انكب ثلة من الباحثين والمختصين المغاربة والأجانب، يوم الجمعة بالرباط، على مناقشة قضايا تدبير التعددية اللسانية والثقافية ومستقبل اللغة الأمازيغية، وذلك في إطار ندوة تستمر ليومين تنظمها الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة.

وقال رئيس الشبكة، أحمد أحرموش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اللقاء، الذي ستقدم ضمن أشغاله تجارب عالمية رائدة في مجال تدبير التنوع اللساني والثقافي في احترام تام للديمقراطية وحقوق الإنسان، يدخل ضمن الجهود التي تبذلها الشبكة من أجل تسريع إعداد نصوص تطبيقية لترسيم اللغة الأمازيغية.

وقد بينت عدة تجارب دولية مثل تجربة النرويج، التي تنظم سفارتها بالرباط بصفة مشتركة هذا اللقاء، وسويسرا الاتحادية، وإقليم كيبيك، أن بالإمكان الوصول إلى تدبير مماثل للتنوع الثقافي (يعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان). كما رسخت هذه التجارب التنوع باعتباره اختيارا استراتيجيا في مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية شأنه تعزيز الديمقراطية وترسيخ قيم التسامح والمساواة.

ويتعلق الأمر كذلك بتبادل وجهات النظر حول مستقل اللغة الأمازيغية في المغرب على ضوء ما تضمنه الدستور الجديد من مقتضيات.

وبالنسبة للمناضل والكاتب والشاعر الجزائري الأمازيغي، إبراهيم تزغارت، فإنه بعد الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية في المغرب، أصبحت الإشكالات المطروحة الآن تتصل "بكيفية جعلها لغة للمعرفة والعلم وتدبير شؤون الدولة، وبالآليات التي يجب أن تضعها الدولة حيز التنفيذ من أجل تفعيل الطابع الرسمي لهذه اللغة على أرض الواقع".

ويعرف هذا اللقاء الذي ينظم تحت شعار "مستقبل الأمازيغية على ضوء التجارب الدولية: ما هي الحلول الملائمة من أجل تدبير جيد للتنوع اللساني والثقافي بهدف ضمان انتقال ديمقراطي واحترام حقوق الإنسان¿"، مشاركة عدد من المختصين الدوليين، والفاعلين المؤسساتيين وممثلي المجتمع المدني المغربي، وبرلمانيين، وصحفيين وباحثين.

كما سيعرف تنظيم جلسات موضوعية لتبادل الآراء حول سبل مواجهة التحديات التي يطرحها التعدد الثقافي بالمغرب وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.