فتح قلبه للبوابة فتحدث  نائب امين عام حركة النهضة ووزير العدل في حكومة الترويكا نورالدين البحيري طيلة ساعتين ونصف كما لم يتحدث من قبل عن تجربة النهضة خصوصا ًو الترويكا عموما في الحكم وعن موقف الحركة من الترشحات للانتخابات الرئاسية وعن ترشحه كرئيس قائمة في الانتخابات التشريعية وعن حظوظ الحركة في الفوز بعد خروجها من الحكم وعن الهنات التي رافقت حكم الترويكا وخاصة الارهاب 

والتفاصيل في الحوار التالي:    

انت مترشح عن دائرة محافظة بن عروس لتنافس اسماء معروفة على غرار مية الجريبي فهل ترى انه لديك حظوظا وافرة لمواجهة منافسة شرسة ؟

اترأس قائمة في محافظة ( ولاية) تستحق العمل والجهد الكبير لتطوير أوضاعها وهي جهة مركبة لانها منطقة صناعية وفلاحية وسياحية الا انها للاسف تعاني من التلوث كما تتوفر على الاثار وايضا للأسف الشديد لم تلق حظها في الفترات السابقة ربما قلة انتباه او اسباب سياسية ورغم مجهود الدورة الماضية لإنجاز المشاريع فاقت نسبة إنجاز المشاريع 80بالمائة لكن مازالت في حاجة لمجهود كبير كما انه تربط بيني وبين حمام الانف علاقة وجدانية لاني أقمت فيها  وهي تستحق التضحية وتحتاج لمقاومة التلوث وإرجاع النظافة لجهتها الساحلية التي تنطلق من رادس الى حدود برج السدرية وإعادة الحياة لهذه الشواطىء

وهناك مشروع البحيرة الجنوبية في ولاية بن عروس وانشاءالله نبذل كل الجهد لتعميرها وتنطلق أشغال البناء فيها اضافة الى فتح ابواب التشغيل وهي تحتاج الى حماية المناطق الفلاحية ومساعدة الفلاحين وتوفير المياه الصالحة للري 

وبخصوص المنافسة مع المترشحين فهو تنافس على خدمة بلادنا ليس على مكسب شخصي والعضو بالمجلس هو مسؤول على خدمة الناس وبالنسبة لي هو شرف لي ان اخدم شعبي خاصة في بن عروس التي ابادل أهلها نفس الحب واعتقد ان حظوظي وافرة امام المنافسين ونلتزم من جهتنا ان تكون شريفة ونظيفة ونتمنى ان تكون كذلك من الطرف الاخر

ومن اين تستمد كل هذه  الثقة؟

 اعتبر ان حظوظ حركة النهضة وافرة جدا لان بن عروس هي قلعة من قلاع الدكتاتورية وتتوفر على نخبة وعامة وشعورها بالانتماء للثورة عميق وتمسكها بإنجاز استحقاقاتها كبير جدا وهي متمسكة  بالهوية العربية الاسلامية وهي من المواقع المهمة لحركة النهضة 

كما ان جهة بن عروس أعطت النهضة 90الف صوت في الانتخابات السابقة اي انها من الولايات التي تحتل مرتبة الصدارة لمن صوتوا للنهضة ومازلنا نشعر بارتباطها الوثيق للنهضة ليس كحزب لكن كتعبير لقيم العطاء والتضحية والدفاع عن الناس والتواضع لهم وتحسن خدمتهم حتى ان النساء يستقبلوننا بالزغاريد في حملاتنا الانتخابية من متحجبات وغير المتحجبات 

كما انه داخل ابناء الحركة هناك احترام كبير والمجلس الجهوي بمحافظة بن عروس جدد الثقة في كل الاعضاء المنتخبين في المجلس التاسيسي وهو عامل قوة للقائمة وبين مسؤولي حركة النهضة علاقات جيدة وثقة كبيرة تمكننا من تعزيز نجاحنا في المنطقة وننتظر النجاح لخدمة شعبنا وان نكون الأوفياء الصادقين مثلما يتوسمون فينا 

والمهم ان معيار النجاح في الانتخابات القادمة ليس بعدد ما نحصل عليه من مقاعد بل معيار وطني يتعلق بنجاح العملية الانتخابية وكثافة المشاركة فيها وان تكون الانتخابات نزيهة وشفافة وان تكون الجسر بين تونس الماضي بما فيها من استبداد وظلم وتعد على الحرمات ونهب للثروات الوطنية وبين تونس الجديدة التي طالما حلم التونسيون  بها نساء ورجالا تونس الديمقراطية المدنية الحديثة وتونس الحقوق والواجبات على أساس احترام المواطنة تونس التي تحمي امن التونسيين وتحفظ أرواحهم وأعراضهم وهي التي توفر للتونسيين والتونسيات مهما كان انتماؤهم الديني والعرقي والسياسي والجهوي الحق في الحياة الكريمة من تعليم وصحة وعلاج وسكن لائق 

المهم ليس المقاعد ولو كانت همتنامتعلقة بالسلطة لما خرجنا من الحكم

هل تعتقد ان حركة النهضة مازالت لها نفس الحظوظ السابقة في الفوز بالانتخابات بعد خروجها من الحكم؟

راجعي شريط الاجتماعات العامة التي نظمناها على طول البلاد وعرضها من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب  لنرى ان ليس هناك حزبا جمع ما جمعناه

النهضة هي الحزب الوحيد القوي المنضبط الذي ليس فيه من يقول "رضيت بالهم ومارضاش بي" او يوجد في اعضاء حزبي من يريد اغتيالي 

لكن التاريخ مرة اخرى يجعلنا في الطليعة من خلال تواجدها  وبرامجها المعتدلة وعلاقات خارجية نسجتها الحركة   ورئيس الحركة حاليا يجوب عديد البلدان ،الجزائر، السعودية ، تركيا، الولايات المتحدة الامريكية ، فرنسا والآن الصين الشعبية 

كما تتوفر الحركة على العقل والقبول الدولي والإقليمي واليوم اصبحت مطلوبة للتدخل لحل الخلافات في ليبيا ووضعها مهم وتدخلت سابقا في تركيا 

لكن خروجكم من الحكم يعود  حسب المتابعين للساحة السياسية في تونس الى قلة خبرتكم في الحكم وفشلكم في ادارة دواليب الدولة فماهو ردك؟

بعض الاطراف للاسف الشديد مصرة على افتعال المشاكل لتدمير تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس وهو امر معلوم في الداخل والخارج وعندما فشلت كل محاولات إجهاض التجربة من خلال الاعتصامات وتعطيل السكك الحديدية والمناجم والحملات الاعلامية المفبركة تعي شيئا واحدا وهو غاية الدفع نحو الفراغ بحل المجلس التاسيسي وإقالة رئيس الجمهورية والحكومة والذي يكون واعيا بهذه الحقائق ويحظى بشيء من الدعم الخارجي من خلال التغطية الاعلامية والتمويل والديبلوماسية والذي تتعلق همته بإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي وتوفير كل الفرص على من يكيد لها لا يحق له ان يدفع البلاد الى المأزق لان ذلك لا يخدم الامن يريدون تدمير التجربة الديمقراطية

 ولكن نحن في مواجهة ذلك اخترنا طريقا اخر وهو تقديم التنازلات مهما كانت مرة ومؤلمة حتى نفوت الفرصة على بعض الاطراف  وحماية بلادنا من الهزات والفتن ودفع كل القوى السياسية بمافيها المتورطة في عملية الكيد للثورة الى خيارات جماعية توافقية تقدم فيها الحركة ماهو مفروض عليها وتضعهم امام الامر الواقع وتدفعهم الى الانخراط في عملية اعادة البناء السياسي والمؤسساتي

 ونحن فخورون بان كل بلدان العالم بجميع قواه تعترف للحركة من خلال تنازلها على الحكم بالخدمة الكبيرة التي قدمتها لثورة تونس وأمنها وللربيع العربي حتى اصبحت تونس هي الاستثناء في المنطقة والعالم والحركة في حركات الاسلام السياسي والوطني والثورية استثناء تونسي وثبت مالا يدعو للشك ان الحركة مثلما كانت العمود الفقري لمقاومة الاستبداد فهي العمود الفقري لإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة وهي العمود الفقري للخيار الوطني المعتدل في الحركات الاسلامية 

لكن في عهدكم سجلت تونس ارتفاعا صاروخيا  للأسعار وتفشى الارهاب فصار المواطن العادي يحن لزمن بن علي أليس كذلك؟

نحن لا ندعي لا العصمة ولا امتلاك الحلول لكل المشاكل وبقدر ما حققنا من نجاحات تاريخية بقدر ما نحن لا نستطيع تقييم هذه التجربة القصيرة من افريل 2011 الى 2014 وتحملنا المسؤولية في ظروف استثنائية في البلاد 

نتحدث عن الارهاب ًو نتناسى عمدا ان الارهاب موجود في البلاد منذ عهد المخلوع في سليمان وتوزر والكاف كما انها ليست ظاهرة تونسية فالجزائر عاشت الارهاب طيلة عشرية كاملة وكذلك أروبا 

وتناسوا أشياء اخرى  ويحملون النهضة المسؤولية بينما الارهاب كان نتاج سياسات اقتصادية واجتماعية ودينية وفرت المناخ الملائم لنشوء الظاهرة واتساع دائرتها في بلاد العالم وللأسف نرى بعض الذين كانوا في الحكم في الفترة السابقة وخارج الحكم داعين لسنوات وضع سياسات تمس من الحريات وتعادي ظاهرة التدين بل تعادي الدين أصلا وتمارس الاضطهاد ضد المتدينين نساء وشيوخها وعجائز وأطفالا صغارا فكانوا طرفا فاعلا في توفير ظروف تنشئة الارهاب واتساعه وتونس لم  تخل من الارهاب في عهد الباجي 

وأريد ان أوضح ان بلادنا عاشت بعد الثورة مرحلة من أحلك فترات تاريخها خاصة بعدما تعرضت اليه المؤسسة الامنية من حرق للمراكز وشن حملة ظالمة ضد الأمنيين وتخويفهم وترهيبهم والخلط بين الأمنيين الذين ارتكبوا تجاوزات وبين أغلبيتهم الذين هم من ابناء الشعب 

هؤلاء يتناسون انهم هم الذين اصدروا قانون العفو العام وهم الذين مكنوا المحكوم عليهم في قضايا ارهابية من الخروج من السجن ومن العودة من المنافي لأرض الوطن وهم يتناسون كذلك ان حكومة "الترويكا" هي التي تصدت للعمليات الارهابية من خلال تطبيق قانون الارهاب وهي التي أعلنت تتظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا وهي التي أصلحت أوضاع المؤسسة القضائية والعسكرية وما يتحقق اليوم من نجاحات هو نتاج للجهود المبذولة في عهد حكومة الترويكا 

وحركة النهضة باعتبارها حركة إسلامية معتدلة وخياراتها ومواقفها مثلت حاجزا رئيسيا ضد التطرف والغلو وضد الارهاب بإشاعة روح التسامح ورفض التكفير والتصدي لاستعمال العنف وعموما الترويكا حكمت تحت ضغط الاستفزاز وتحت ضغط كبير لما هو موجود في ليبيا والمخاطر الامنية 

كما ان السلاح الذي دخل في عهد حكومة الباجي قائد السبسي لا يحصى ولا يعد وانا لاالوم عليه لان البلاد حينها كانت في حالة ثورة ومفتوحة امام الجميع  ولكن نحن بعثنا منطقة عازلة وتصدينا لدخولها 

 

يفترض أنكم قمتم بتقييم تجربة حكمكم فماهي الأخطاء التي وقفتم عندها لتجاوزها ان منحتكم الانتخابات القادمة فرصة العودة للحكم؟ 

اكبر خطأ كان في الفترة السابقة هو عدم توسيع اكثر ما يمكن في دائرة الاحزاب المشاركة في الحكم لان التجربة كانت ناجحة نعم ولكن الحكم بقاعدة أوسع كان ضرورة لمن نتفطن لها لا نحن ولاشركاؤنا  لانه في تلك الحالة نضمن الجميع في دائرة البناء وتقليص دائرة المعارضين الذين تجاوزوا المعارضة الإيجابية الى التخطيط لتدمير التجربة خاصة وانه ثبت في ذهنهم ان الحكومة هي النهضة فاختاروا تدمير الكل 

 

وثانيا على مستوى اقتصادي لم نختر منوال تنمية وخيارات اقتصادية بديلة لخيارات النظام السابق حتى وجدنا أنفسنا اسرى لمنوال التنمية القديم ولخيارات اقتصادية جاءت في مشروع الميزانية التي أعدتها حكومة الباجي قائد السبسي 

 

ثالثا لم نتفطن الى ان حاجة البلاد لتغيير القوانين والتشريعات وجعلها مساعدة على تحقيق برنامجنا الانتخابي في كل المجالات كان يقتضي ان تكلف الحكومة بسن التشريعات بواسطة المراسيم بما يمكن المجلس التاسيسي من التفرغ لصياغة الدستور والتعجيل في ذلك ربما يمكن الحكومة من تفعيل الأرضية التشريعية والقانونية لإنجاز المشاريع

 

رابعا اننا اخترنا سياسة توسع اقتصادي وضخ ميزانية كبيرة جدا للتنمية الجهوية دون ان نكون على وعي  بمدى قدرة البلاد على استيعاب تلك الميزانية وعلى إنجاز المشاريع المبرمجة في مجالها

ولكن مع كل ذلك لا احد يمكنه ان ينكر ان الحكومة حققت نجاحات سيكون لها تاثير كبير على مستقبل البلاد أولها على مستوى سياسي من خلال التوافق على الدستور والمحافظة على وجود الدولة وتقويتها وحماية الحريات والحقوق وتأمينها على مستوى اقتصادي من خلال وضع حد لانهيار الاقتصاد الوطني وتحقق نسب نمو هامة جدا حيث ارتفعت من دون 2 بالمائة في عهد حكومة الباجي الى 3 فاصل 6 بالمائة في عهد الترويكا الاولى والتخفيض في نسب التضخم والعجز والبطالة من 19بالمائة في عهد الباجي الى 15 بالمائة وثالثها اجتماعيا من خلال ما تحقق للتونسيين في مجالات مساندة العائلات المعوزة والسكن الاجتماعي وإيصال الماء الصالح للشراب والكهرباء وتعبيد الطرقات وإنجاز المسالك الفلاحية وفي هذا المجال فاقت النسبة ما تحقق في الخمس سنوات الاخيرة حكم المخلوع وهذا ثابت من خلال ما نشره معهد الإحصاء من معطيات 

 

تداولت وسائل الاعلام المحلية بعض القضايا المنشورة ضدك فهل من توضيح؟

 

بعض الناس احترفوا الافتراء على غيرهم ًو أستهدفوا خاصة النهضة وبعض قياداتها باكاذيب لا حدود لها ظنا منهم انه يمكنهم الفوز في المنافسة بهذه الأساليب غير الشريفة والحمدلله ان الايام اثبتت ان هناك عملا منظما أطرافه بعض أعداء الحركة والثورة وبعض وسائل الاعلام المدعومة بلوبيات المال والفساد المتضررة من ثورة وإجراءات كان لي شرف اتخاذها عندما كنت وزيرا للعدل

 ولولا ذلك ماكانت بعض الاتهامات تلقى صدى في وسائل الاعلام وانا احترم الإعلاميين لاني كنت منهم وادعوهم بكل لطف الى التحري في المعلومة لان القضية التي تم تداولها هي صادرة عن عون معزول في السجون ومحال على مجلس الشرف من اجل اتهامات خطيرة وتم طرده من النقابة الامنية وهو مختص في سب وثلب  البحيري وكل النهضاويين والعاملين بوزارة العدل علما وان التهمة الموجهة الي هي اني هددته بانه لدي 100الف انتحاري 

ولكن مثل هذه الافتراءات لم تعد تنطل على احد واكتشف الجميع زيفها وان شخصيا مرتاح البال لان مثل هذا لم ينج منه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو اشرف الخلق 

 

 

لماذا تتمسك حركة النهضة بالرئيس التوافقي ؟ وماذا عن رفضك الشخصي للتوافق حول المرزوقي ؟ 

 

خيار الرئيس التوافقي هو خيار مؤسسات الحركة  وليس شخصيا وهو لا يعني باي حال من الأحوال انه لا يوجد في المترشحين من يمكنه ان يكون رئيساً توافقيا ونتمنى ان يتوصل السياسيون الى اختيار ترشيح من يكون رئيساً لكل التونسيين وان ينجح الشعب التونسي في مساندة وانتخاب من تتوفر فيه المواصفات الضرورية والأكثر تجاهلا وقدرة على حماية وحدتهم 

انا أدافع عن خيار الحركة وعلى مااعتقدت الحركة ان فيه مصلحة البلاد لا أكن للمترشحين الا الاحترام وأؤمن ان الاختلاف رحمة ولست مع احد المترشحين ولا ضدهم بما فيهم المنصف المرزوقي وما ستختاره مؤسسات الحركة هو خياري حتى وان كان مخالفا لرأيي 

 

وهل صحيح ان النهضة  سترشح الدكتور حمودة بن سلامة؟

 

الى حد اللحظة ليس لنا مرشحا 

 

ماذا في اجتماع المكتب التنفيذي للحركة الذي التام امس ؟

 

المكتب التنفيذي اجتمع لوضع اللمسات الاخيرة للبرنامج الانتخابي الذي سيعرض على مجلس الشورى في جلسته اليوم وغدا وأبشر التونسيين والتونسيات وأبناء الحركة ومسانديها وكل الطيف السياسي الاجتماعي ان الحركة تعدت بواسطة نخبة من خيرة الخبراء في البلاد برنامجا سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا وثقافيا واقعيا يضمن ان شاءالله تطوير الاوضاع المادية وحماية التونسيين من الفقر والاحتياج ويحمي الدولة من الارهاب والتجاوزات ويبني دولة قوية تحترم الحريات وتلتزم بتطبيق القانون وتتخذ ما يجب من اجراءات لتوفير حاجيات الناس جميعا وهو برنامج يؤكد ان حركة النهضة اختارت دون رجعة بناء الدولة المدنية الديمقراطية