أبدى الرئيس النيجيري، جودلاك جوناثان، اليوم الأربعاء، استعداد البلاد للحوار مع "المتمردين، والجماعات المسلحة الأخرى (لم يحددها)".وفي كلمة بثها التلفزيون بمناسبة عيد الاستقلال، قال جوناثان: "إلى كل هؤلاء الذين يشنون حربا على بلادنا، أطلب منكم أن تضعوا أسلحتكم، وتعتنقوا السلام".

ولم يذكر الرئيس جماعة "بوكو حرام" سيئة السمعة بشكل مباشر، لكنه أشار إلى أن البلاد تعاني من "حالة كآبة" نتيجة لـ"أنشطة الإرهابيين".وأضاف جوناثان: "بالنسبة لأولئك الذين لديهم مظالم حقيقية، أؤكد أن نيجيريا ستستمع لكم، إذا طرحتم شكاواكم على طاولة الحوار".وكرر الرئيس في كلمته ما وصفه بـ"خطوات عملاقة" صنعتها إدارته، تشمل إصلاحات قطاع الطاقة؛ وتوفير مليوني فرصة عمل مؤخرا، وإطلاق مبادرات التنمية في شمال شرقي البلاد الذي يعاني من الأزمات؛ وعقد مؤتمر وطني اختتم مؤخرا، تعهد بتنفيذ نتائجه.

وأضاف: "إلى أهل نيجيريا الأخيار، اسمحوا لي أن أكرر أن مهمتنا في بناء بلد أفضل، وأعظم يجب ألا تتزحزح".ومضى الرئيس قائلا: "إدارتنا أخذت على عاتقها التزاما بضمان أن تبني وتحافظ على بنية تحتية للديمقراطية ترتكز على انتخابات حرة ونزيهة".وتابع: "المراقبون الدوليون والمحليون، أكدوا التطور الإيجابي للمصداقية الانتخابية، وهذا لا يمكننا أن نحيد عنه".وحصلت نيجيريا على استقلالها السياسي عن بريطانيا في 1 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1960، وأصبحت جمهورية بعد ثلاث سنوات، لتنهي بذلك سلطة ملكة بريطانيا على الدولة الواقعة في غرب أفريقيا التي لا تزال عضوا في الكومنولث البريطاني.

ودعا جوناثان الطبقة السياسية في نيجيريا إلى تجنب الشقاق، والاستقطاب في ظل استعداد البلاد لخوض انتخابات عامة عام 2015.ومن المتوقع أن يترشح الرئيس النيجيري لإعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة ضد أبرز منافسيه من حزب "المؤتمر التقدمي" المعارض، الناشئ ولكن أكثر تنظيما في الوقت نفسه.وزاد بالقول: "سنحرص على ضمان أن إرادة الناخبين ستسود، ولذلك سيتم تذكير القادة السياسيين في جميع الأوقات بأن هناك يوما للحساب، عندما يعودون إلى الشعب قبل إجراء الانتخابات".وأردف: "يجب ألا تكون أيام الانتخابات أيام من العنف والموت، وعلينا أن نظل متيقظين لضمان أن تتسم العملية الانتخابية بالسلام والأمن والشفافية".واختتم بالقول: "لقد حانت انتخابات حرة ونزيهة لتبقى، ولن يقبل أي شيء آخر لشعبنا".

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش النيجيري مقتل رجل قال إنه كان ينتحل شخصية زعيم "بوكو حرام" "المتوفى"، أبو بكر شيكاو.وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلنت جماعة "بوكو حرام" سيطرتها على عدة مدن شمال شرقي البلاد، هي: "ديكوا"، و"غمبورو نغالا" و"غووزا" في ولاية "بورنو"، و"بوني يادا"، و"بارا" في ولاية "يوبي" المجاورة.وفي وقت سابق، قالت الجماعة إنها سيطرت على ثماني بلدات في ولاية أداماوا، التي يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة.

ومنذ مايو/ آيار من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات بورنو، ويوبي، وأداماوا في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام".وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ.وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيقالشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.