أكد مؤسس تنظيم الجهاد السابق بمصر نبيل نعيم، اليوم الأحد، تحالف جماعة الإخوان المسلمين مع تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. 
 

وقال نعيم في حواره خاص مع "24" (الإماراتي) ، إن أعمال العنف الإخوانية "لن تؤثر على مصر، وستنهار تلك الجماعات الإرهابية حتماً"، مشيراً إلى أن "استمرار تلك الجماعات الإرهابية بالمنطقة مرتبط بالدعم الأمريكي المقدم لها".

وفي ما يلي نص الحوار مع نعيم:

في إطار تزايد العمليات الإرهابية داخل مصر، ومع رفع أحد العناصر الإخوانية خلال مظاهراتهم علم تنظيم الدولة الإسلامية، هل من الممكن استنباط وجود تحالف إخواني داعشي؟
بالتأكيد هناك تحالف يجمع بين الإخوان وتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك يعود للتقارب بين أيديولوجيتي الطرفين ونزوعهما للعنف، وهو ما يفسر حمل الإخوان لراية داعش في مسيراتهم، كذلك إذا أمعنا النظر فسنجد أن إحدى التهم الموجهة للرئيس الأسبق محمد مرسي هي التخابر مع أيمن الظاهري، ومطالبته بإرسال أعضاء من تنظيم القاعدة إلى سيناء، وهو ما يثبت ضلوع الإخوان في نهج العنف والإرهاب، ويعكس أيضاً توجههم القادم في إدارة صراعهم مع الدولة المصرية. 

كيف تبلور التحالف بين داعش والإخوان؟
هذه الكيانات تحمل نفس الفكر ونهج العنف والإرهاب والتكفير، وتظهر سبل التحالف بين الطرفين في العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين في سيناء، من خلال ما يعرف باسم "تنظيم أنصار بيت المقدس" وغيرها من الكيانات الإرهابية.

ما هو تأثير تمدد تلك الجماعات الإرهابية على المنطقة؟
مثل هذه الجماعات سيكون لها تأثير في المناطق الضعيفة والتي تشهد فعلياً نزاعات عديدة، مثل العراق وسوريا وليبيا، إذ إنها دول أصبحت مدمرة، ولا تتمتع بالأمان الكافي أو الأمن لمواجهات هذا الخطر، وأتوقع ظهور ونمو هذه الجماعات في دول مثل لبنان والأردن، خاصة أن بها خلافات طائفية، ووجود كبير للجماعات الإرهابية، وأيضاً لا تتمتع بأجهزة أمنية تتصدى لمثل هذه الجماعات بالشكل المكثف الكافي.

وماذا عن تأثيرهم على مصر؟
شهدنا موجة من العنف الإخواني الممنهج، ولكن سرعان ما تداركته الأجهزة الأمنية، وتصدت له بكل حزم وقوة، وها نحن اليوم نشهد انهيار وتراجع هذه العمليات الإرهابية، التي أثبتت فشل جماعة الإخوان المسلمين، وعدم قدرتهم على التغيير في الخارطة المصرية، لاسيما مع رفض الشارع لهم ولمواقفهم المعادية للدولة، التي تعتبر ضد مبدأ المواطنة.

ومصر تواجه الإرهاب، وتنجح في ذلك مع تماسك أهلها وشعبها، وتوحدهم ضد تلك العناصر والجماعات الإرهابية، التي تشكل خطراً كبيراً الأمن القومي المصري وعلى أمن المنطقة بشكل عام. 

هل تعتقد أن بوسع داعش استقطاب الشباب من جماعة الإخوان؟
هذا أمر من المتوقع حدوثه ولا أستبعده، خاصة مع فشل الوجود الإخواني في مصر، وسيُحاول أعضاء الجماعة التقرب من الجماعات الإرهابية كما يحدث حالياً، كي يُثبتوا وجودهم على أرض الواقع، لكن كما ذكرت سابقاً، الجماعة والأعمال الإرهابية لن تدوم في مصر وحرب الإرهاب باتت قصيرة، وحتماً سيختفي الإرهاب تماماً من الشارع المصري، الذي أصبح رافضاً تماماً بهم. 

وما مصير جماعة الإخوان في ظل الحديث عن محاولاتهم التسلل مجدداً للمشهد السياسي؟
الجماعة كتبت شهادة وفاتها بيدها ولا مجال لرجوعها، خاصة مع استهداف المدنيين وتضرر المواطنين بشكل مباشر، فلا يوجد ما يفسر استهداف وسائل النقل العام أو سيارات الجنود والشرطة، فهذه كلها أعمال إرهابية تقضي على مصير الجماعة، وسرعان ما ستنتهي قريباً، ولن تستطيع العودة للمشهد السياسي أبداً، من منطلق كل تلك الأسباب التي ذكرتها، والتي أهمها الرفض الشعبي للجماعة.

البعض دعا إلى مصالحة سياسية مع الإخوان، وظهرت العديد من المبادرات في هذا الإطار، فكيف ترى تلك الفكرة؟
لا مجال للمصالحة معهم، بعد وجود دماء بينهم وبين الشعب المصري، الأمر لم يعد بيد الحكومة أو الرئيس عبد الفتاح السيسي، بل بيد الشعب، والشعب يرفضهم. إنهم متعصبون ويرفضون ما في صالح الوطن، ويعلون مصلحتهم الفئوية على الوجود الوطني، وهذا سبب فشلهم في الحكم خلال العام الذي حكموا فيه مصر، باختصار "الإخوان يحفرون قبورهم بأيديهم، ولا مجال للمصالحة".

متى تتوقع أن تنتهي موجة العنف التي تشهدها المنطقة؟
ستنتهي موجه العنف والتي تأتي على يد جماعة الإخوان وتنظيم داعش والجماعات التي على شاكلتهما، حينما تنتهي مصلحة الولايات المتحدة منهم، فوجودهم مرهون بأمريكا، وهم يلعبون دوراً وظيفياً في المخطط الأمريكي الكبير، وأعتقد أن الولايات المتحدة ستظل تمولهم وتدعمهم كما تفعل كل من قطر وتركيا حتى ينتهي دورهم ويتم خلق جهات جديدة، كما فعلت أمريكا مع داعش وكما دعمت تنظيم الإخوان في العالم.

 

*نقلا عن "24" الإماراتي