بعد تحقيق استغرق بضعة أشهر في نيجيريا ، قدم البروفسور برتران موني المتخصص في دراسة المخاطر الإجرامية بالمدرسة العليا للدراسات التجارية التي مقرها مدينة ليل الفرنسية صورة نادرة ومقربة لقراصنة دلتا النيجر ومهربي النفط هناك.

ويخلص موني إلى القول إن مياه نيجيريا باتت الأخط في العالم الآن ، بتسجيل 30 هجوما على بواخر خلال عام 2013 مشيرا إلى أن ما يعادل 300 ألف برميل من النفط  تسرق يوميا في نيجيريا من قبل قراصنة أي ما يعادل 20% من الإنتاج القومي للبلاد. فيما تباع ثلاثة أرباع منها وفق الباحث في الأسواق الدولية فيما ويتم استغلال الباقي محليا داخل نيجيريا.

وبإنتاج يصل يوميا إلى مليوني برميل من الخام ، كان من المفترض أن تكون دلتا النيجر ما يشبه الجنة ، إلا أن العوامل الثلاث حولت هذه الجنة إلى جحيم. فمن جهة أصبح مئات المتمردين قراصنة خطرين يملأون مياه خليج غينيا اليوم ، والذي بات في الوقت الحالي الأكثر تهديدا للملاحة الدولية في العالم . ومن جهة أخرى ، يعيش آلاف العناصر المحلية على سرقة وإعادة تكير ما بين 15% و20% من إنتاج  سادس مصدر للنفط في منظمة "أوبيب".

ويعود أصل المشكلة إلى نخبة سياسية من القادة الفاسدين الذين يعمدون إلى نهب الثروات والمداخيل النفطية بلارحمة في هذه البلاد من عشرات السنين.

ويوفر برتران مونيه صورا نادرة لقراصنة ديلتا النيجر وبؤس السكان المحليين في هذا البلد المصنف سادسا في منظمة البلدان المصدرة للنفط. والتحقيق في المحصلة خلاصة مهمة لتداعيات الفساد الممارس هناك.