أن معركة الانتخابات البرلمانية تدق الأبواب، ما هو توقعك حول نسبة التيار الإسلامي تحت قبة البرلمان؟

أتوقع أن ينجح عدد من أعضاء حزب النور في دخول البرلمان، ولكن نسبة مقاعدهم ستنحصر ما بين 10 إلى 15 مقعداً على الأكثر، والتصويت الذي سيحصل عليه النور سيكون من خلال أعضائه، حيث إن الحزب لا قاعدة شعبية له في الشارع المصري، حيث إنه لا يقدم سوى التفاهات.

كيف ترى مستقبل التيارات الإسلامية في المستقبل؟

التيار الإسلامي تراجع جداً بسبب ممارسات الإخوان، وفرص عودة الجماعة - أكبر قوى التيار الإسلامي - ضعيفة جداً، ولكنها ستحاول العمل، وهذه المحاولات قد تتعافى وقد تتلاشى.

في اعتقادك ما هي الاستراتيجية التي قد تلجأ إليها الجماعة من أجل العودة للساحة السياسية من جديد، بعد فشل استراتيجية العنف التي كانت تتبناها؟

قضت الجماعة، بتماديها في العنف واستعداء الشعب المصري، على فرص عقد مصالحة بينها وبين الدولة؛ لأن أي نظام سيحاول الجلوس مع الإخوان من أجل عقد مصالحة سيسقط شعبياً.

هل هذا يعني استحالة عقد مصالحة بين الدولة والجماعة؟

في الوقت الحالي استحالة بأي حال من الأحوال، لكن الأمر قد يستغرق سنوات من أجل أن يتم ذلك، وفي وجهة نظري الشخصية لابد أن يتم القضاء على الجماعة تماماً، وألا تعود من جديد.

بعيداً عن السياسة الداخلية، كيف ترى تهديد تنظيم داعش على مصر، ولاسيما أن تهديدها أصبح على الحدود الغربية أيضاً، بعد سيطرتهم على مدينة "درنة" الليبية؟

لا تهديد على مصر من داعش، فمصر تمتلك جيشاً قوياً قادراً على حماية حدودها وأراضيها، ولا قدرة لداعش على مواجهة جيش مصر، فهو تنظيم يكتسب قوته من ضعف الأنظمة وقواتها المسلحة، والدليل على ذلك أن الدول التي فرض فيها داعش سيطرته هي الدول التي لا تمتلك مؤسسات أو جيش يحمي أراضيها كسوريا ولبيبا والعراق، لكن الأمر مختلف في مصر عن هذه الدول.

*نقلا عن 24 الاماراتي