تعيش الدول المغاربية على وقع أحداث متسارعة جعلتها تتجنّد من أجل حماية حدودها وأمنها الداخلي، وذلك بسبب تنامي نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة واستفادتها من الانفلات الأمني في ليبيا. وقد شكل تنظيم الدولة الإسلامية فارقا في كيفية التعامل مع الآتي، خاصّة مع وجود حرب زعامات واقتتال داخل التنظيمات الجهادية التي لم تحسم أمرها بعد بخصوص خلافة أبي بكر البغدادي.

أكد مصدر أمني أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يشهد منذ أسابيع انشقاقات واسعة قد تؤدي لاقتتال داخلي وأن مجموعة كبيرة من المنشقين تحضّر لإعلان البيعة لأمير الدولة الإسلامية.

وذكرت صحيفة “الخبر” الجزائرية، أن الأمن الجزائري يتابع باهتمام كبير أنباء متسارعة حول انشقاقات واسعة في القاعدة في بلاد المغرب، وحالة تمرد يقودها عدد من أمراء التنظيم، ضد عبد المالك درودكال قائد التنظيم من أجل إزاحته والإسراع في إعلان الولاء لأمير الدولة الإسلامية أبي بكر البغدادي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني أن الانشقاق بدأ قبل أكثر من شهر وأن القاعدة قد تتحول إلى تنظيمين أحدهما يتبع البغدادي والثاني أيمن الظواهري.

وأضاف أن عددا من أعضاء القاعدة، رأوا أن درودكال لن يحسم موقفه من خلع البيعة التي أعطاها للظواهري، وهو ما يناقض موقفه الأول الذي انتقد علنا، وفي بيان نشر قبل أكثر من سنة، جهود تجنيد الجزائريين والمغربيين للقتال في سوريا بدلا من محاربة فرنسا في شمال مالي.

وأوضح المصدر أن هذا الموقف كان في البداية يعني أن درودكال يقف ضد جبهة النصرة التي احتضنت في البداية القادمين من دول المغرب العربي، ورغم أن انتقاد درودكال لعمليات التجنيد كان يعني انتقادا مباشرا للظواهري، إلا أن درودكال بقي على بيعته القديمة للظواهري.

يشار إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جدد في بيان نشر على الانترنت البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مؤكدا رفض إعلان الخلافة في العراق وسوريا.

وقال بيان للتنظيم نشر عبر الانترنت: “نؤكد أننا مازلنا على بيعتنا لشيخنا وأميرنا أيمن الظواهرى فهي بيعة شرعية ثبتت في أعناقنا ولم نر ما يوجب علينا نقضها”.

وأكد التنظيم أن البيعة للظواهري “هي بيعة على الجهاد من أجل تحرير بلاد المسلمين وتحكيم الشريعة الإسلامية فيها واسترجاع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة”.

وانتقد التنظيم الذي ينشط في شمال وغرب أفريقيا إعلان الخلافة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وتساءل “كيف يتم إعلان كهذا من دون مشورة قيادات المجاهدين الذين ثبت صدقهم وبلاؤهم ونصحهم للأمة وسعيهم لإقامة الخلافة الراشدة”.

ودعا التنظيم القيادات الجهادية البارزة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الظواهري وزعيم تنظيم الدولة الاسلامية إلى الاجتماع على كلمة سواء، وإصلاح الخلل داخل البيت الواحد بعيدا عن الإعلام.

وفي سياق متصل، كشف تقرير أعده المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية أن عدد المقاتلين الذين ينحدرون من دول المغرب العربي (تونس، الجزائر، ليبيا والمغرب وموريتانيا)، في صفوف ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وكذا جبهة النصرة في سوريا يقدر بحوالي 8000 مقاتل.

وأكد التقرير أن من بين هؤلاء يوجد 3000 من جنسية تونسية و2500 مقاتل من ليبيا، و1200 مقاتل من جنسية مغربية، وحوالي 1000 جزائري وعشرات الموريتانيين.

وتشير المعطيات والتقارير المختلفة، الصادرة عن هيئات متابعة لنشاط الجماعات الجهادية، في المنطقة العربية، أن أغلب مقاتلي الدول المغاربية خاصة التونسيين والليبيين، ينشطون ضمن تنظيم “داعش” أو ما يعرف حاليا بدولة الخلافة، فيما ينشط أغلب الجزائريين والمغاربة، ضمن تنظيم القاعدة أو جبهة النصرة في سوريا وبضع مئات منهم فقط في العراق.

وتثير عودة هؤلاء المقاتلين الذين يشكلون النواة الأولى لما يعرف بدولة الخلافة الإسلامية التابعة لداعش، قلق الدول المغاربية التي تحاول التضييق على الجهاديين عبر إجراءات أمنية يعتبرها المسؤولون الحكوميون مشددة في حين يعتبرها خبراء أمنيون وعسكريون غير كافية لمكافحة الإرهاب واجتثاثه.

وتطرح عودة المقاتلين من سوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية العديد من التساؤلات خصوصا حول الاستراتيجيات الأمنية وكيفية التعامل معهم، باعتبارهم أول نواة لتشكيل إمارة إسلامية، كما يحلم بها الظواهري وأنصاره، في الأراضي الليبية وتوسيع نفوذها وجغرافيتها إلى خارج درنة الليبية.

المقاتلون المغاربة في داعش8000 مقاتل مغاربي يتوزعون كالآتي:

* 3000 من جنسية تونسية

* 2500 مقاتل من ليبيا

* 1200 مقاتل من جنسية مغربية

*حوالي 1000 جزائري

* وعشرات الموريتانيين

 

*نقلا عن العرب اللندنية